أكاديمية المبيعات

بيت الخبرة لرجال المبيعات في الوطن العربي

authentication required

 

علي عبد الله صالح

فهم الدرس ووقع في الفخ

بقلم بشير بن علي

الرئيس اليمني سيحطم الرقم القياسي في التناقضات،يوافق ليرفض،يقبل وينسحب،يتحدث عن الشرق ويتهم الغرب،يناور ويكذب،يرحب بالمبادرة ليهاجمها في ذات اللحظة. بصراحة لقد تفوق رئيسنا على قدرات الزعيم الليببي.ويبدو أن الرسالة التي يقودها اللوبي اليهودي العالمي والأجهزة الفرعية في الإدارة الأمركية قد وصلت للرئيس بمنتهى الوضوح، ومفادها بأن العالم قد يساعد الثائرين لكنه لن يسقط انظمة كانت في يوم ما عميله له.وهذا واضح في التجربة الليبية وفي إعتذارهم للزعيم الليببي عن إستهداف إبنه والذي نظن بأنه قام بقتله بعد أنباء عن تأييده للثائرين وطلبه من والده التنحي عن الحكم في ليبيا.كما خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الضربات الجوية.و تكررت الرسالة في التجربة السورية بأن العالم سيحاول إصدار مذكرة شجب وتنديد بإستخدام القوة المفرطة لا أكثر.وعليه فإن الرئيس يعيش حالة من الإستقرار الدولي مع ضمانات كافية بعدم رحيلة أو محاكمته أو هكذا يُزينون له في دار الرئاسة بصنعاء.لم يعلموا أنهم يغرقون في محيط من الوحل القذر بتصرفاتهم تلك،وأن النهاية السوداوية التي يحيكون تفاصيلها الآن للمعارضة والشباب واليمن ككل.ستنقلب عليهم وسيتجرعون ويلاتها الآن أو في الغد القريب.

والوضع اليوم في قراءة سريعة يدرك أن النظام السياسي يسير بإتجاة تأزيم الأوضاع أو حتى تفجيرها إلى صراع مسلح يقضي في موجبه على المعارضة وتحديدا التيار الإسلامي بإعتباره أقوى التنظيمات على الساحة الشعبية.وفي مسعاه هذا سيجد دعم بعض القوى الغربية والتي تخاف من الإسلاميين على إختلاف مشاربهم،كما أن هذه القوى تعمل منذ فترة ليست بالقصيرة في بناء أجهزة أمنية جديدة في اليمن وتزويدها بالأسلحة والأجهزة والمعدات الحديثة للقضاء على ما يسمى بالإرهاب.

ويمكن لنا تلخيص الملامح والمؤشرات على سعي النظام إلى تفجير الوضع بالتالي:

<!--الحرب الإعلامية والسياسية والإجتماعية: يقود النظام السياسي منذ أكثر من شهر حرب إعلامية شرسة على مخالفية ووصفهم بمختلف النقائص والعمالة والخيانة والإنقلاب والإجندات الخاصة والولاءات الخارجية،إضافة إلى حرب إجتماعية عبر تكريس مبادىء الكراهية وتأجيج اليمنيين على بعضهم البعض، ومحاولة خلق فتنه بالدم بين المواطنيين.وحرب سياسية تقضي بالقضاء على الناشطين وتحديد حركتهم وإحتجازهم والإعتداء عليهم جسديا ونفسيا وأمنيا.

<!--تحريك وحدات الجيش: يقوم النظام بتحريك قطع مختلفة من وحدات الجيش وإعادة إنتشارها في مختلف المدن اليمنية وكذا تحريك الطائرات الحربية إلى مطارات فرعية في مختلف مناطق اليمن.كما أنه يعمل على شراء ولاءات بعض الضباط وكبار العسكرين ليشق صف ولاءات علي محسن الأحمر.وهذا واضح في الصراعات والمواجهات المسلحة بين الفرقة أولى مدرع وقوات الأمن المركزي في اكثر من مناسبة.

<!--شلل تام لصنعاء:يسعى النظام إلى إحكام سيطرته على العاصمة صنعاء من كل النواحي،فكما سيطر عليها عسكريا وأمنيا وإعلاميا فإنه اليوم يحكم سيطرته على أرزاق الناس وأقواتهم.بداية بأزمة الغاز ووصول سعره إلى خمسة ألاف ريال للإسطوانة الواحدة بزيادة أربعة أضعاف على  سعرها الأصلي.كما بدأ أزمة بترول من يوم أمس تمهيدا لحكره على أنصاره ووحداته الأمنية ورجالاته.بما يضمن له حرية الحركة ضمن مدينة مشلولة بالكامل.

<!--ضرب عدن بالدبابات: توجيهات النظام السياسي إلى الجيش بدخوله مدينة عدن وسيطرته على أحياء مثل المنصورة وخورمكسر،بل وضربها بقذائف الدبابات.يُعطينا مؤشر بأنه خائف من فقدان مدينة إستراتيجية مثل عدن وتحولها إلى بؤرة معارضة وإعتراف دولي بالثائرين.إنه يخاف تحولها إلى بنغازي اليمن وملاذ آمن للمتظاهرين وبداية انحسار ملكه.

<!--رفضه المبادرة الخليجية:بعد قبوله المبدئي بالمبادرة ورغم تحفظ المعارضة على بعض بنودها،إلا أنها قد احرجت الرئيس بقبولها التوقيع عليها مما جعله يظهر لنا الوجه الحقيقي لنواياه بالرفض وعدم القبول برحيل مشرف له ولأولاده وحماية لأعوانة من الملاحقة القضائية مستقبلا.ولم يجد بُداً من مهاجمة دولة قطر بإعتبارها الشماعة الثانية لرفضه،بعد قوله بأنه لن يوقع المبادرة إلا في صنعاء حاضره ملكه ومأمنه الوحيد.

مما يجب علينا اليوم أن نكون اكثر إدراكا لما يعتزم النظام القيام به،وسد كل الثغرات التي يمكن أن يستفيد منها في تحقيق مآربه وطموحاته.وذلك بالعمل على توسيع الغضب الشعبي السلمي وخصوصا في الأجزاء الشمالية من اليمن،والدخول في تحالفات قبلية كبيرة ضد الفساد والظلم والتوريث.والعمل على توحيد القيادات الشبابية في مختلف الساحات والتحدث بلسان وصوت واحد.كما يجب على المشترك بمختلف أطيافه الإتفاق على كل التفاصيل الدقيقة بعد سقوط هذا النظام حتى لايكون هناك مجال لقيام ثورة مضادة من المنتفعين والمستفيدين من بقاء النظام. وبدون ذلك سنكون فهمنا درس تونس ومصر ووقعنا في نفس اللحظة في فخ ليبيا وسوريا.ولكن من زاوية مختلفه مع النظام السياسي الذي فهم درس ليبيا وسوريا وسيقع في فخ تونس ومصربإذن الله.

 

 

  • Currently 273/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
68 تصويتات / 433 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2011 بواسطة basheerye

المدرب/ بشير بن علي

basheerye
مدرب أول في مجال المبيعات »

عدد زيارات الموقع

54,632