الزعيم لن يرحل
بل يموت
بقلم بشير بن علي
بعض القادة اخبرونا بأنهم فهموا،واخرون بأنهم سمعوا وبعضهم قال بأنا لا نحتاج للحرية والكرامة وقاد حربا في الوقت ذاته ضد مواطنيه.لكن زعيمنا مميز فهو ينظر شرقا وغربا ويتووهـ في الكلمات والدلالات والألفاظ ويوزع الإتهامات وينفي نظرية المؤامرة ليؤكد وجود مؤامرة.ويتفتق ذهنه العبقري عن أفكار جديدة، قالها زعيم آخر بأن الجيش في يوم ما ضرب مبنى الدوما.أما زعيمنا فذهب أبعد من ذلك، وأراد أن يعيد لعبه بوتين ـ مدفيدف.فدعى لإنتخابات مبكرة رئاسية كانت أو برلمانية ومهد للأمر بدعواته المتكررة بتسليم السلطة لايدٍ أمينة وأنه سيظل مواطنا في الدولة يتمتع بأبسط حقوق المواطنة مثل الترشح والإنتخاب وقيادة الأحزاب والمشاركة في اللعبة السياسية.
ومن خلال الأيام والأسابيع التي خلت ،أقسم الزعيم بلسان حاله ومقاله وفعله بأن هذا الوطن ((الكرسي)) عزيز عليه وغال على قلبه المرهف وذكراه.وأنه لن يرحل حتى يمكنهم من محاكمته أو مطاردته.لن يرحل ليعش مهجرا ولاجئا. إنه يرفض أن يرحل لأنه ببساطة يريد أن يضع لبنات عصر جديد يدير فيها اللعبة من خلف الستار لكن من داخل الميدان.وإذا كان أنكر على الثوار الشباب يوما تقليدهم الأعمى للتجربة المصرية لأنها تخالف البيئة الخاصة بوطنه،فإنه تناسى أن التجربة الروسية تخالف بالآف المرات الوضع في بلاده.
ولم يبقى للأمه خيار والحال هذه.إلا أن تفهم بأن الزعيم حفظه الله لا يريد الرحيل بل الموت.وعليه فهو لن يرحل بل يموت.ولا قيمة لتوقيعة على أي مبادرات محلية وعربية واقليمية.والمتفائلون سيلدغون من ذات الجحر مرتين وثلاث وأربع.