عناصر القصة القصيرة :
القصة القصيرة عبارة عن سرد لمجموعة من الأحداث التي حدثت مع شخصية معينة في وقت محدّد، وقد يكون هذا السرد واقعيّاً أو خياليّاً، والهدف من القصّة هو نقل المتلقي ليعيش حالة الشّخصيّة الواردة في القصّة، وذلك ليختبر شعوره ويعيش حالته النفسيّة، وفي النهاية يحصل على فائدة أو مغزى يسعى الكاتب إلى توصيله للقارئ. لعلّ القصص ليست بالأدب الحديث فهي موجودة منذ الأزل، ولا سيّما في القرآن الكريم الذي قصّ على المسلمين العديد من القصص، مثل قصّة سيّدنا داوود وقصّة سيّدنا يوسف، وذلك بهدف أخذ العبرة والعظة منها، وللقصّة العديد من العناصر التي لا تقوم إلا بها، وسنعرض في الجزء التالي عناصر القصّة الرّئيسيّة والتي تتمثل فيما يلي :
<!--الحبكة أو العقدة هي عبارة عن الحوادث التي تكون مرتبطة زمنياً مع بعضها البعض، وأساس الحبكة الجيّدة في القصّة هو وحدتها، وليتمكن المتلقي من فهم الحبكة عليه أن يطرح مجموعة من الأسئلة على نفسه وهي:
- ما الصّراع الذي تحصل حوله الحبكة ؟
- هل هو صراع داخلي أم خارجي؟
- ما أبرز الأحداث التي تتألّف منها الحبكة؟
- وهل هي مرتّبة بالاعتماد على أساس تاريخيّ أم نفسيّ؟
- ما هي التغيّرات التي تحدث من بداية الحبكة وحتى نهايتها؟
- هل هي تتميز بالإقناع أم أنّها مفتعلة؟
- هل الحبكة مترابطة؟
- هل يمكن شرح الحبكة بناءً على عناصرها؟
<!--شخصيات القصة : في معظم الأحيان يختار الكاتب شخصيات القصّة من الحياة ، علي ان يكون حريصاً على عرضها ضمن الأبعاد الثّلاثة الآتية:
- البعد الجسدي: ويُعنى بمواصفات الجسد من طول القامة وقصرها أوبدانة الجسم ونحافته، والجنس سواء كان ذكراً أو أنثى وعيوب كل منهما، بالإضافة إلى أهميّة الإشارة إلى سنّ كلّ منهما.
- البعد الاجتماعيّ: ويُعنى بانتماء الشّخصيّة لطبقة اجتماعيّة معيّنة فقيرة أو غنيّة، كما يهتم بذكر نوع الوظيقة التي يعمل بها، وثقافته ونشاطه السياسيّ أو الفكريّ، وجميع ظروفه التي تغيّر في مسار حياته، بالإضافة إلى ديانته وجنسيّته وهواياته المفضّلة.
- البعد النفسيّ: ويُعنى بالاستعداد والميول من رغبات، وآمال، وطموحات، وعزيمة، وأفكار، كما يتطرق لمزاج الشّخصيّة من حالات العصبيّة والهدوء والفرح.
<!--البيئة تعدّ البيئة القالب الطّبيعيّ الذي تدور فيه الأحداث وتتحرّك فيه شخصيات القصة ، حيث تعيش هذه الشخصيات في بيئة معيّنة ضمن بعد مكانيّ وزمانيّ يحدّده الكاتب.
<!--الفكرة والمغزى وهو الغاية التي يسعى القاصّ إلى عرضها في القصّة؛ لذلك يستحسن قراءة القصّة مرّات عديدة والتّخلّص من الأحكام المسبقة على الأمور، والتّمعّن في العلاقات بين أفراد القصّة، وتسلسل الأحداث، والأفكار الموجودة فيها، وربط جميع هذه الأمور بعنوان القصّة وأسماء
وألقاب الشّخصيّات ووضعهم الاجتماعيّ.
مكونات القصة القصيرة
القصة القصيرة تعتبر القصة القصيرة من الأجناس الأدبية حديثة النشوء والتي ارتبطت بتحولات الإنسان المعاصرة، حيث يتميز هذا العصر بالتقدم السريع والتطور التقني والصناعي والرقمي، الأمر الذي ساهم في هجرة الإنسان من عالم الفطرة والبساطة إلى فضاءات المدينة التي اتسمت بالبطء في التفاعل بين الإنسان والمكوّنات الأخرى، ومع تسارع وتيرة الحياة تخلّى الإنسان عن قراءة الرويات الطويلة والمسترسلة واتجه إلى النصوص الأدبية القصيرة، والجرائد، والمقالات، ومن أشهر القصص القصيرة بائعة الكبريت كاتب هذه القصة هو هانز كريستان في العام 1845م، تحكي القصة قصة فتاة صغيرة تبيع الكبيرت، وتبدأ في ليلة رأس السنة، وهي ليلة شديدة البرودة، وتحاول هذه الفتاة التي لا يعطيها الكاتب اسماً ببع الكبريت، لكنّها لا تستطيع بيع الكبريت الذي معها لأنّ الناس في ليلة رأس السنة يجلسون في بيوتهم للاحتفال، فتبقى وحيدة في الشارع لخوفها من عقاب والدها إذا عادت دون بيع الكبريت، فتبقى في الشارع طيلة الليل تنسح الأحلام وتذكر جدتها، فيروي الكاتب أحلام الفتاة وآمالها، وفي اليوم التالي يجد الناس الفتاة ملقاة في الشارع وقد ماتت من شدة البرد
شروط كتابة القصة القصيرة :
القصّة القصيرة عبارة عن نوع من أنواع القصص في الأدب، والتي تكون على شكل سرد قصصي نثريّ بطريقة أقصر من الرواية، والهدف منها هو تقديم حدث واحد على الأغلب ضمن فترة زمنيّة قصيرة ومكانٍ محدودٍ، للتعبير عن جانب أو موقف من مواقف الحياة، وما يُميزها أن الحدث فيها متحداً ومنسجماً ويخلو من التشتيت، بالإضافة إلى أنها غالباً ما تحتوي على شخصية وحيدة أو عدة شخصيات متقاربة يجمع فيما بينها مكانٍ وزمانٍ واحد، بناءً على الحدث والوضع المحكي عنه. أشهر رواد القصّة القصيرة يوسف إدريس ، وزكريا تامر في الجمهوريّة السوريّة.ويشترط في كتابة القصّة القصيرة الأمور التالية:
<!--الشخصيات: يجب أن تكون جميع شخصيات القصّة ملتحمة ومتوافقة بشكلٍ تامٍ في حال تعدّدت الشخصيات، بحيث تبدو كشخصية واحدة، لتحقيق وحدة الأثر، كما أنّها لا تحتاج إلى شخصيّات ثانويّة، بالإضافة إلى أنّ الوصف المطوّل للشخصية أصبح زائداً عن اللازم.
<!--الحوار: حيث تشمل حواراً قصيراً وقليلاً، وقد لايكون فيها أي حوار بالمطلق، أمّا في حال كان فيها حوار؛ فينبغي أن يكون الحوار عاملاً من عوامل الكشف عن أبعاد التطور بالحدث، أو الشخصيّة، أو لبيان الغموض، أو لتوضيح الفكرة المراد التعبير عنها.
<!-- الصراع: يمثل الصراع العمود الفقري فى العديد من القصص القصيرة، وقد يكون الصراع إمّا داخليّاً أو خارجيّاً، فالصراع الخارجي يدور خارج الشخصية فى البيئة المحيطة، أمّا الصراع الداخليّ فيبحث في أعماق الشخصيّة من داخلها، وفي الحالتين يجب أن يكون غير مفتعل وذو قيمة لتقبله ويستطيع التأثير في النفس. التشويق: حيث لا بد أن تكون القصّة القصيرة تحتوي على عنصر التشويق؛ لأنّه يجب أن يكون لدى القاريء ترقّب ولهفة لقراءة بقية القصّة، حيث إنّ التشويق هو أساس المتعة الفنية في القصّة القصيرة.
الصدق: أي أن تكون القصّة القصيرة صادقة بحيث تتأقلم مع الواقع الذى ستقدم إليه، بمعنى آخر أن تكون جميع عناصرها ومحتوياتها وتفصيلاتها مقنعة عند اختيارها
ساحة النقاش