<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أبتليت وزارة الثقافة فى مصر بوزير ظل يجثم على صدرها مايقرب من 24 عاماً تدهورت فيها الثقافة إلى أدنى مستوياتها وهو فاروق حسنى الذى كان لا يحمل من مؤهلات الثقافة أبسطها ، وكانت الوزارة فى عهده مرتعاً للفاسدين والأفاقين وظهر ذلك واضحاً جلياً من خلال محاكمة البعض ممن كانوا يحيطون به فى تهم فساد ورشوة دخلوا على إثرها السجون بل ومحاكمته أيضاً الآن بتهمة الكسب غير المشروع ، فقد كان يولى المناصب للمعارف والأصحاب مع توقعنا باختيارات شخص مثله وكان ذلك على حساب الوزارة التى من المفترض أن تكون القاطرة التى تدفع بمصرإلى الأمام ولكن للأسف دفعتنا إلى الخلف ، فالوزارة كانت ضمن منظومة الفساد التى كانت تسيطر على مصر لعقود طويلة ، واستبشرنا خيراً بعد قيام الثورة وإزاحة هذا الوزير الذى كان تابعاً أميناُ لسوزان مبارك والعائلة معتقدين أن الثورة ستصل إلى الوزارة ، ولكن كنا كالظمآن الذى يلهث وراء السراب يحسبه ماءً . فوزارة الثقافة تعيش فى ظلمات العهد الماضى لا تغيير ولا تبديل فالقيادات نفسها لم تتغير ولكنهم يدورون على هيئات الوزارة أشبه بلعبة الكراسى الموسيقية ، والعقليات لم تتبدل وبقى الحال كما هو عليه ، ثم تفاءلنا مع التغيير الوزارى الذى تم أخيراً ولكن أصابنا الإحباط من جديد فلا تغييرولا تبديل ، فالوزارة كانت تحتاج إلى وزير ثورى ينفض عنها غبار الفساد ويطهرها مما علق بها طول هذه السنين ولكن جاءنا وزير ينتمى إلى النظام السابق وبالدليل فهو كان يحظى بالثقة فقد تدرج من رئيس إدارة مركزية لدار الوثائق ثم رئيس الهيئة الهامة لدار الكتب والوثائق القومية ثم شغل فى نفس الوقت منصب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب مما يدل أنه كان محل ثقة من النظام السابق ومنتفعيه ، بل إنه كان من الداعمين لأحمد شفيق أحد أعضاء عصابة النظام السابق فى الانتخابات الرئاسية ، وهذا الوزير قد استقال من منصبه ليحصل على جائزة الدولة التقديرية؟! وان كنا نريد أن نعرف ما هى المعايير التى تمنح الجائزة على أساسها ولكن لا مشكلة فقد أخذها قبله سيد القمنى وحلمى سالم ومن على شاكلتهما ، وقال أنه ضد أسلمة الثقافة وضد التيارات الإسلامية وأنه يختلف مع الحكم الجديد فى مصر ثم نراه يقبل منصب وزير الثقافة فى حكومة الدكتور هشام قنديل الذى نتعجب من اختياره له!.
و قد كنا نرجوا له الثبات على المبدأ ولكن إن لكرسى الوزارة لحلاوة تجعل الإنسان يغيرمواقفه ومبادئه إن كانت موجودة ، لذلك فلا أمل فى إصلاح الوزارة كما حدث فى دار الكتب سابقاً فهو لم ينصفها ولم ينصف من جاءه يريد الإصلاح حيث كان العقاب هوجزاءه لمجرد قول الحقيقة ومحاولة كشف الفاسدين ، وهناك العديد من البلاغات للجهات الرقابية منذ عهده فى رئاسة هيئة دار الكتب ولكنها دفنت فى مقابر البلاغات الجماعية فسبحان من يحييها من جديد فهو القادر على كل شىء فلكِ الله يا وزارة الثقافة بل لكِ الله يا مصر.
والله الموفق