تصنيفات الأجهزة التعليمية:
نتيجة للثورة الصناعية فى القرن التاسع عشر التى هيأت العديد من المخترعات ووفرت مصادر جديدة للمعرفة مثل آلات التصوير الفوتوغرافى والسينمائى، وأجهزة عرض الشرائح، والأفلام الثابتة والمتحركة، وأجهزة التسجيل الصوتى، ولقد وفرت هذه الأجهزة سبل استقبال المعرفة بصرياً وسمعياً. (مصطفى عبد الرحمن، 1991، 9).
وعلى الرغم من نجاح هذه المخترعات والأجهزة فى التعليم بعد ذلك إلا أنها لم تكن تنتج خصيصا من أجل التعليم، وربما يكون ذلك راجعاً لعدم توافر التسويق اللازم لهذه الأجهزة فى المؤسسات التعليمية لعدم المعرفة الكاملة بها وكيفية استخدامها فى ذلك الوقت.
لكن وفى السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين زادت هذه الأجهزة التعليمية تنوعاً وتطوراً لأسباب كثيرة قد يكون فى مقدمتها ذلك التقدم التكنولوجى الذى نعيشه الآن، والذى أدى إلى حدوث ثورة فى عالم الأجهزة بصفة عامة، وفى عالم الأجهزة التعليمية خاصة، حتى أن البعض يرى أننا نعيش فى عصر ثورة الأجهزة ، ومن نواتج ذلك أن الأجهزة أصبحت تنتج خصيصا للأغراض التعليمية، بعدما كانت تنتج من قبل لأغراض أخرى غير تعليمية. (على عبد المنعم، 2002، 22 ).
وقد أصبحت الأجهزة التعليمية جزءاً مهماً فى النظام التعليمى، فلم تعد الأجهزة التعليمية جزءاً كمالياً فى العملية التعليمية، واستخدامها أصبح أمراً أساسياً فى التعليم، وعلى ذلك فقد تنوعت وتعددت لتدخل فى جوانب تعليمية عديدة.
وقد تم تصنيف الأجهزة التعليمية فى ضوء مجموعة من الأسس:
- الوظائف التى تقوم بها الأجهزة .
- طبيعة المواد التعليمية التى تعرضها الأجهزة .
- فكرة عمل الأجهزة .
1- التصنيف بناء على الوظائف التى تقوم بها الأجهزة:
عملية استخدام الأجهزة التعليمية فى التعليم، تكون إما لعرض المواد التعليمية، ويطلق عليها أجهزة العرض Presentation Equipment ، وإما لإنتاج المواد التعليمية، وتسمى أجهزة إنتاج Production Equipment ، وهناك أجهزة تستخدم للوظيفتين (العرض والإنتاج)، مثل جهاز عرض الشفافيات وجهاز العرض المتعدد DP.30 ، وجهاز الكمبيوتر.
2- التصنيف وفق طبيعة المواد التعليمية التى تعرضها الأجهزة:
المواد التعليمية التى تعرضها الأجهزة متعددة ومختلفة، فهناك المواد التعليمية ( الشفافة، والمعتمة، والمسطحة، والمجسمة، والصور والرسوم الثابتة، والصور والرسوم المتحركة )، وتصنف الأجهزة التعليمية فى هذا المجال إلى مجموعات كما يلى:
أ- أجهزة عرض الصور الثابتة.
ب-أجهزة عرض الصور المتحركة.
جـ-أجهزة عرض المواد التعليمية المخزن محتواها على شرائط أو ديسكات. (على عبد المنعم، 2002، 2 ).
3– التصنيف على أساس فكرة عمل الأجهزة:
يمكن تصنيف الأجهزة التعليمية وفقا للفكرة التى تعتمد عليها فى عملها إلى مجموعات على النحو التالى :
أ- أجهزة العروض الضوئية:
هى التى تعتمد فكرة عملها على وجود مصابيح إضاءة قوية داخلها، وهى بدورها تنقسم إلى فئتين هما:
(1) أجهزة الإسقاط المباشر: مثل أجهزة عرض الشرائح الفوتوغرافية والأفلام الثابتة والمتحركة.
(2) أجهزة الإسقاط غير المباشر: مثل أجهزة عرض الشفافيات ، وجهاز العرض المتعدد DP.30..
(3) الأجهزة الرقمية: وهى تمثل الأجهزة المستحدثة وفى مقدمتها جهاز الكمبيوتر. (على عبد المنعم، 2002، 44).
وعلى الرغم من تعدد تصنيفات الأجهزة التعليمية إلا أن ذلك لا يؤثر على مكانة الأجهزة فى العملية التعليمية، فما هى إلا وسيلة الغرض منها هو تسهيل عملية دراساتها،
كما أن التصنيفات السابقة والتى اعتمدت على طبيعة المواد التى يقوم بعرضها الجهاز لم تتناول فى تقسيمها جهاز العرض المتعدد DP. 30 الذى يستطيع عرض الصور والرسوم والمواد المعتمة والمواد الشفافة والمواد المجسمة والمواد المسطحة، كنا أن التصنيفات التى اعتمدت على عرض المواد التعليمية تناولت عرض المواد التعليمية الخاصة بجهاز الكمبيوتر (اسطوانات الليزر ـ الديسكات المرنة )، كما نجد أن جميع التصنيفات السابقة تصب فى إطار واحد، رغم الاختلافات فى وجهات النظر أو المسميات، فالجميع يقصدون تقسيمات الأجهزة التعليمية، ويلاحظ أن هناك اتفاقاً ضمنياً على تصنيف الأجهزة التعليمية، فلا يوجد اختلاف فى جميع التصنيفات على أن جهاز عرض الشفافيات هو جهاز لعرض مواد شفافة وفى الوقت نفسه هو جهاز عرض وإنتاج، كما أنه جهاز إسقاط غير مباشر، وهكذا مع جميع الأجهزة التعليمية الأخرى.
ساحة النقاش