<!--<!--<!--
زوجات الرسول ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم )
الزوجة الرابعة : حفصة بنت عمر بن الخطاب
حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عدى بن كعب بن لؤى وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب وقد ولدت حفصة عام 605 م
كانت حفصة بنت عمر قد تزوجت خنيس بن حذاقة بن قيس بن عدى وهاجرت معه إلى المدينة في عام 621 م وقد اشترك خنيس بن حذاقة فى موقعه بدر ومعركة أحد إلا انه مات شهيدا فى معركة احد وحزن عمر بن الخطاب على ترمل ابنته وعمرها سبعه عشر عاما حيث كانت حفصة حبيبة والدها
وقد ورد فى السيرة النبوية لأبن هشام وفى البخاري عن عمر أنه حزن على ترمل ابنته واشتدت شفقته عليها وعلى شبابها ففكر عمر بن الخطاب أن يجد لها مخرجا من هذه الازمه النفسية التي حلت بها فتوجه عمر بن الخطاب إلى صديقة أبو بكر الصديق وعرض علية أن يتزوج ابنته على أم رومان ولكن أبا بكر الصديق سكت ولم يرفض ولم يقبل فحز ذلك فى نفس عمر بن الخطاب وعندما وجد ابنته حفصة تعانى من حزن شديد توجه عمر بن الخطاب إلى صديقة الثاني عثمان بن عفان وعرض علية الزواج من أبنته حفصة فسكت عثمان بن عفان كما سكت أبو بكر الصديق فزاد ذلك من حزن عمر بن الخطاب بعد أن خاب رجائه بصديقيه أبو بكر وعثمان فتوجه إلى الرسول(ص) يشكو أبو بكر وعثمان وقص عمر بن الخطاب كل ما حدث على الرسول(ص) من أن صديقيه تخليا عنه فى محنه ابنته وبعد أن أستمع الرسول (ص)إلى عمر بن الخطاب قال الرسول(ص) لعمر بن الخطاب : " يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة " وفعلا حدث ما ذكره الرسول(ص) فقد تزوج الرسول (ص) من حفصة بنت عمر وهو خير من عثمان بن عفان وتزوج عثمان بن عفان من ابنه الرسول(ص) وهى خير من حفصة بنت عمر فقد تزوج عثمان بن عفان من أم كلثوم ابنه الرسول (ص) من خديجة بنت خويلد
وقد كان زواج الرسول(ص) من حفصة بنت عمر بن الخطاب فى عام 624 م أي فى العام الثالث الهجري وقد تزوجها بعد انقضاء عدتها من خنيس بن حذاقة السهمي ليس بدافع الشهوة كما يدعى المستشرقين والمفترين بل بدافع المواساة والرحمة والإحسان إلى حفصة لكرم أبيها واستشهاد زوجها الذي حسن بلائه فى الإسلام ولتقواها وصلاحها وطهارتها وقد تزوجها وعمرها عشرون عاما
قد كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب أقرب الناس إلى الرسول (ص) محبه ومودة وكانا بمثابة وزيرين يستشيرهما فى كل شيء خاص بالدعوة الإسلامية ولذلك أراد الرسول(ص) إكرام وزيريه وأقرب الناس إلية فتزوج من بنتيهما الأولى عائشة بنت أبو بكر والثانية حفصة بنت عمر والرسول (ص) عندما تزوج الاثنين كان قد وصل إلى سن الرابع والخمسين ولا يستطيع أحد فى الدنيا أن يقول إنه فى تلك السن يجرى الرسول(ص) خلف شهوته ولكنها كانت زيجات لمصلحه الدعوة الإسلامية ليكون صهرا لوزيريه وأكرمهما بهذا الزواج على رحلة الكفاح معه ليزيد من أواصر القرابة الربط بالمصاهرة مع أصحابه
لقد أراد الرسول(ص) من زواجه من حفصة بنت عمر بن الخطاب مكافأة عمر بن الخطاب بعد أن قدم للإسلام أعمالا ضخمه وكان عطاؤه للإسلام لا ينكره أحد وما بذله من جهد فى سبيل بناء الدولة الإسلامية
بعد انتهاء حرب الردة أدى ذلك إلى مقتل عدد كبير من الصحابة قراء القرآن الكريم وحفاظه وقد كان القرآن محفوظا فى صدور الصحابة ومكتوبا على الورق وعلى الجلد وعلى ورق الشجر وعلى الحجر الأبيض والعظام وكان كل خلاف على نص فى القرآن يرجع إلى الرسول(ص) كي يزيله أثناء حياته وبعد وفاته كان يرجع عند الخلاف إلى النصوص المكتوبة وإلى ذاكرة الصحابة وخاصة كتاب الوحي وبعد انتهاء حروب الردة أخذ أبو بكر برأي عمر بن الخطاب فى ضرورة جمع القرآن الكريم فى مصحف واحد خوفا من موت الصحابة فتضيع بعض الآيات وبعد تجميعه وضعت النسخة الأولى للقرآن مع أبو بكر الصديق وبعد وفاته انتقلت النسخة إلى عمر بن الخطاب وبعد وفاته نقلت النسخة إلى حفصة بنت عمر بن الخطاب وزوجه الرسول(ص) وهى النسخة التي أعتمد عليها بعد ذلك عثمان بن عفان فى مراجعه المصاحف الموجودة فى الأمصار المختلفة
وقد طلق الرسول(ص) حفصة بنت عمر طلقة واحدة ثم أرجعها إلى ذمته حيث نزل علية الوحي بأن يرجع حفصة وقد ورد بالبخاري عن ابن عباس أن الرسول(ص) قد نزل الوحي علية بطلب " راجع حفصة فإنها صوامه قوامه وهي زوجتك فى الجنة "
وكانت حفصة بنت عمر من اللواتي روين الحديث عن الرسول (ص) مثل عائشة وقد توفيت حفصة بنت عمر فى شعبان سنة خمسين وأربعة هجرية 665 م بالمدينة وعندما توفت كانت قد وصلت إلى سن الستين من عمرها وقد تصدقت بكل أموالها وقد توفيت بعد وفاة الرسول(ص) باثنين وثلاثين عاما وتوفيت بعد وفاه والدها عمر بن الخطاب بواحد وعشرين عاما وتم دفنها بالمدينة.
المصدر : كتاب زوجات الرسول بين الحقيقة والافتراء
د . نبيل لوقا بباوى