تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع محافظة الأقصر تحتضن ساحة أبو الحجاج بمدينة الأقصر المهرجان القومي للتحطيب فى الفترة من 17 -21 ديسمبر الجارى ، وهو مهرجان يقام كل عام على أعرق أرض مصرية شهدت منذ فجر التاريخ أروع الفنون وأبدعت مشعل النور والحضارة وهي المدينة التي تحتضن هذا المهرجان منذ نشأته الأولى في عام 1994 مدينة الأقصر .
ويشارك فى المهرجان عدة فرق مختلفة من فرق الفنون الشعبية التابعة للإدارة العامة للفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وبمصاحبة مجموعة المزمار من فرقة النيل للفنون الشعبية المصاحبة لحلبة التحطيب.
وللعام الخامس على التوالي تتشرف الأقصر باستضافة الدورة الخامسة لمهرجان التحطيب والذي يقام بساحة أبو الحجاج كواحد من المهرجانات الثقافية المتعددة التي أصبحت تحمل اسم الأقصر التي تضيف للمدينة سياحة المؤتمرات والمهرجانات بجانب ما اشتهرت به من سياحة ثقافية.
وعلى الرغم مما عرف عن فن التحطيب باعتباره أحد الفنون الشعبية المرتبطة بصعيد مصر، إلا أن جذور هذا الفن تعود إلى عصر قدماء المصريين كما هو مسجل على جدران المعابد الفرعونية والمقابر الأثرية لتصبح فنون شعبية تعبر عن البيئة المصرية الخالصة لجنوب مصر.
الأمر الذي يؤكد على حضارة ممتدة على مدار التاريخ.
لعبة التحطيب :-
التحطيب لعبة مصرية قديمة عرفها الفراعنة منذ الأسرة التاسعة عشر 1300 قبل الميلاد وتتحلى بها معابد الأقصر في الكرنك والغرب.
كانت تستخدم في تدريب الجنود المصارعين وأصبحت وسيلة للدفاع عن النفس.
سميت اللعبة بالتحطيب لاستخدامها في أول الأمر في اللعب بعصاالحطب لأن قدماء المصريين كانوا يستخدمون سيقان البردي في التحطيب أو التمرين كأداة للحرب.
إنها وسيلة للدفاع عن النفس والجماعة.
تطورت اللعبة البشرية مع استقرار الإنسان على الأرض فصارت وسيلة للحركة والرشاقة واليقظة وسرعة البديهة وأصبحت عادة محببة للشعب المصري في احتفالاته في الموالد والأفراح وحتى في الأسواق والمناسبات الاجتماعية والاحتفالية المتطورة.
وإشارة إلى العز والعزوة معاً.
أصبح للعبة التحطيب أعرافها وتقاليدها بعد انتشارها في كافة ربوع مصر، واختلفت الأعراف من محافظة لأخرى حسب طريقة لعبها، فهناك اللعب الفردي بين مترجلين في ساحات التحطيب بمقاسات محددة ومتفق عليها، أو من على ظهر الخيل تسمى بلعبة البرجاس في الشرقية والمرماح في الصعيد، وتستخدم في المبارزة عصا الشوم أو الخيزران أو النبوت أو الزان، استلهمها العديد من فرق الفنون الشعبية في استعراضات راقصة جماعية تصاحبها موسيقى المزمار والطبل الكبير.
كيفية ممارسة لعبة التحطيب :-
هي لعبة شعبية كانت وما زالت تمارس وعالقة في أذهان الجماعة الشعبية وتتوارث من جيل إلي جيل بنفس قواعدها وأصولها التراثية تبدأ بسماع صوت الطبل والمزمار البلدي.فلابد أن يقف المتباريان أمام بعضهما البعض ، ويمسك كل منهما بعصا ه ويبدأن بتحية كل منهما الآخر بجعل طرف العصا العلوي يلمس الأرض ويبدأن المباراة بمصطلح " الرش" وهو أن يبدأ أي منهما بالهجوم بالعصا ويقوم الآخر بالدفاع في حركات مموجة ليحاول كل منهما النيل من خصمه باستكشاف نقط ضعفه وعندما ينجح أحدهما في لمس جسم غريمة أي فتح ثغره في جسدة ولمسها بعصاه تسمي هذه الثغرة "بالباب " أي فتح باب بين عصا غريمه وجسده. فأساس اللعبة هي إثبات المهارات والدفاع والهجوم كمباراة ودية بين أبناء المجتمع الواحد 00 واصل هذه اللعبة يرجع للمصريين القدماء وكانو يلعبونها من فوق ظهور الخيل بنفس الأسلوب وسنجد رسوم علي الجداريات المصرية القديمة في مقابر "بني حسن " رسوم لهذه اللعبة علي ظهور الخيل أو بدون الخيل.
الكاتب : داليا جمال طاهر - خاص " شموس نيوز "
ساحة النقاش