ويعد تصنيف ديوى العشرى أول تصنيف من تصنيفات المكتبات بالمعنى الحديث، يرجع لعام 1876 م، كما يعد أكثرها شهرة فى الوقت نفسه.
تصنيف ديوي العشري
التصنيف هو تمييز الأشياء بعضها عن بعض ، وصنف الأشياء أي قسمها وفق تشابهها إلى مجموعـــات تضم كل مجموعة وحدات تشترك في صفة أو خاصية واحدة على الأقل .. وللتصنيف استخدامات عديدة في حياتنا اليومية فمثلاً : الأقمشة الصوفية توضع في مكـان والأقمشـة القطنيــــــــة توضع في مكان ثانٍ ، والأقمشة الحريرية توضع في مكان ثالث وهكـذا …. ويفيدنا التصنيف في توفـير الوقـت وسرعة العثور على المطلوب عند الحاجة ..
ويمكن تطبيق المفهوم العام للتصنيف على المواد المكتبية الموجودة في المكتبة ، وذلـك باتخاذ التشابــــــــــــــــه الموضوعي أساساً للفصل بين المواد..
والتصنيف في المكتبات مبني على تقسيم المعرفة البشرية إلى موضوعات متباينة مع إعطــاء رمز معيــــن لكــــل موضوع ، وذلك بشكل يؤدي إلى إبراز موضوعات المعرفة البشرية في ترابط منطقـي يتقدم فيه العام علــــى الخاص مع مراعاة علاقة كل موضوع بما يليه من موضوعات ..
تعريف التصنيف : هو فن اكتشاف موضوع الكتاب والدلالة عليه برمز من رموز التصنيــف الـذي تستخدمــــــــــه المكتبة ..
تنظيم المواد حسب الطبيعة المادية
هذا التنظيم هو عزل بعض المواد التي تشترك في خاصية معينة ، وترى المكتبة أن من المفيد وضعها فــي مكـــــــان خـاص فمن المواد التي يمكن عزلها ما يلي:
• كتب المراجع: تفصل عن مواد المكتبة الأخرى لطبيعة استخدامها ، ولأنها لا تعار ..
• الدوريات : تفصل عن المجموعات الأخرى لطبيعة محتواها ..
• المخطوطات والكتب النادرة : ترتب وحدها لقيمتها المادية والعلمية ..
• التسجيلات الصوتية والمرئية : تحفظ وحدها لشكلها المميز ..
• كتب الأطفال : ترتب وحدها لصغر عمر قرائها ..
• الكتب الأجنبية : يمكن أن تفصل عن الكتب العربية لاختلاف اللغة ..
• الكتب المتقادمة : تحفظ في المخازن لقلة الطلب عليها ..
• الكتب ذات الحجم الكبير : تحفظ في مكان خاص بها ..
• القصص : تفصل عن المجموعة لصغر سن قرائها وترتب حسب مؤلفيها..
فوائد التصنيف في المكتبة
1- يساعد القراء على الوصول إلى ما يريدونه من مواد بسرعة وسهولة وذلك بدلالة رمز التصنيف الموجـــــــود على بطاقة الفهرس والموجود على الكتاب ، والذي يحدد موقع المادة على الرف ..
2- يضع حدوداً واضحة لمختلف أصول المعرفة وفروعها وبالتالي يمنع اختلاط وتداخل مواد المكتبة مع بعضـــــــــــــها البعض ..
3- يخدم القارئ في الوصول لأوعية المعلومات حسب موضوعاتها . فلو بحثنا على الرف عن كتاب في موضــوع معين ولم نجده فسوف نجد في نفس المكان كتباً أخرى شبيهة في موضوع الكتاب الذي نبحث عنه ..
4- يكشف مواضع النقص والضعف في مقتنيات المكتبة ، فكلما تبين أن هناك بعض أرقام التصنيف لم تستخـــــــدم ، أو أنها مستخدمة لعدد قليل من أوعية المعلومات ، دل ذلك على ضعف الموضوعات التي تمثلها تلك الأرقام ..
5- يوفر وسيلة مثالية لتنظيم الكتب بحيث يسهل استخدامها ومن ثم إرجاعها إلى أماكنها بعد الاستعمال ..
تصنيف ديوي العشري
في العالم مجموعة من أنظمة التصنيف تتبناها المكتبات في مختلف أنحاء العالم إلا أن تصنيف ديوي العشـــــــري يعتبر مـن بـين أبرز هذه النظم وأوسعها انتشاراً ، وقد وضعه العالم الأمريكي ملفل ديوي ، الذي قام بنشر الطبعـــــــــــة الأولى منه عام 1876م في 42 صفحة تحتوي على ( 1000 ) من فروع المعرفة من ( 000 إلى 999 ) ثــم توالـــت الطبعات في الصدور والتوسع والتحديث حتى صدرت أخيراً الطبعة العشرون في أربعة مجلدات ..
وقد بذلت عدة محاولات مختلفة لترجمة هذا التصنيف إلى اللغة العربية ويوجد بين هذه الترجمات بعــــــــــــــــض الاختلافات في أماكن بعض الموضوعات وتنحصر هذه الاختلافات في سببين :ـ
السبب الأول : الاختلاف في وجهات النظر بين المترجمين فيما يتعلق بعدد الأرقام المعطاة لبعض الموضوعات ..
السبب الثاني : أن كل طبعة جديدة من تصنيف ديوي لابد وأن تحتوي على بعض التغيير المحدود الناشئ عـن تطويـــــر الخطة والذي يؤدي إلى إزاحة بعض الموضوعات ودمجها مع موضوعات أخرى ، ومن الطبيعي أن هــــــذه الاختلافات البسيطة لا تؤثر على طبيعة بناء الخطة وتكوينها ..
المبادئ التي بني عليها النظام :ـ
• الشمولية في استيعاب جميع الموضوعات .
• العشرية في أسلوب تقسيم المعرفة ، فقد قست المعرفة البشرية إلى عشرة أقسام رئيسية سميت ( الأصول ) ، ثـــم قسم كل أصل إلى عشرة فروع ، ثم قسم كل فرع إلى عشر شعب ، ومن هنا تأتي صفة النظام بأنــــــه عشري ..
• الثلاثية في تكوين الأرقام الرئيسية ، فقد اعتمد ( ديوي ) قاعدة في الترقيم بحيث لا يقل الرمز المعــــــــــطى لأي موضوع عن (3) أرقام ، ولذلك فإن أول رمز أو رقم في تصنيف ديوي هو ( … ) وآخر رمز هـــــــــو (999 )
• الهرمية في تفريع المعرفة من العام إلى الخاص ، كلما أصبح عندنا موضوع جديد أكثر تخصصاً مــــن الموضوع المتفرع منه أو بمعنى آخر أكثر تحديداً ..
ومثال على ذلك :
700 الفنون
790 التسلية والترفيه
796 الألعاب الرياضية خارج المنزل
796.33 كرة القدم
ويبدأ من الموضوع العام إلى الموضوع الخاص ، كما هو مبين في المثال : إن ( كرة القدم ) جزء مــن الألعـــــاب ( الألعاب الرياضية خارج المنزل ) وأن ( الألعاب الرياضية خارج المنزل ) جزء من ( التسلية والترفـيــــــــــــــــــــه ) و ( التسلية والترفيه) جزء من الأصل الرئيسي (الفنون)
رقم الطلب أم الرقم الخاص ؟
إن أي رقم في خطة تصنيف ديوي هو رقم مخصص لموضوع معين وليس لكتاب بعينه ، وبالتالي فهـــــــــي تأخذ نفس الرقم ، ولكي يتم التمييز بين هذه الكتب ، يلجأ المصنفون إلى إضافة مجموعة من ثلاثة حروف تؤخـــــذ مــــــــــن بيانات الكتاب وتوضع تحت رقم التصنيف لتمييز كتاب معين عن غيره من الكتب ، ويسمى الناتج عندئذ بالرقــم الخـاص وهذا الرقم هو الذي يطلب به الكتاب ويرتب بمقتضاه على رفوف المكتبة ..
والحروف الثلاثة المذكورة هي عبارة عن :
الحرف الأول من المقطع الأول من اسم المؤلف ( في العادة يكون اسم العائلة عندما تتبع المكتبة أسلـــــــوب قـلب الاسم )
الحرف الأول من المقطع الثاني من اسم المؤلف ( الاسم الأول )
الحرف الأول من العنوان ( مع إغفال أل التعريف )
مثال على ذلك ما يلي : ـ
عنوان الكتاب : الفهرسة الوصفية للمكتبات .
المؤلف : شعبان عبد العزيز خليفة .
رقم التصنيف : 25.3 .
رقم الطلب : 0.25.3
خ ش ف
خ – أول حرف من خليفة ش – أول حرف من شعبان
ف – أول حرف من فهرسة .
أسلوب بناء خطة تصنيف ديوي :ـ
قسم ديوي المعارف البشرية إلى عشرة أقسام رئيسية سماها ( الأصول ) ويمكن أن يطلق عليــــــــــــــــــــــــــــها
الخلاصة الأولى :ـ وخصص لكل أصل مجموعة من الأرقام مقدارها (100) رقم ، يشار إليها باختصار وذلك بذكـــر أول رقم وآخر رقم وبينهما شرطة فمثلاً: ( 500 – 599 )
الخلاصة الثانية :ـ وفيها قسم ديوي كل أصل من الأصول العشرة إلى عشرة فروع وخصص لكل فرع عشـــــــــرة أرقـــــــام ..
الخلاصة الثالثة :ـ وفيها قسم كل فرع من هذه الفروع إلى عشرة أقسام تسمى شعب وخصص لكل شعبة رقـــــماً واحداً فأصبح لدينا ( 1000 ) شعبة ، بمعنى أن كل أصل يساوي عشرة فروع وكل فرع يساوي عشر شعب ..
ولم يكتف ديوي بتفريع المعرفة إلى ألف شعبة بل أعطى المجال لاستعمال تقسيمات إلى ما لا نهاية إذا دعـــــــــت الضرورة إلى مزيد من التقسيم والتفريع بوضع علامة عشرية بعد الخانة الثالثة واستعمال أية أرقام ممكنة ..
كيفية تصنيف الكتب في المكتبات :ـ
وقبل أن نشرع في عملية التصنيف لابد لنا من تحديد موضوع الكتاب المراد تصنيفه ، ولتحقيق ذلك نتبـــــــــــــع واحــــدة مــن الخطوات التالية :
• قراءة مقدمة الكتاب مع التركيز على تفصيلات الفصول التي كتبها المؤلف في مقدمة كتابه .
• استعراض قائمة المحتويات إذا كانت مقدمة الكتاب مختصرة ولم يكتشف منها المصنف موضوع الكـــتاب .
• ويجب أن نعلم أن هناك موضوعاً عاماً للكتاب وآخر رئيسياً ومثال ذلك :ـ
كتاب يحمل العنوان التالي ( المكتبات المتخصصة في الرياضيات ) كيف يتم تصنيفه؟
عملية التصنيف تتم كما هو موضح كالتالي :ـ
رقم التصنيف الخاص بمثل عنوان هذا الكتاب رقم تصنيف الرياضيات الموضوع الرئيسي للكتاب وفقاً للعنوان رقم تصنيف المكتبات الموضوع الفرعي رقم تصنيف المكتبات الموضوع العام
026.51
510 المكتبات في مجال الرياضيات 026 المكتبات المتخصصة 020 المكتبات
بعد تحديد موضوع الكتاب الرئيسي يفضل أن يبدأ المصنف في استخدام الكشاف النسبي لتحديد رقم التصنيــــــــف المناسب للموضوع العام للكتاب وبعد ذلك ينتقل إلى استخدام الجداول ووفقاً لرقم التصنيف العام لموضوع الكتـــاب يتــم الانتقــــال إلى الأرقام الفرعية ومنها يمكن للمصنف أن يحدد الرقم الفرعي لموضوع الكتاب الدقيق في الجـــــداول الرئيسية لحظـة التصنيف .
ملاحظـــــــــات :ـ
1- يمكن الاطلاع على التطبيق العملي للنظام من خلال جداول التصنيف العشري الخلاصات الثلاثة ، ومن الأفضل لــنا أثناء تصنيف المكتبات المدرسية أن نقوم بتصنيف مصادر المعلومات باعتماد الأرقام الثلاثة المعطاة لنا مـــــــــــن الخلاصات الثلاثة دون استخدام الفاصلة العشرية ، مع والاكتفاء بنظام تصنيف واسع ، والبعد عن التصنيـــــــف الضيق الـذي يستخدم الفاصلة العشرية والتحديد الدقيق لموضوع الكتاب ، نظراً لصغر حجم المكتبات المدرسيـــــة وقلة محتوياتـها من المصادر..
2- يوجد في الخلاصات الثلاثة العبارات التالية : ( خــالٍ ) أو عبارة ( لم يستخدم ) فالمقصود منها عدم وجــــــــــــود موضوع محدد لذلك الرقم ..
دمحمد جابر خلف الله
البحث داخل الموقع
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش