سِيَرُ أعْلام النبَلاء كتاب إلكترونى للمؤلف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، يمكن تحميله من الإنترنت، الكتاب مرتب على التراجم بحسب الوفيات ابتداء من الصحابة إلى نهاية القرن السابع الهجري ، وأفرد الجزء الأول والثاني للسيرة النبوية وسير الخلفاء الراشدين ، ولم يضعهما في كتابه " سير أعلام النبلاء ، وإنما أحال بهما على كتابه "تاريخ الإسلام" ، وجاء الناسخ ابن طوفان فلم يستنسخ المجلدين الأول والثاني ، وبدأ الجزء الأول من " سير أعلام النبلاء " بترجمة العشرة المبشرين بالجنة.
ونظم المؤلف كتابه على الطبقات ، فجعله في أربعين طبقة تقريبا ، على أسلوب كتب التراجم الإسلامية ، وأن كل طبقة تعني جيلا كاملا ، وجاءت وفيات التراجم للطبقة الواحدة في الكتاب متداخلة بين طبقة وأخرى ، مع التباين الكبير في المدة الزمنية التي تستغرقها كل طبقة ...
وهذا كتاب مهم وعظيم ، يعمد المؤلف فيه إلى البيان الكامل لاسم صاحب الترجمة ، ونسبه ومكانته ، وقيمته العلمية ، ومولده ، ونشأته ، وعلمه ، وشيوخه ، وتلامذته ، وتاريخ المولد والوفاة ، وتقديم النقد في مكانه المناسب ، مع نقد الأحاديث ، وبعض التعصب أحيانا .
للكتاب فوائد كثيرة ، منها:
الإطلاع على تراجم الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء وكذلك تراجم الخلفاء والقادة السياسيين بل وحتى أرباب الملل والنحل والفلاسفة ، بل وتجد فيه الكلام عن جنكيز خان وغيره من الزعماء السياسيين الذين أثروا في التاريخ الإسلامي .
* تراجع فيه مؤلفه عن عدة أشياء ذكرها في كتابه الضخم ( تاريخ الإسلام ) .
* معرفة بعض الوقائع التاريخية والأحداث السياسية التي حصلت عبر التاريخ الإسلامي حتى عصر المؤلف .
* الاستفادة من علم الحافظ الذهبي في العلوم الشرعية ، حيث تكلم على الكثير من المسائل العلمية في العقيدة والفقه والتفسير والحديث وغيرها من العلوم الشرعية .
* الاستفادة من أحكام الحافظ الذهبي على الأحاديث من حيث القبول والرد والشرح والتوجيه ، هو عالم كبير من علماء الحديث ، وقد حكم على كثير من الأحاديث في هذا الكتاب .
[تحرير] طبيعة التراجم في الكتاب وأسس انتقائها
الحافظ الذهبي كان من أبرز علماء التراجم وكان واسع الإطلاع غزير المعارف لا سيما في التراجم ، لذلك استعمل أسلوباً فريداً في انتقاء التراجم ووضع لها العديد من الأسس ، وهذه الأسس يمكن تلخيصها فيما يلي:-
1 - العلمية: فقد أورد الذهبي جميع المشاهير والأعلام ، ولم يورد المغمورين والمجهولين.
2 - الشمول النوعي: فلم يقتصر على نوعٍ معين من الأعلام ، بل تنوعت تراجمه فشملت فئات كثيرة من الناس : الخلفاء والملوك والسلاطين والقضاة والوزراء والمحدثين والفقهاء والأدباء والأطباء واللغويين والنحاة والشعراء وأرباب الملل والنحل والمتكلمين والفلاسفة ومجموعة معنيين بالعلوم الصرفة.
3 - الشمول المكاني: لقد عمل الحافظ الذهبي على أن يكون كتابه شاملاً لتراجم الأعلام من كافة أنحاء العالم الإسلامي من الأندلس غرباً إلى أقصى الشرق.
4 - التوازن الزماني: حاول الحافظ الذهبي أن يوازن في عدد الأعلام لذين يذكرهم على امتداد المدة الزمنية التي استغرقها الكتاب والبالغة سبعة قرون ، فلم نجد عنده تفضيلاً لعصر على عصر آخر.
5 - طول التراجم وقصرها: لا شك أن الحافظ الذهبي لم يكتب كل علمه في تراجم الأعلام في هذا الكتاب ، فهو واسع الإطلاع في تراجم الرجال ، لذلك نلاحظ في هذا الكتاب أن هناه من الترجمة ، فنجده مثلاً يكتب في الإمام أحمد بن حنبل أكثر من مائة صفحة في ها نجده يترجم لجنكيز خان أو الحجاج بن يوسف الثقفي فيما يقل عن صفحة واحدة.
المحقق: مجموعة محققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط.
ساحة النقاش