موقع علمي للأستاذ الدكتور حسام محمود زكي علي أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة المنيا

المناعة النفسية وفيروس كورونا الجديد (COVID-19)

 

لقد منحنا الله تعالى كثيرا من القدرات منها ما نعرفه ومنها ما زال كثير منا لا يدركه، وبالتالي لا يُحْسِن استغلاله، قال تعالى " لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "، فخلق الإنسان جاء في أحسن ما يكون عليه، وفي الوقت الذي أصاب كثيرا من الأفراد في أغلب أنحاء العالم تقريبا فوبيا فيروس كورونا؛ حيث يعاني العالم من الهلع والخوف من فيروس كورونا الجديد (COVID-19)، ذلك الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة، بل إن الأمر أصبح أكثر سوءا عند البعض، فظهرت لديه بعض الاضطرابات السيكوسوماتية «Psychosomatice Disorders» تلك الاضطرابات نفسية المنشأ عضوية المظهر، فظهرت الكوابيس والوساوس القهرية فيما يتعلق بالنظافة الشخصية ...، بل إن ذلك الخوف لدى بعض الأفراد يصنع عندهم أعراضاً وهمية مُشابهة لأعراض فيروس كورونا الحقيقية بصورةٍ ذهنيةٍ، وقد تصل تلك الأعراض لدرجة تحرم الفرد من الحياة الصحية، رغم أنه سليم الجسم ولكنه مريض النفس؛ وذلك من جَراء تصديق النفس لتلك الصورة الذهنية غير الحقيقية، للدرجة التي يستجيب الجسم لها؛ فترتفع درجة حرارته، ويشعر ببعض أعراض كورونا، وفي هذا فكثير من الناس يتصلون بالمختصين النفسيين ويذكرون أنهم يشكّون بقوة أنهم مصابون بكورونا، وحينما يجدون من يُهدِّئ روعهم يصبحون أصحاء دون أي مشكلات صحية مصاحبة.

وهذا الأمر يدفع البعض لمحاولة تقوية مناعتهم الجسمية وتناول الأغذية الصحية، بل تناول بعض العقاقير والفيتامينات حتى ترتفع درجة الحماية، وهنا لا بد من الإشارة أن تلك التصرفات مطلوبة وضرورية إضافة لضرورية التوعية والتركيز على ما نسميه المناعة النفسية ومحاولة رفعها لدى المجتمع بكل فئاته وبث الإيجابية في النفس البشرية؛ حيث تعتبر المناعة النفسية خط الدفاع الأول أمام المرض بصفة عامة والمرض النفسي خاصة، فالنفس قوة دافعة متى ما استعدت لذلك، وهي ذاتها النفس الهدامة المنهارة عندما تنكسر وتتخاذل في مقابلة العوائق والظروف السلبية المتصلة بكورونا – لا قدر الله- .

ولدينا في ديننا الحنيف ما يقوِّي المناعة النفسية؛ ففي القرآن الكريم عبر ومواعظ وتشجيع وتعزيز واعتبار لأولي الأبصار من خلال الوقائع والأحداث التي يسوقها لنا الذكر الحكيم وكذلك سنة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يجعل أول محطات تقوية المناعة النفسية الاستعانة بالله والتوكل عليه إضافة للصبر والحِلم والتغافل والرضا وسلامة القلب والتسامح وحسن الظن بالله والتفاؤل وعدم بث الشائعات ... .

 

وتوجد بعض النصائح النفسية السريعة لمقابلة ذلك، ومنها:

<!--تقوية الاعتقاد أن كل ما يصيبنا من عند الله، وأنه كله خير، فتزيد السكينة والرضا والإيمان بالقضاء والقدر، والدعاء بالأدعية التي ترفع البلاء، وتذكر بعض الخير الموجود في فيروس كورونا كرجوع كثير من الأفراد لله.

<!--البُعد قدر الإمكان عن الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا خاصة الأخبار مجهولة المصدر سواء بالنقل أو الاستقبال.

<!--اتِّباع التعليمات المذكورة من الجهات المختصة والالتزام بها؛ للوقاية والحد من انتشار الفيروس كالمكث في المنزل والنظافة العامة وتجنب الاختلاط والتجمعات مؤقتا ولبس الكمامات وقت الحاجة ...

<!-- تقوية جهاز المناعة الجسمية وتناول الطعام الصحي.

<!--تقوية المناعة النفسية وزيادة الأفكار الإيجابية والحد من التفكير السلبي والبعد عن الوساوس وتجنب القلق والتوتر؛ لتأثيرهما على الهرمونات الجسمية.

<!--ممارسة الرياضة في الوقت المناسب والكيفية المناسبة للظروف العامة في المجتمع.

<!--ممارسة فنية الاسترخاء ومحاولة البحث عن أجواء لتهدئة النفس والفكر بقدر الإمكان.

<!--الترحيب بأفكارك ومشاعرك ولا تقاومها فكل ما تقاومه يقاومك، وكن واعيا بها واحسن إدراكها وحاول أن تتحكم في أفعالك.

<!--تعزيز الدفء الأسري والابتعاد عن الاجتماع بالأفراد المزعجين الذين يبثون الخوف والهلع في النفوس.

<!--حسن استغلال السوشيال ميديا والوقت فيما ينمِّي مواهب الفرد ويساعده على عدم التفكير فيما يقلقه، خاصة في أوقات الحظر.

<!--تذكر أن الشعور بالضغط النفسي أو الخوف أمر طبيعي، وليس معنى ذلك أن الفرد مختل نفسيا ولكنه يحاول السيطرة عليه.

 

 

د. حسام محمود زكي

أستاذ الصحة النفسية المساعد بكلية التربية بجامعة المنيا

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 248 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2020 بواسطة dr-hossam-zaki

د.حسام محمود زكي علي

dr-hossam-zaki
موقع شامل متنوع كما يركز على عرض الجانب النفسي السيكولوجي في بعض جوانب الحياة مع الاهتمام بالجانب الإيجابي والتركيز على كيفية تنمية الشخصية وهو لله عز وجل ولا نهدف من ورائه للربح المادي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

513,190