أخى الحبيبي

.. يامن كنت تدعو الى الله وتعمل للإسلام ثم تركت العمل للإسلام لأي سبب

أيها الطـــائــــــــر المغتـــــــــــرب :

حتــى متى سيطول منك الاغتراب ؟!

إنني واثق أن المقام الذي صرت فيه بعيداً عن الدعوة إلى الله هو مقام غربة وليس مقام استقرار  !!

إن الذي ذاق بقلبه طعم طاعة الله ، والعمل في سبيل الله .. مستحيل أن يستريح بعيداً عن إخوانه ولكنك تتحمل !!!

إنك تحمل نفسك  ظمأ القلب ، وحرمان الروح !

أقول أخي الحبيب :

إن المقام الذي اخترته أو اضطررت إليه بعيدا عن إخوانك هو مقام غربة وروحك له كارهة

وإن الدليل على ذالك هذه الآلام ، والكدارات التي تشكو منها ، والعكارات ، والعثرات والمنغصات .

إن أقدار لله تعالى قد أعدتك لأمر وهيأتك لدور وصبغتك بصبغة غير التي تحاول جاهداً أن تغيرها وأن تعيش بغيرها !!

ربما كنت ـ وكنت فعلا ماضِ ـ معذورابابتعادك هذا وربما لم تكن معذوراً ربما تحملت بعض الضيم من أحد أو بعض إخوانك شأن كل إخوة في أسرة وعائلة .

وربما كانت العواصف التي تهب على شجرة العاملين للإسلام أقوى منك .

وربما اختلفت مع إخوانك شأن كل إخوة .

أخي الحبيب..

إن الشجرة التي تركتها كان قلبك ـ ولايزال ـ يحن إليها ..

نعم يحن إليها وأنت لاتشعر!!

وربما تشعر ولكنك تعاند قلبك !!

أخي الحبيب :  

. نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ماالحب إلا للحبيب الأول

كم منزل للقلب يألفه الفتـــــــــى وحنينه دوماً لأول منزل

لقد تغير الحال كما ترى وهدأت العواصف التي كانت سببا في هجرانك ... بالأمس كنا في حال. واليوم !! اليوم أطلق بصرك لكي ترى تغير الحال . أُخرج من خلف القضبان ، غادر الزنزانة فقد خرجنا ، والله خرجنا . اخرج بقلبك وروحك من السجن .. وعد إلى الحياة أقصد حياة القلب والروح وهل لقلبك حياة إلا في المساجد؟! وبين إخوانك ؟! وفي الدعوة ، والعمل ، والعطاء ، والتضحية ، وفي تفريج الكربات ومساعدة ذوي الحاجات. لقد كان قلبك ومازال سمكة والعمل هو البحر ولايزال فى قلبك روح لقد آن الأوان أن تعود . نحن الآن لم نعد في الساحة الضيقة ساحة الجهاد من أجل الدعوة . لقد كان التضييق علينا يضطرنا للجهاد من أجل أن نستطيع فقط أن نبلغ كلمة الله !! كما كان يضطرنا للخلاف حول أمور كثيرة. الآن الوضع يختلف نحن الآن أمام دولة .. أمام هبة من الله تعالى ومنة منّ بها علينا هذه الدولة تفضل الله بها على أهل الإيمان ـ وأنت منهم ـ حتى انتزعوها من ناب الأسد والحمد الله هذه الدولة الوليدة أو قل الجنين ما أكثر المتربصين بها. وإننا جميعا الآن كل المؤمنين في طور الاختبار إما أن نأخذ بيدها فتقوم وإما أن نتخلى فتقع (قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون). هذا هو الوضع الآن باختصار. إننا بحاجة إلى أن نودع الماضي حتى نستطيع أن نعيش الحاضر وأن ننظر إلى المستقبل. إن بعض إخواننا مازال أسيراً للماضي بجراحاته، وخلافاته ، ونزاعاته ، وقيوده وحدوده. بعضنا طموحه مازال محدوداً بحدود الماضي!! وبعضنا جراحه مازالت تنزف من الماضي !! وخواطره كلما خلى بنفسه تعود إلى الماضي!! إننا الآن على أعتاب مستقبل جديد .. بل نحن الآن في واقع جديد كفيل بأن يغسل كل آثار الماضي البغيضة. أخي الحبيب .. لقد اتسع الفضاء فعد إلى انطلاقك وتحليقك ، حلق في أي مكان ، اعمل فالمجالات واسعة والاختيارات كثيرة والبدائل متوفرة، أمامك المساجد وأمامك الأحزاب وأمامك الجمعيات والإئتلافات والجماعات وبين يديك المواقع الالكترونية والجرائد والمجلات وكل وسائل الإعلام الاسلامية. قم وتحرك فأنت سحابة ، وأرض الله واسعة توجه حيث شئت فسيأتى لأرض الإسلام خراجك لقد زالت الأعذار وانتهت المبررات وقد أعدك الله لمثل هذه الأيام فاعمل قبل فوات الآوان. ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 163 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2014 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

294,123