أكاديمية المبيعات

بيت الخبرة لرجال المبيعات في الوطن العربي

 

بناء تحت الإنشاء

بقلم بشير بن علي

قدرات الإنسان تتراوح بين الإيجاب والسلب. وهي تظهر بما تسمح له الظروف المحيطة من أحداث ووقائع تجري عليه.لكن الأساس في طريقة استجابتنا لها هو إدراكنا للحياة عموما فقد نتعرض لذات الموقف لكن الاستجابة حتما مختلفة فبينما يستجيب بعضنا بطريقة سلبية ويبدأ بالبحث عن مبررات لفشله وإخفاقه ترى البعض الآخر يسارع إلى دراسة وتقييم الموقف والخروج بملاحظات تساعده في السير إلى الأمام بدون الوقوع مجددا في مثل تلك الاخطاء.وإذا كان الأنسان يضم بين جنبيه طاقة هائلة لا تعرف المستحيل كما قال ابن القيم لو اقسم رجل على ازاله جبل لأزاله.متى ما توفرت له العزيمة والأدوات المناسبة لذلك.لكن تبقى هذه القوة الجبارة المخزونة داخلنا غير معلومة الإتجاة أهي إلى السالب أقرب فتغدو قوة هدم وتحطيم ودمار أم قوة بناء وتعمير ورخاء.

وهل أصحاب الطاقة والقوة السلبية يمكنهم تحويلها إلى طاقة إيجابية أم أنهم سيظلون أسرى لتلك الطاقة السلبية المليئة بالمشاعر المحبطة واليائسة.وهل يمكن الإستفادة من الطاقة السالبة للأفراد فضلا عن المجتمعات؟أو على الأقل هل يمكن توجيهها لخدمة مصالح الأمة؟

اعتقد أن الإجابة هي نعم في حال توفر بعض الشروط لتلك الطاقة الهائلة،من بينها إنضباطها الميداني بقيادة واعية ومدركة لتغيرات الساحة ومستجداتها.كما تعمل وفق برنامج وخطة مقبولة ومرنة لتستطيع التطوير والتحديث.

وشباب الساحات اليوم والمطالبين بالتغيير هم طاقة سلبية وهم قدرات هدم وإزالة لكل أشكال الفساد وما نتمناها أن تكون طاقتهم غير صافية بمعنى أن لا تكون سالبة 100 % حتى تتمكن عملية التغيير القادم من الإستفادة منهم بعد سقوط الفساد.فعمليات البناء تتطلب جهدا أكبر وزمنا أطول ووقتا وتخطيطا وصبرا.كما تحتاج عملية البناء والتطوير لأجيال تأتي بعد هذه اللحظة لتكمل المسيرة ويستمر البناء.

وإذا كانت قيادات الجيش والقوى السياسية والوطنية والتي أعلنت إنضمامها لمطالب الثورة الرافضة للظلم والفساد المستشري في بنية النظام السياسي الحالي وتأكيدها لوحدة التراب اليمني وأمان وسلامه كل اليمنيين.هي بلا شك تمثل رافداً مهما لعمليات الهدم القائمة فعليا لنظام أثبت فشله في كل المحاور.والإستثناء في لعبة الجيش وخصوصيه تجربة اليمن أن القيادات المؤيدة لثورة التغيير السلمية جاءت من عباءة النظام وبإنشقاق كامل للمصلحة العامة فوق المصالح الشخصية.خصوصا بعدما دب الخلاف عاليا بين جنبات دار الرئاسة بين شخص الرئيس صالح وابنه من جهة وبين يحي محمد عبد الله صالح قائد قوات الأمن المركزي من جهة أخرى على خلفية التضحية به وبأخيه عمار وكيل جهاز الأمن القومي،كقربان يقدمه النظام لشباب الساحات بناء على وساطة خليجية تقضي بدمج جهاز الأمن القومي بجهاز الأمن السياسي وإقاله قائد الأمن المركزي من منصبه.

ومن يعرف شخص علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية،يدرك تماما بأن الرجل لا يطمح لأي منصب سياسي أو لإدارة الدولة فهو يمتلك قدراً عالياً من روح المساندة والبناء والحفاظ على المنجزات وتغليب المصلحة العامة على مصلحتة الشخصية وعدم رغبته في توريث أي منصب عسكري لأبناءه وهذا هو سبب جعلهم يعملون بعيداً عن السلك العسكري تماما.

كما أنه شكل بحسن تعامله مع القوى الوطنية المختلفة وشيوخ القبائل والعلماء صمام أمان للنظام السياسي خلال ثلاثه عقود مضت.واكتسب خلالها معرفة جيدة بخيوط اللعبة في اليمن فهو أشبة بالمتعلم الصامت،مما جعل الرئيس يخافه على كرسيه وعلى مسأله توريث الحكم لنجله الأكبر.الأمر الذي دفعه إلى تقليص قوته، بالزج به في حروب خاسرة في صعدة وحاولة إغتياله بالطيران السعودي كما أوردت وثائق ويكيليكس.

واليوم لن نكون متفائلين كثيراً، ويحق لنا التخوف.لكني أقدم الأمل فيما يجري وفي معدن الرجل وأخلاقه وسلوكياته وتاريخه الماضي،فلا يمكن أن نؤمن بالغد الجميل الذي لم نره بعد كل هذا الأيمان الذي يدفعنا لتقديم التضحيات والأرواح ولا نستطيع أن نرى أولى خطوات تحقيق هذا الحلم.عبر ما يجري هذه الأيام.وكما قال أوغسطين( الإيمان هو أن تؤمن بما لم تره بعد،ومكافأة هذا الإيمان هو أن ترى ما تؤمن به).

فبناء اليمن الحديث يحتاج لمزيد من القوى والتكاتف والتعاضد، والعمل الدؤؤب المستمر ولا يظن أحد بأننا سنتغير بين ليله وضحاها. فالهدم أسرع ألف مرة من بناء قيمة واحدة ؟أو مشروع ناجح.فكيف الحال ونحن نبني أمة كاملة ودولة جديدة.لذا فاليمن مشروع مستقبلنا ما زالت الأن تحت عمليات الهدم وستكون بالغد،بناءً تحت الإنشاء.

 

  • Currently 289/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
74 تصويتات / 249 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2011 بواسطة basheerye

المدرب/ بشير بن علي

basheerye
مدرب أول في مجال المبيعات »

عدد زيارات الموقع

52,974