جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لا شك أن وزير الثقافة الحالي الدكتور صابر عرب استطاع أن يصنع بطانة قوية تدين له بالولاء من الذين يتولون المناصب القيادية في دار الكتب والوثائق من المنتدبين ومن العسكر، بل ومن بعض أبناء الدار، وهذا يرجع إلى المدة الطويلة التي ظل فيها الدكتور صابر عرب رئيسا لدار الوثائق ثم رئيسا لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق (حوالي 12 سنة) استطاع خلالها صناعة هذه البطانة التي ظلت على ولائها له حتى بعد تركه للمنصب.
ولا اعلم رئيسا لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق كان محركا للأحداث داخل الدار بعد تركه لمنصبه مثلما الحال بالنسبة للدكتور صابر عرب، وهذا ما اتضح وتم التصريح به للرأي العام عندما كان أول قرار يأخذه بعد توليه وزارة الثقافة في حكومة الجنزوري هو عدم التجديد للدكتور زين عبد الهادي الذي تولى بعده رئاسة مجلس الإدارة فقد قيل حينها " أن الدكتور صابر عرب لم يكن يوما بعيدا عما يحدث في دار الكتب والوثائق".
على أية حال ففي تقديري أن الصناديق السوداء لدار الكتب والوثائق لن تفتح في يوم من الأيام إلا بعد إحداث تغييرات حقيقية للبطانة المرتبطة بوزير الثقافة الحالي، وهي التغييرات التي لن يقدم على إحداثها ذلك الوزير بطبيعة الحال، فقد جاء توليه وزارة الثقافة مرة أخرى إنقاذا لتلك البطانة من التغيير – حتى أن أحدهم ألغى سفره للخارج بعد علمه بعودة صابر عرب لوزارة الثقافة مرة أخرى – بعد أن بدأوا يلملمون أوراقهم لأن الشواهد جميعها كانت تصب في خانة عدم إمكانية اختيار الدكتور صابر عرب وزيرا للثقافة مرة أخرى بعد أن قدم استقالته، لكن يبدوا أن هناك قوى دفعت به لهذا المنصب سواء كان ذلك الدفع من قبل المجلس العسكري المحال للتقاعد كما قيل، أو من قبل الجنزوري رئيس الوزراء السابق وهذا ما يحتاج إلى مقال آخر.