الجرح والبشارة
بقلم بشير بن علي
هل يحق لنا أن نفرح بزوال طاغية أو هلاك ظالم
أم أن الفرح يكون بحرية شعب وإنطلاق أُمة
أم أن دموعنا ستكون لثورة لم يكتب لها الحياة بعد
فأزلام النظام ومستفيدوه ما زالو بعيدا عن المحاكمة
أم هي الرغبة في التغيير أو لعلها القهر من واقع أليم
ولربما تكون من عجز الرجال ودموع النساء
بل سعادتنا لأحلام الصغار ولتتويج أرواح الكبار
فالجرح الجديد في سوريا اليوم يذكرنا بألامنا في الأهواز
وبنزيف دمنا في العراق وبجفاف عروقنا في الصومال
وفي نزاع شيطاني في اليمن وفي بذور فتنه في قلب مصر
وبوجع في العين مع مرأى فلسطيني خلف أسوار الحجز
ومازال أبليس الكبير وأعوانة من المجرمين
يبثون الأرض سماً والسماء زعافً
(ويمكرون ويمكر الله ،والله خير الماكرين) ألانفال:30
لكننا على ثقة بأن هذه الألام هي الآم المخاض
وإذا ظننا للحظة بأنها طالت فلنتذكر بأن أُمتنا كبيرة
وأن مخاضها سيكون كبيرا
كما سيكون مستقبلها ايضا
لذا أحلموا ايها الناس
واطلقوا أحلامكم ايها الصبية
ولتزغرد النساء
ولترقص الفتيات الصغار
لتحلق الأحلام ،لتخرج من عقالها ،
دعوها تحلق في سماء العزة
بل في سماء المجد ولتروي الأرض
بالدمع كما رويت بالدم القاني
بالأمس المجيد لرحيل المحتل الغاضب
لرحيل العابث والحاقد
لرحيل الفاسد والظالم.