إفرحوا برمي الأحذية
بقلم بشير بن علي
عندما قام الزيدي برمي حذائه على الرئيس الامريكي،وابتهجت حينها الشعوب العربية بهذا النصر العظيم والمجد الكبير الذي حققته الأمة على يد أحد ابنائها.لم تكن تعرف بأنها تعبر عن حالة من الضعف والمهانة والخور.لدرجة اختزالها القوة وصناعة المجد والتاريخ العريق برمي حذاء على رئيس دولة الأعداء.واليوم في صنعاء يعيدون شباب ساحات التغيير مشهد المواطنيين الليبيين وهم يرمون أحذيتهم على خطاب معمر القذافي وهو يتوعدهم كجرذان خائفة بالإبادة التامة.لكن أن يكون هذا المشهد في صنعاء ومن يمنيين فمن حقي التساؤل مجددا،ألم نستنكر قيام الحضارم بحرق إخوانهم من سكان المناطق الشمالية العاملين في بسطات المكلا.نتيجة الكبت والقمع والفساد للنظام السياسي.ألم نعتبر تلك الممارسات ليست من أخلاقهم ولا عاداتهم ولا سلوكياتهم .وانهم أكبر وأجل شأنا من أن يحاسبوا البسطاء المغلوبين على أمرهم بما فعله السادة ممن يملكون القرار ومصائر الأمور.
أقول لك من رمى حذاءً على صورة الرئيس اليمني أثناء مقابلته في قناة العربية.إنك بهذه الممارسة لا تعبر عن رأي أو تدافع عن فكرة.وأن نزولك لهذا المستوى إنما ينتقص من حقنا في الثورة وفي التغيير القادم.إنه يجعلنا مثلهم سواء،فاذا كانوا ينظرون إلينا كالنمل التي تدوسها الأحذية، فإننا برمينا للأحذية ،نقول لهم بإننا سنسحقهم بالأحذية.أم أن رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمن للاصلاح والمتحدث بأسم اللقاء المشترك قد وزع أصابعة وأفكارة وشبابة وسيطر باخلاقة وثقافتة التي تعرفونها على ساحة التغيير. أين الترفع وأين معالي الأمور؟ وأين أخلاقنا ودييننا؟ وأين الأداب والاعراف والتقاليد الكريمة؟إذا كانت هذه ثورة تتخلى عن الأدب فأنا أول المتخليين عنها وعن رموزها وعناصرها.وسأبحث مجددا في الشباب الواع المدرك لمئالات الأحداث،والساعين للتغير وفق قيمنا واخلاقنا وأحلامنا.إننا نبحث عن ثورة بيضاء بل ناصعة البياض ترفع شعار السلمية والأمن والأمان والوحدة والعدل والمساواة في جميع الحقوق.وإذا كانت أخطاء النظام ورجالاته قد بلغت حد لا يمكن السكوت عليه.فالمؤمن ليس باللعان ولا الفاحش البذيء،وإنما صاحب اللسان والفعل الطيب والمجرم يقدم للمحاكمة والحساب.وإذا هرب في الدنيا فأين الفرار من الله في الآخرة.وعدالة السماء لا تغيب فهي حاضرة على الدوام.