مجلة فجر الحرية

(يصدرها ثوار دار الكتب)

فكرة تجول فى خاطرى مرارا وتكرارا ؛ حاولت ان اقاومها واكتمها لا لشىء الا لانها تحمل فى طياتها شىء من الجحود ونكران الجميل الا اننى لم استطع ذلك .،

فبدأ الصوت يعلو بداخلى ويدفعنى الى ان احول هذه الافكار الى كلمات مسطورة لانفس بها عما يجول فى خاطرى والسبب فى ذلك هو انه كلما تتبعنا سببا من اسباب الفشل والفساد الذى نعيش فيه فى هذه الايام نجد ان من وراء هذا الفساد واحد من جمله ذوات الشعر الابيض.

ولا اريد ان اعمم كلامى جمله واحده فمن قال كل الناس فقد كذب ولكن ولعلكم لاحظتم معى ان كل حالات التخلف والفساد التى تعيشها البلاد يكون واحد من ذوات الشعر الابيض سبب فيها سواء من قريب او بعيد والسؤال هنا؛

ما هو السبب فى هذه الحالة من الانسجام والرومانسيه و الاريحيه بين ذوات الشعر الابيض والفساد ؟

وما سر حاله الشرطيه فى بقاء الفساد من بقائهم وانعدامه فى اختفائهم ؟

وقبل ان اجيب عن هذا لابد ان نعرف ما هى علاقة الرومانسيه والفساد !!

نعم هناك علاقة بين الرومانسيه والفساد وبدأت منذ ان كان كان هؤلاء الرجال شبابا تربوا على الحان وكلامات وغناء السيدة ام كلثوم فذاد لديهم الحس الرومانسى

فتأثروا بغنائها وباتوا يعيشون فى جنبات الهوى ويسبحون فى فضاء الغرام والحب وتذايد الاعجاب بها حتى اصبحت رمزا وقامة واستفحل الامر وأصبحت لديهم كسيده مصر الاولى

وليس العجب فى ذلك ولكن العجب فى ان فى هذا الوقت الذى اصبحت المغنيه ام كلثوم كسيدة مصر الاولى علقت رقبه المفكر الاسلامى الاستاذ سيد قطب الرجل الذى فسر القرءان فى محبسه الانفرادى تفسيرا كانما يتنزل عليه من السماء .

وبدأت القصة بعد ان توفيت سيده مصر الاولى واصبح الغناء هو لغه مصر الاولى وبدايه فلسفة جديدة بين جنبات المجتمع وكان عنوانها (كن مغنيا تكن سيدا )

فاحترف الكل الغناء واصبح دستور الحياه ولغه العصر والتقنيه التى تستطيع من خلالها ان تبلغ اعلى المراتب دون اى جهد

فانتقل الغناء من المسارح الى جميع اجهذه الدوله كل رئيس يغنى على من يراسهم وكل مرؤس يغنى على رئيسه حتى اذدهر الباطل وانتشر الوهم فلا مكان لحقيقه ولا وجود لعلم ولا حكمه..؛

باختصار الاصل فى الدنيا الغناء.....

واصبح مجتمعنا محبسا لكل عالم عاقل حكيم فلاذوا بالفرار فهو بطبيعه الحال لا يجيد الغناء فجابوا البلاد وعمروها ونفعوا بعلمهم الدنيا وتركونا لرعاه الشاه الذين تعالوا فى البنيان وسيطروا على كل كيان فلم يكن هناك منصبا او مؤسسه الا وكان عليها رئيسا يجيد الغناء

والعجيب انهم استطاعوا بغنائهم ان يقنعونا بانه لا احد يطرب مثلهم ولن يكون هناك عقل يفهم فهمهم واعجبنا بهذه الكلامات وسحرت قلوبنا بالالحان وتهنا فى دنيا الهوى والغرام وسلبوا هم الخذائن والاموال

فجائوا على الاخضر واليابس واستباحوا ارزاق العباد واستهانوا باحلامنا وامالنا وطموحاتنا فلم ياتوا على شربه الا وعكروها ولا فكره الا ووئدوها ولا عاقل حكيم الا وشوهوه وحاربوه...

ولكننى اظن ان النهايه قد اقتربت والعقول من الغناء قد فاقت والقلوب من الالحان قد سئمت وان الاوان لان تتغير هذه الفلسفه الفاشله ونستبدلها بفلسفه قوامها العلم وجدرانها العمل والتنميه وسقفها مظله العدل والحق والصدق .

وذلك لصناعه رجال قادرون على خدمه دينهم ودنياهم وبلادهم وليكن عنوانها

(كن خادما تكن سيدا )

وختاما

انا لا اعيب الشيبه ولكن اهجوا ضميرها

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 348 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2012 بواسطة darbook

فجر الحرية (يصدرها ثوار دار الكتب)

darbook
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,605