يرتبط نجاح مشروعات التوسع الزراعى الأفقى والرأسى بالإمكانيات التسويقية وذلك لرفع كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية الزراعية من خلال التكامل بين الإنتاج والتسويق، وتمثل حاصلات الفاكهة نحو 14.7% من جملة المساحة المزروعة عام 2005، كما تمثل نحو 18.7% من إجمالى قيمة الإنتاج النباتى.
وتتمثل مشكلة البحث فى عدم قدرة المزارع على الحصول على السعر المناسب لإنتاجه من حاصلات الفاكهة نظراً لتعدد المشكلات الإنتاجية والتسويقية التى تواجهه وبالتالى انخفاض الكفاءة التسويقية لحاصلات الفاكهة. ويستهدف البحث التعرف على الكفاءة الإنتاجية والتسويقية لحاصلات الفاكهة فى منطقة البستان، وكذلك التعرف على مستوى الأداء التسويقى، والمشكلات الإنتاجية والتسويقية التى تواجه منتجى حاصلات الفاكهة فى تلك المنطقة والحلول المناسبة لها. ولتحقيق أهداف البحث تم استخدام العديد من وسائل التحليل الاقتصادى، كما تم الحصول على البيانات الأولية من استمارة الاستبيان التى تم تصميمها لهذا الغرض.
وقد تبين من نتائج البحث أن أهم العوامل المؤثرة على إنتاج محصول المانجو هى: كمية السماد البوتاسى، والعمالة البشرية، كما تبين أيضاً زيادة العائد إلى السعة من استخدام الموارد الإنتاجية حيث قدرت المرونة الإجمالية بنحو 2.16، وبتقدير دالة إنتاج محصول العنب تبين أن العوامل المستقلة المعنوية إحصائياً مسئولة عن 91% من التغيرات التى تحدث فى كمية الإنتاج من العنب، كما لوحظ زيادة كمية الإنتاج من العنب بنحو 0.52%، 0.64%، 0.36%، 0.44% كلما زادت نسبة كمية السماد الآزوتى، وكمية السماد البلدى، والعمالة البشرية، وقيمة المبيدات ومنظمات النمو بمقدار 1% على الترتيب، وأشار التقدير الإحصائى لدالة إنتاج محصول التفاح إلى أن أهم العوامل المؤثرة على كمية إنتاج الفدان من التفاح هى: العمالة البشرية، وكمية مياه الرى، وقيمة المبيدات ومنظمات النمو والتى قدرت المرونة الإجمالية لها بنحو 1.4 مما يدل على زيادة العائد إلى السعة من استخدام تلك العناصر الإنتاجية.
كما اتضح أيضاً أن أساليب التصرف فى الإنتاج الفاكهى فى منطقة البستان تتمثل فى البيع بطريقة الكلالة، أو تسليم المزرعة، أو البيع فى أسواق الجملة أو التصدير، وقد تبين أن فئة المستثمرين هم الذين يقومون بالتصدير إما مباشرة أو عن طريق مصدر آخر، وأن الكمية المصدرة تمثل نحو 60% من منتجاتهم، فى حين يفضل الخريجون والمنتفعون نظام الكلالة وتسليم المزرعة لعدم قدرتهم على القيام بالوظائف والخدمات التسويقية.
كما أوضحت النتائج زيادة الكفاءة التسويقية لفئة المستثمرين ورضائهم عن مستوى الأداء التسويقى لحاصلات الفاكهة فى منطقة البستان، وبدراسة المشكلات الإنتاجية التى تواجه منتجى الفاكهة تبين أن مشكلة ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية والمبيدات، ومشكلة ضعف المياه، وارتفاع تكاليف الرفع تحتل المرتبة الأولى من اهتمامات المنتجين بهذه المنطقة. كما جاءت فى المرتبة الثانية مشكلة انتشار الأمراض الفطرية والفيروسية التى تصيب أشجار وثمار الفاكهة، وتشير نتائج دراسة المشكلات التسويقية أن مشكلة ارتفاع أسعار العبوات ورداءة نوعيتها تحتل المرتبة الأولى من المشكلات التسويقية. فى حين جاءت مشكلات: عدم توافر العمالة الماهرة، واستغلال التجار، وعدم استقرار الأسعار، وارتفاع نسبة العمولة فى أسواق الجملة فى المرتبة الثانية لعدم وجود فروق معنوية بين تلك المشكلات.
وفى ضوء ما سبق تم استخلاص التوصيات التالية:
1 - الاهتمام بتوعية المنتجين للفاكهة فى المجال الإنتاجى فنياً واقتصادياً عن طريق عقد دورات تدريبية وتثقيفية لهم لتنمية الوعى الإنتاجى والتسويقى.
2 - تشجيع قيام التعاونيات للقيام بدور أوسع فى العملية الإنتاجية والتسويقية لتوفير مستلزمات الإنتاج بالأسعار الملائمة، وكذلك المساهمة فى تسويق حاصلات الفاكهة عن طريق إنشاء مراكز لتجميع وفرز وتعبئة حاصلات الفاكهة والقيام بتصديرها للخارج.
3 - ضرورة التحكم فى أسعار الأسمدة والمبيدات نظراً للارتفاع غير المبرر فى أسعارهما والقضاء على القوى الاحتكارية التى تتحكم فيها.