أكاديمية المبيعات

بيت الخبرة لرجال المبيعات في الوطن العربي

اللقاء الـمُـشترِك

بقلم بشير بن علي

اللقاء المشترك هو تكتل لأحزاب المعارضة اليمنية الرئيسية، وقد تم تأسيسه في 6 فبراير 2003. ويضم هذا التكتل كلا من التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي وحزب الحق والتجمع السبتمبري واتحاد القوى الشعبية اليمنية.

 

ويشكل اللقاء المشترك تطويرا لتكتل أحزاب المعارضة اليمنية، فهو ليس سوى انضمام حزب التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم السبتمبري إلى ما كان يعرف بـ"مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة" المؤسس عام 1999 والذي كان يضم الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية.ويأتي هذا التطور على خلفية اغتيال الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر يوم 28 ديسمبر 2002 تحديا كبيرا لأحزاب اللقاء المشترك حيث تم اتهام التجمع اليمني للإصلاح "رسميا" باغتياله. وقد استطاعت أحزاب "اللقاء المشترك" - خاصة قطبيه الأساسيين الاشتراكي والإصلاح - أن تتجاوز أزمة اغتيال جار الله عمر بإبعاد شبهة تورط حزب الإصلاح في تلك العملية وبالبقاء صفا واحدا امام الحزب الحاكم.

 

لكن هذا اللقاء طالما أعطى الشرعية للنظام وساندة ووقف معه ضد الشعب في أكثر من موقف وقضية وكان دائما يتعامل بسلبية مطلقة في القضايا المصيرية التي تتعلق بالشعب المغلوب على أمره.ويجلس في مقاره المختلفة يتعاطى القات ويخوض في دردشات عقيمة يسمونها حديث النُخب المثقفة،كما تسابقت أجنحة اللقاء وبعلم ومباركة السلطة - حتى لا تشب عن الطوق- إلى خطب ود سفراء الدول الأوربية والأمريكية في صنعاء. وكان الود على شكل اتصالات ومراسلات وحتى عشاء على مآئدة اللئام وتقديم معلومات عن مواطنين يمنيين يُسمون(مجاهدين) من قبل السلطة لأنهم فكريا يميلون للتيار السلفي الجهادي أو حتى القاعدة.وما لقائهم بوزيرة الخارجية الأمريكية ببعيد.

 

لذا فاللقاء المشترك كما يحبون أن يسمون أنفسهم هم في الحقيقة اللقاء المُشترِك في تردي أوضاع الوطن وهو مُشترك في تعميد السلطة الفاسدة وتزكيتها عالميا واعطائها الشرعية الدستورية عبر إنتخابات هزلية رئاسية كانت أو برلمانية.وما خلافهم  مع النظام إلا لحصولهم على جزءٍ أكبر من التورته. وليس حباً في تراب هذا الوطن أو إيمانا بمستقبل أبنائه.وقبل أن يهاجمني محبيهم دعوني أضع هذه التساؤلات:

أين كان اللقاء المشترك عند إنزال الجرعات من 2003 الى الان وما تلاها من غلاء في الأسعار. وماذا فعل بالإعتداءات المتكررة على حرية العمل الصحفي والإعتقالات.بل ماذا قدم ليحمي سيادة اليمن من تبجح الطائرات الامريكية في أجواء المناطق المقصوفة.وما هي الاجراءات التي اتخذها من الحركات المسلحة  ضد البلد والنظام والشعب (الحوثيين 2004 ـ القاعدة 2009).وماذا صنع في المطالب الحقوقية للعسكريين المتقاعدين من أبناء المحافظات الجنوبية ؟وأين كان عندما تحولت المطالب إلى (الحراك الجنوبي 2007 ) ورفع سقف المطالب إلى الانفصال والتشطير؟ وما هو شكل التنسيق الحالي مع الحراك الجنوبي وفي أي الاتجاهين يدعم الحراك،اتجاه الانفصال أم الفيدرالية أم الحصول على المطالب الحقوقية والسياسية؟ وماذا فعلت نُخبة المثقفة والسياسية النشطة داخل مجلس النواب لتفادي تعديلات القوانين لصالح السلطة الفاسدة.ولماذا غاب حضوره شعبيا وإعلاميا عن الساحة اليمنية.بل لماذا لم يُحرك النقابات والقوى العمالية في سبيل حماية مكتسباتها؟ وما هي استراتيجياته التي يمكن أن يقدمها لإنقاذ الوطن مما هو فيه؟ وما هو حجم ثروات قياداته؟ ولماذا يحمل البعض منهم جوازات سفر خاصة ودبلوماسية، فضلا عن حمل بعضهم جنسيات أجنبية؟وأين يقضون اجازاتهم أو يداوون مرضاهم؟وأين هم أبنائهم في دوائر الدولة المختلفة؟

 

لذا فالصورة واضحة فهم مشاركون في اللعبة مع النظام لدرجة الثماله وغارقون في الفساد حتى النخاع.ولقد اشتركوا بملء إراداتهم، وعقولهم حاضره وأهدافهم أكثر وضوحاً،تحقيق المزيد من المكاسب على الصعيدين الشخصي والسياسي والعيش بترف يناسب أحلامهم.

 

واليوم يجري اللقاء المشترك على رغبة الشارع اليمني الغاضب من الممارسات المُهينة للسلطة الحاكمة لكل أبناء الشعب.يريد أن يكون القائد لهذا الحراك الكبير،ويريد حصه من التغيير القادم.بعد أن ماطله النظام وتأخر في منحهم ما يطلبون ويحلمون به.وكأن العملية أشبه بعملية سطو مدبر بليل لمشروع شعب بأيدي الشباب. وكأنه لم يدري كذلك  أنه الوجة البغيض للسلطة وأننا نكرهه كراهيتنا لكل المطبلين والمتزلفين والمنافقين.ويجب عليه أن يرحل مع السلطة التي صنعته وربته وصرفت عليه.ولا نستثني أحدا منهم اسلامي أو قومي أو اشتراكي أو تقدمي. وإذا كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة وإذا علموا فالمصيبة أعظم.

 

أما النظام السياسي القائم فهو الآن يفاوضه عبر لجنة العلماء وغيرها مثل مبادرة اليوم الخميس لإعداد دستور جديد.بالرغم من أن اللقاء المُشترِك لا يملك من أمر التغيير القادم ولا حركة الشارع شيئا، ويعد بإعطائه مزيداً من الطلبات والحقوق على حد زعمه. ليذكرنا والشبة بعيد والفارق كبير بما فعلته بريطانيا مع اليهود عندما اعطتهم فلسطين.فالسلطة تعطي من لا يستحق ما لا تملك.

الخميس 10 مارس 2011

 

  • Currently 217/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
55 تصويتات / 341 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2011 بواسطة basheerye

المدرب/ بشير بن علي

basheerye
مدرب أول في مجال المبيعات »

عدد زيارات الموقع

52,520