مجلة فجر الحرية

(يصدرها ثوار دار الكتب)

زوجات الرسول

من بين الشبهات الكثيرة التي أثارها خصوم الإسلام ضد هذا الدين قضية تعدد زوجات الرسول – علية الصلاة و والسلام

وقد وصل بهم إلى حد اتهام النبي بأنه كان رجلا شهوانيا يجرى وراء المتعة الجنسية ولا يلقى بالا للروحانيات وقد غفل هؤلاء عن الأسباب الحقيقية وراء تعدد زوجاته واكتفوا بالحكم على الظواهر دون تعمق في الحكم والأسرار من وراء ذلك.

ولم أجد خير من هذا الكتاب للرد على هذا الافتراء

كتاب / زوجات الرسول بين الحقيقة والافتراء د. نبيل لوقا بباوى

التعريف بالكاتب : دكتور لواء نبيل لوقا بباوي ، دكتور مصري ، من مواليد قرية بهجور ، نجع حمادي ، محافظة قنا ، عام ‏‏1944 ، تخرج في كلية الشرطة عام 1966 ، حصل على شهادتي دكتوراه ، إحداهما في الاقتصاد والأخرى في القانون و هو أيضاً باحث يؤمن بالمسيحية الأرثوذكسية ، له العديد من المؤلفات في الشؤون المسيحية و الإسلامية و الاقتصادية

وقد قام بعمل مقدمه للكتاب كلا من :

الإمام الصادق المهدي – رئيس وزراء السودان الأسبق

ا.د محمود حمدي زقزوق – وزير الأوقاف

د. على جمعه – مفتى الديار المصرية

د. مصطفى الفقى – رئيس لجنه العلاقات الخارجية بمجلس الشعب

الشيخ فوزي فاضل الزفزاف – عضو مجمع البحوث الإسلامية

وقام د. محمد سيد طنطاوي – الإمام الأكبر للأزهر الشريف بالموافقة على الكتاب

وقال المؤلف في مقدمته للكتاب :

رغم أنى مسيحي أرثوذكسي اعتز بمسيحيتي ولكن هذا البحث بحث علمي محض يقوم على الأسلوب العلمي بموضوعية شديدة ومما ساعدني على ذلك البحث العلمي في هذا الموضوع الشائك الذي يشبه حقل ألغام بالنسبة لإنسان لا يؤمن بالعقيدة الإسلامية هو اننى انتهيت من كتابة رسالة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية موضوعها ( حقوق وواجبات غير المسلمين في الدولة الإسلامية ) تحت إشراف الدكتور / محمد حمدي زقزوق – وزير الأوقاف مما اعطانى الفرصة للاطلاع على القرآن والسنة النبوية في صحيح البخاري وصحيح مسلم والسيرة النبوية وأمهات الكتب في الفقه الاسلامى وأسباب التنزيل والناسخ والمنسوخ والتاريخ الإسلامي وغيرها من الموضوعات الإسلامية لذلك جاء موضوع هذا الكتاب حول زوجات الرسول صلى الله علية وسلم بين الحقيقة والافتراء كبحث علمي محايد

الزوجة الأولى : السيدة خديجة بنت خويلد

عندما كان الرسول (ص )في السادسة من عمرة خرجت به أمه لتزور أخواله في يثرب وليزور قبر والده وكانت رحلته الأولى إلى يثرب وبعد شهر من زيارته ليثرب رجعت أمه بالرسول (ص) إلى مكة ولكنها في منتصف الطريق إلى مكة أصابها المرض وماتت في عام 576 م ومنذ هذه اللحظة أصبح الرسول (ص) يتيم الأبوين وضمه جدة عبد المطلب إلى رعايته حتى بلغ الثامنة من عمرة فكفله عمه أبو طالب بعد موت جده عبد المطلب تنفيذا لوصيه جده عندما حضرته الوفاة وكان أبو طالب يحب الرسول(ص) حبا شديدا وكانت رحلة الرسول(ص) الأولى إلى الشام مع عمه في عام 582 م وهو في الثانية عشرة من عمره حتى وصلت القافلة إلى بصري جنوبي الشام وتركت رحلات الرسول(ص) مع عمه إلى الشام أثرا فيه فزادت خبرته في التجارة ومدته بخبرة بالأصناف التي يأخذها من مكة إلى الشام ويجد لها سوقا في الشام ومعرفته بالأصناف التي يأخذها من الشام ويستطيع تصريفها وبيعها في مكة وكان الرسول(ص) معروفا عنه الصدق والأمانة في كل تجارته

وكان في ذلك الوقت بمكة سيدة تدعى خديجة بنت خويلد من أغنياء قريش ، وهى خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب وقد زادت ثروتها بعد وفاة زوجيها ( الأول والثاني ) وقد ردت خطبة الذين خطبوها من كبار قريش لأنها كانت تعتقد أنهم يحطبونها لكثرة مالها وكان يطلق عليها الطاهرة .

كانت خديجة بنت خويلد ذات شرف ومال كثير ولها تجارة ترسلها إلى الشام وكانت تستأجر الرجال لإدارة أموالها وكان يدير تجارتها ميسرة وكان في ذلك الوقت الرسول (ص) يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما

وعندما تعاون مع ميسرة في إدارة تجارة خديجة وكان ذلك في عام 595 م وكان مشهورا عن الرسول الصدق والأمانة ولذلك سمى بين أهل قريش الصادق الأمين وعندما أدار الرسول (ص) تجارة خديجة بنت خويلد زادت إرباحها ضعف ما كانت تربحه .

كسب الرسول (ص) محبة خديجة لأمانته وصدقه وقدرته وخبرته في التجارة فعرضت نفسها عليه للزواج منها رغم فقره الشديد من ناحية المال ولأنه كان غنيا بأخلاقه وصدقه وأمانته وقد رفضت خديجة خطبة كبار قريش الذين تقدموا لها وفضلت عليهم الرسول (ص) لأمانته وصدقه وحسن خلقه .

وقد كانت خديجة في سن الأربعين وتكبره بخمسة عشرة عاما وقد أنجب الرسول (ص) ستة أبناء منهم أربعة بنات هم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وولدان هما القاسم وعبد الله ولحكمه إلهيه توفى أبناءه الذكور وهم في حجر أمهم خديجة ولم يتبقى له إلا أربعة بنات .

ولو كان الرسول (ص) رجلا شهوانيا يجرى خلف شهواته كما يدعى المفترون لكان تزوج من فتاة بكر في مثل سنة ولا تكبره لا أن يتزوج من أمرآة سبق لها الزواج مرتين ولها أولاد من زوجيها السابقين عتيق بن عائد المخزومي وزوجها الثاني أبى هالة فهل يعقل أن الرسول (ص) يجرى خلف شهواته ويتزوج امرأة مشغولة بتربية أولادها

لذلك أقول للمفترين لو كان الرسول من عشاق الجسد وطلاب الشهوة لكان يختار كيفما شاء من البنات الصغار الأبكار الجميلات لأن شبابه لا يضاهيه أحد في قريش وهو القرشي الهاشمي الذي لا ترد خطبته وخاصة لشهرة أسرته بين القبائل مما يجعله مرغوبا من كل نساء القبائل العربية .

وكذلك مما يجعل أقوال المفترين لا أساس لها من الصحة في أنه تزوج من خديجة طمعا في مالها فهذه التهمة كذلك تهمة كاذبة لأن الرسول (ص) عرف عنه في جميع مراحل حياته الزهد في الدنيا وعد الطرف وعدم الجري خلف المال حتى لقي ربه .

وهنا اطرح سؤالا للمفترين وخاصة المستشرقين لو أن الرسول (ص) يجرى خلف شهواته كما تدعون هل كان يحافظ على زوجة واحدة لمدة أكتر من أربعة وعشرون عاما لأن الرسول (ص) تزوج من خديجة في عام 595 م وقد توفيت عام 619 م وقد قضى معها زهرة شبابه وقدرته الجسمانية لم يقتر من امرأة غيرها وعندما توفيت زوجته خديجة كان الرسول (ص) عمره حوالي خمسين عاما .

إن زواج الرسول (ص) من خديجة له حكمة وهو في الخامسة والعشرون وهى في الأربعين رغم أن ذلك مخالفا للمألوف حيث إن المألوف أن الإنسان يحب أن يتزوج ممن هي أصغر منه ولكن هدف الزواج من خديجة لم يكن لمجرد المتعة فلم يكن زواجا عاديا بل كان زواجا أعده الله بترتيبه ليخلق السكينة والهدوء النفسي والاستقرار للرسول (ص) في الفترة الانتقالية التي سوف يمر بها من بشرية عادية إلى بشرية تتلقى

الوحي من الله والتي يحتاج بها إلى زوجة لها نضوج عقلي وحكمة لازمة لهذه المرحلة

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 4 أكتوبر 2012 بواسطة darbook

فجر الحرية (يصدرها ثوار دار الكتب)

darbook
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,612