المعارض وتوظيفها التعليم
إن أخصائي تكنولوجيا التعليم الناجح هو الذي يستطيع توظيف كل ما يتاح له من وسائل فى خدمة العملية التعليمية، ويستطيع البدء بما هو كان مع التفكير فيما ينبغي أن يكون، فيستطيع إعداد لوحة تعليمية بسيطة وبتكاليف قليلة لعرض أفكاره نحو موقف تعليمي معين، ويستطيع عمل نماذج بسيطة من ورق الجرائد، وإعداد مكتبة بالمدرسة من تبرعات المدرسين والطلاب، ويستطيع عمل اللوحات التعليمية ( اللوحة الوبرية – اللوحة الجيبية – اللوحة المغناطيسية – اللوحة الورقية القلابة – اللوحة المسمارية- اللوحة الإخبارية – اللوحة الضوئية – وغيرها من اللوحات) والمصنوعة الورق والخشب وغيرها من المواد البسيطة المتاحة بجميع المدارس، ويمكن لأخصائي تكنولوجيا التعليم إعداد معرض بالمدرسة بالمجهود الذاتى للمدرسين من خلال القصاصات من المجلات العلمية والجرائد، والقيام برحلات تعليمية داخل وخارج المدينة، وعمل متحف تعليمي داخل المدرسة، وكل ذلك يجعل التعليم أكثر فاعلية وجودة، ويجعل من مهنة أخصائي تكنولوجيا التعليم مهنة فعالة مثمرة.
ونوضح فى العرض التالي المعارض التعليمية وكيفية توظيفها فى تحقيق أهداف العملية التعليمية:
مفهوم المعارض التعليمية:
تعد المعارض إحدى أهم وسائل الاتصال الفاعلة التى تجمع المتعلم والمعلومة فى مكان واحد وبصورة أكثر وضوحاً وتشويقاً وأبقى أثراً.
حيث تنقل المعارض المهارات والمعلومات والمعارف التعليمية والتثقيفية إلى جمهور المتعلمين أو المشاهدين، وتعد معروضات المعرض بمثابة الرسالة التعليمية أو التثقيفية، والجمهور هم مستقبلى تلك الرسالة، والمعرض هو القناة أو وسيلة النقل بين المرسل والمستقبل.
مفهوم المعرض:
يعرف المعرف بأن أسلوب أو طريقة للعرض تتخطى حدود الزمان والمكان لعرض فكرة ما أو للتعبير عنها وتوصيلها للمشاهد من خلال ترتيب بعض المعروضات بشكل متكامل ومقنن وفق خطة محددة لتحقيق أهداف معينة. (ناجح حسن، 2003، 2).
والأصل اللغوي لكلمة معرض (Exhibts) فهي من الفعل عرض، وعرض الشئ أى أظهره مرئياً، ومعرض الشيء: موضع عرضه وذكره، والمعرض: هو مكان عام تعرض فيه نماذج من المنتجات الفنية أو غيرها من الأشياء.
والمعرض التعليمي هو بيئة تعليمية تتخطى حدود الزمان والمكان لنقل التعلم، عن طريق تجميع بعض المعروضات وتصنيفها وتنظيمها بشكل متكامل باستخدام أساليب العرض المناسبة التى توضح الفكرة وتنقلها للمشاهدين لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
كما يرى (عبد الرحمن الشاعر) نقلا عن دراسة (عبد الرحمن سرحان، 2006) أن المعرض التعليمي عبارة عن: مكان شامل لكل ما يعرض من عينات ونماذج لغرض تعليمي وثقافي داخل المتحف أو خارجه، وأن مكان عرض المقتنيات وتقديمها للمُتعلم يمثل مساحة التعلم فى كلا من المعارض والمتاحف التعليمية، لذا فإن مكان أو قاعة العرض تمثل العامل المشترك بينهما.
وتشمل المعارض التعليمية كل ما يمكن عرضه لتوصيل أفكار، ومعلومات معينة إلى المشاهد، وتتدرج محتوياتها من أبسط أنواع الوسائل، والمصورات، والنماذج، إلى أكثرها تعقيدا كالشرائح والأفلام.
وللمعارض قيمة تعليمية تربوية كبيرة؛ فهى تتيح فرصاً كثيرة لدراسة موضوعات ملموسة من المتعذر الحصول عليها فى الحياة اليومية.
والمعارض تساعد المعلم فى توصيل الأفكار والمعارف وتدعيم المقررات، كما أنها تعد مرجعاً تعليمياً للتلاميذ وتأكيد معلوماتهم وتوطيدها وثقلها من خلال معروضات تلك المعارض عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، كما يمكن أن يكون المعرض عامل إثارة للتلاميذ نحو دراسة موضوعاً جديداً، فالمعارض تعد وسيلة فعالة تعين على زيادة شغف التلاميذ للدراسة، والإطلاع وتحسين عملية التدريس.
أنواع المعارض:
تختلف المعارض وفق الغرض من استخدامها وهناك تقسيمات متعددة للمعارض ومنها:
التقسيم وفق المعروضات التى يتم عرضها من خلال المعرض:
يمكن تقسيم المعارض وفق معروضاتها وفق مايلى:
1-المعارض الفنية:
وتستخدم لعرض الأعمال الفنية مثل الرسومات والصور والتماثيل وغيرها، انظر الشكلين التاليين:
|
الشكل الأول يوضح معرض تحف فنية
|
الشكل الثاني يوضح معرض لوحات وصور فنية
2- المعارض الصناعية:
وتستخدم لعرض أحدث المبتكرات فى المجالات الصناعية المختلفة، انظر الشكل التالي:
|
وتستخدم المعارض الزراعية فى عرض المنتجات الزراعية مثل الزهور والأشجار وغيرها من المعروضات أو المنتجات الزراعية، انظر الشكل التالي:
|
شكل يوضح معرض زراعي
4- المعارض التجارية:
والمعارض التجارية يتم إعدادها وتنظيمها فى الغالب بغرض عمليات البيع والشراء للمنتجات.
5- المعارض التعليمية:
وتستخدم لعرض نتائج ممارسة الطلاب للأنشطة التربوية المختلفة، ولتقديم التعليم من خلالها فهدف كل المعروضات إحداث التعلم لدى الجمهور.
وتعد المعارض التعليمية من الوسائل الجيدة في نقل المعرفة لعدد كبير من المتعلمين، لهذا فإنها تشكل دافعا للخلق والابتكار في إنتاج الكثير من الوسائل التعليمية، وجمع العديد منها لإبراز النشاط المدرسي.
وتحتل المعارض مرتبة متقدمة فى الملاحظة المحسوسة فى هرم الخبرات، وهو ما يؤكد على أهميتها فى المجال التربوي.
تقسيم المعارض وفق المؤسسة التي تتبناها:
ويمكن تقسيم المعارض وفق مؤسسات إعدادها وعرضها كما يلى:
1- معرض عالمي:
وهو معرض يتم دعوة جميع دول العالم للاشتراك به والمساهمة فى معروضاته؛ مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب.
2- معرض اقليمى:
والمعرض الإقليمى يشترك فيه مجموعة من الدول التى تتبنى أفكار معينة وبينهم مصالح مشتركة، مثل معرض لدول الوطن العربى، أو معرض لدول الاتحاد ألاوربى.
3- معرض على مستوى الدولة:
وهو معرض يشارك فيه مجموعة من المساهمين من دولة بعينها، مثل معرض شباب الخريجين والذى يقام بأرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة.
4- معرض على مستوى محافظة أو مدينة:
ومعارض المحافظات يشارك فيها أبناء تلك المحافظة أو المدينة، وغالبا ما تكون مرتبطة بعرض منتجات تشتهر بها تلك المحافظة سواء زراعية أو صناعية.
5- معرض مديرية أو منطقة:
ويشارك فى تلك المعارض من ينتمون لتلك المديرية فقط مثل إدارة تعليمية معينة.
6- معرض مؤسسة بعينها:
ويشارك فى ذلك المعرض من ينتمون فقط لهذه المؤسسة مثل المعرض المدرسة.
أهداف المعارض التعليمية:
وتهدف هذه المعارض إلى تحقق مجموعة من الأهداف التعليمية التي يمكن إجمالها في الآتي:
1- توصيل الأفكار التعليمية لعدد كبير من الدارسين والمهتمين بها في وقت قصير.
2- إبراز مناشط المدارس، إذ يبعث فيها المعرض التنافس الشريف للخلق والإبداع والابتكار في إنتاج الوسائل التعليمية.
3- تبادل الخبرات التعليمية للوصول إلى مستويات جيدة في إنتاج الوسائل التعليمية.
4- دراسة الموضوعات المختلفة عن طريق المعروضات التي تضمها تلك المعارض.
5- إطلاع المجتمع الخارجي على أنشطة المدرسة وأعمالها وحياتها.
6- إطلاع بقية مجموعات المدرسة وفصولها على إنجازات أو أنشطة تلميذ أو فصل محدد.
7- تعلم التلاميذ لمعارف ومفاهيم يتطلبها المنهج، حيث يمثل المعرض هنا وسيلة تعليمية منظمة ومباشرة.
8- تنمية التفاهم والتقدير المتبادل لدور كل من المدرسة والمجتمع فى الحياة العامة.
فوائد المعرض للتعلم والتدريس:
إذا أحسن استخدام المعارض المدرسية والعامة فى التربية المدرسية، فإنها قد تؤدى إلى الفوائد التالية:
1- تركيز انتباه التلاميذ واهتمامهم فى نقطة محددة يجسدها المعرض.
2- تأسيس القواعد أو الخطوط العامة لفكرة أو موضوع منهجى لدى التلاميذ.
3- توضيح المفاهيم والمبادئ المجردة بعرضها بصيغ محسوسة عن طريق وسائل ذات بعدين أو ثلاثة.
4- دمج الأفكار المشتتة المختلفة معاً فى مفهوم أو فكرة جديدة.
5- تنمية الميول الفردية فى الإطلاع والبحث العلمي.
6- تشجيع وتنمية القدرات الفردية فى اللغة والتعبير.
7- تعتبر المعارض التعليمية مكاناً مناسباً للمنافسة الشريفة بين التلاميذ وإبراز مواهبهم وقدراتهم.
8- تعد المعارض من أقوى الجسور للربط بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والمجتمع.
9- المعارض تحقق للمعلم أهدافه التعليمية بتوصيل المعارف والمهارات (لمرتبطة بالمقررات الدراسية) للمتعلمين من خلال المعروضات.
10- المعارض تأخذ المشاهد أو المتعلم بعيداً عن زحمة الواقع وتعقيداته وتجعله يركز انتباهه حول نقطة تعليمية أكثر أهمية.
حاجة التعليم للمعارض التعليمية:
فى ظل التطور العلمي وظهور وسائل متعددة فى التعليم؛ صارت المعارض التعليمية ضرورة نتيجة لتعقد الثقافة وعدم القدرة على الاحتكاك المباشر مع جميع الثقافات والأماكن؛ نظراً للصعوبات المكانية والزمنية والمادية، فيقوم المعرض بنقل الكثير من مفردات الثقافة للتلاميذ وتصحيحها وحفظها.
وتنبع أهمية المعارض والمتاحف فى التعليم من أنها تُمثل نوعاً من وسائل الاتصال يمكن من خلالها تقديم معلومات لا يتسنى تقديمها من خلال الوسائل الأخرى، ولما لها من تأثير مباشر على المشاهد يفوق تأثير الوسـائل الأخـرى. فهى تُثير اهتمام الأفراد وتُنمـى اكتسـاب الخـبرة لديهـم ( محمد سراج، 1999 ،109).
ولا يغنى وجود معارض عامة عن قيام أخصائى تكنولوجيا التعليم بإنشاء معارض تعليمية بالمدرسة لتكون خاصة بها وتنطلق من حاجات تلاميذها وبمتطلبات معلميها ومقرراتها، بل إن أمثال المعارض المدرسية الخاصة قد تفضل فى قيمتها التعليمية المعارض العامة الكبرى الدائمة؛ لما تتصف به المعارض المدرسية بصلتها المباشرة بالمقررات وبحاجات التلاميذ، ولما يقوم به التلاميذ فيها من نشاط تعاوني فى تصميم المعروض وتصنيف المعروضات وتسميتها وعرضها.
ويؤكد ( الغريب زاهر، 1999، 199 ) على أن هناك العديد من الفوائد التعليمية والاجتماعية التى تتحقق من وراء إقامة المعارض التعليمية، ومنها:
1- تُعرف المجتمع الخارجي بأنشطة المدرسة ونظم الحياة المدرسية.
2 - تثير اهتمام الطلاب بما تتضمنه من وسائل متنوعة تتمثل فى العينات والنماذج والصور والرسومات والخبرات التى تساعدهم فى فهم المعلومات التى تتعلق بها.
3- تركز اهتمام الطلاب نحو فكرة محددة من خلال البحث فيها وتجميع المعلومات المتعلقة بها وتنفيذ أنشطتها المختلفة بشكل علمى منظم.
4- تبرز أنشطة الطلاب وقدراتهم الخاصة مما يساعد المعلمين فى توجيهها وتنميتها.
5- تكسب الطلاب مهارات التخطيط والتنظيم والتنفيذ كعمل جماعي قائم على أسس علمية تحت إشراف المعلمين.
6- تساعد المعلم فى استخدامها كوسيلة تعليمية لتوضيح بعض المعلومات أو مراجعتها أو تقويم قدرات طلابه.
7- تنمى العلاقة الاجتماعية بين المدرسة ومؤسسات المجتمع فى البيئة المحيطة بها.
أنواع المعارض التعليمية وكيفية توظيفها فى التعليم:
هناك عدة أنواع من المعارض التعليمية التي يمكن إقامتها على مستويات مختلفة، بحيث يحقق كل منها العرض الذي أعد من أجله، ومن هذه المعارض الآتي:
1- معرض الصف الدراسي:
وهو ما يشترك في إعداده طلاب صف دراسي معين، حيث يقوم الطلاب وتحت إشراف رائد الصف بجمع مجموعة كبيرة من المعروضات والوسائل التعليمية المختلفة التي قاموا بإعدادها من مواد البيئة المحيطة بهم، كالخرائط والمجسمات، وما يرسمونه من لوحات وتصميمات، أو شراء بعضها، أو جلبها من بيوتهم باعتبارها ممتلكات خاصة كالسيوف والخناجر والمصنوعات اليدوية من خسف النخيل، أو الصوف، وغيرها، ثم تعرض تلك الوسائل داخل حجرة الدراسة، وتقوم بقية الصفوف الأخرى بزيارة المعرض والإطلاع على محتوياته، ثم بعد ذلك يقوم المعرض من قبل لجنة مختصة من داخل المدرسة، وتختار بعض الوسائل المتميزة للمشاركة بها في معرض المدرسة، ويعتبر هذا النوع من المعارض بمثابة تسجيل لنشاط طلبة الصف.
ويعد معرض الفصل من بين الطرق التى يلجأ إليها أخصائى تكنولوجيا التعليم لإثارة تلاميذه نحو دراسة موضوع جديد، بأن يعرض بعض العينات والنماذج والمتعلقات الخاصة بمقرر معين.
ونعرض عليك عزيزى الطالب بعض من الأمثلة لتوظيف المعرض فى الخدمات التعليمية:
استخدام المعرض قبل الدرس:
فقد يستخدم أخصائى تكنولوجيا التعليم معرضاً لعرض ملابس سكان اللواحات، وبعض منتجاتهم وأدواتهم المنزلية، وبعض محاصيلهم وآثارهم، وصوراً لبعض مظاهر حياتهم، وتسجيلات لأغانيهم ولهجاتهم، وذلك لمقدمة لدراسة موضوعاً فى مقرر الدراسات الاجتماعية عن (الحياة فى الواحات).
وبعد استخدام المعرض يتم مناقشة التلاميذ بعد مشاهدتهم المعرض؛ عن انطباعاتهم ورؤيتهم، واستنتاجاهم وغيرها من الاستجابات التى يرى أخصائى تكنولوجيا التعليم أنها تدعم المنهج.
استخدام المعرض بعد الدرس:
وقد يستخدم المعرض بعد الانتهاء من تقديم وحدة دراسية معينة وليس قبلها كما سبق الإشارة، حيث يكون بغرض التلخيص؛ بأن يقيم التلاميذ معرضاً عقب الانتهاء من دراسة موضوع ما، وفى هذا المعرض يلخصون ما تعلموه ويربطون بين أطرافه، ويلحقون هذا المعرض بما عرفوه أثناء البحث والعمل، ليعطى المعرض صورة شاملة لموضوع الدرس، وقد يبقى مثل هذا المعرض فى حجرة الدراسة، وقد ينتقل إلى مكان يسمح لبقية التلاميذ بمشاهدته.
استخدام المعرض للاختبار:
كما يمكن استخدام المعارض لاختبار التلاميذ فيما درسوه؛ كما يحدث لو تم تكليف بعض تلاميذ إحدى المدارس الزراعية بتسمية مجموعة من الحشرات ووضع بطاقة باسم كل حشرة فى المكان المناسب، أو يطلب من طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم التعرف على المعروضات من المواد التعليمية المختلفة فى معرض قسم تكنولوجيا التعليم، أو يعرض على تلاميذ المرحلة الإعدادية بتعرف عملات بعض الدول تحديد كل دولة تستخدم العملة المعروضة.
2- معرض المدرسة:
وتهدف معارض المدرسة إلى توصيل أفكار مهمة وشيقة إلى التلاميذ داخل المدرسة أو المنطقة المحيطة بها (أولياء أمور التلاميذ).
ويضم معرض المدرسة الإنتاج الكلي من الوسائل التعليمية التي تم اختيارها من معارض الصفوف مضافا إليه ما ترى المدرسة أهمية في عرضه، ويضم أيضا المعروضات التي يقوم أعضاء جمعيات النشاط التربوي بالمدرسة بصنعها، وإعدادها للمعرض العام للمدرسة.
ويفضل أن يتم اختيار مكان معرض المدرسة بحيث يكون فى ملتقى أنظار المترددين، بأن يكون فى مكان قريب من المدخل أو فناء المدرسة، كما قد يقام المعرض خارج سور المدرسة نفسها لكن على أن يتم الإعلان بأنه خاص بالمدرسة.
مجالات استخدام معرض المدرسة:
توجد العديد من المجلات التى يمكن أن تخدمها معارض المدرسة، ومن أهم تلك المجلات:
1- ما يهم تلاميذ المدرسة بصفة عامة:
هناك مجموعة من الأهداف والاهتمامات التى تهم بالتلاميذ عامة؛ يمكن أن تنظم مكتبة المدرسة معرضاً للكتب الجديدة، أو معرضاً عن كتب فى مجال معين كالقصة والرواية والشعر وغيرها من المجلات التى تهم التلاميذ فى هذه المرحلة التعليمية، كما يمكن إقامة معرض يضم إنتاج تلاميذ المدرسة فى التربية الفنية أو تكنولوجيا التعليم؛ مثلاً.
2- ما يهم أولياء الأمور والكبار:
وفيما يختص بأولياء أمور التلاميذ والكبار؛ فقد تحتاج المدرسة إلى إقناعهم بطرق حديثة فى التعليم؛ كالطريقة الكلية فى القراءة، أو التعليم من خلال الموديولات التعليمية، أو لتوعيتهم بدورهم فى التعاون مع المدرسين فى تعليم أبنائهم، أو كيفية التوافق بين ما تقدنه المدرسة وبين التربية المنزلية، أو توجيه التلاميذ نحو بعض العادات الطيبة، كما قد تحتاج المدرسة إلى تعريف أولياء الأمور بمجهودات المدرسة فى مجالات معينة مثل النشاط المدرسى، والرحلات التعليمية، والصحافة المدرسية، والتربية الرياضية، وغيرها.
3- ما يفيد فى توطيد الصلة بين المدرسة والمجتمع بصفة عامة:
فما يفيد معرض المدرسة فيما يختص بتوثيق الصلة بين المدرسة وبين المجتمع المحلى؛ فيمكن أن يقام معرض يوضح نشاط مجلس الآباء والمدرسين، أو إقامة معرض يبين خدمات بعض قادة البيئة، وغيرها من المشكلات البيئية والخاصة بمجتمع المدرسة والبيئة المحيطة.
مواصفات المعرض المدرسى الناجح:
ولكى تكون المعارض المدرسية ناجحة وتحقق أهدافها المنشودة؛ يجب أن تتصف بالأمانة والبساطة وقلة التكاليف وعدم التصنع؛ فيراعى أيضاً أن تكون منتجات المعرض من إنتاج التلاميذ وأخصائي تكنولوجيا التعليم والمدرسين، بحيث يتم عرض منتجات التلاميذ ومحاولاتهم تحسين أعمالهم، ومعالجة أخطائهم، ومدى تقدمهم فى عملية التعليم.
3- المعرض العام بالمنطقة التعليمية:
يتكون المعرض من مجموع الوسائل التعليمية، واللوحات الفنية والمجسمات المتميزة التي تم اختيارها من المعارض المدرسية بوساطة لجنة مختصة بتقويم المعرض، مشكلة من بعض المشرفين التربويين للوسائل التعليمية، ومشرفي التربية الفنية، وغيرهم من مشرفي المواد الدراسية الأخرى، ويخصص عادة لكل مدرسة مشاركة في المعرض ركن خاص بها لعرض منتجاتها، وغالبا ما يقام هذا المعرض في إحدى القاعات الخاصة بالمنطقة التعليمية، على ألا تزيد مدة العرض على عشرة أيام.
4- المعرض العام على مستوى الدولة :
يشتمل هذا المعرض على مجموعات من إنتاج المناطق التعليمية المختلفة التي يتم اختيارها بعناية، ويستمر عرضها لمدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما .
ومن أمثلة العرض التعليمية العامة فى البيئة المحلية: (المعارض الفنية- معارض الأحياء المائية- معارض العينات كالصخور والبذور والحيوانات المحنطة ..وغيرها).
ويمكن لهذه المعارض أن تحقق كثيراً من الفوائد التربوية التي يمكن إجمالها في الآتي :
أ- توصيل الأفكار التعليمية لعدد كبير من الدارسين والمهتمين بها في وقت قصير .
ب- إبراز مناشط المدارس، إذ يبعث فيها المعرض التنافس الشريف للخلق والإبداع والابتكار في إنتاج الوسائل التعليمية.
جـ - تبادل الخبرات التعليمية بين المدار للوصول إلى مستويات جيدة في إنتاج الوسائل التعليمية .
د- دراسة الموضوعات المختلفة عن طريق المعروضات التي تضمها تلك المعارض
المعارض التعليمية المستعارة والجاهزة:
من المحتمل قيام المؤسسة التعليمية بتوظيف بعرض المعارض التعليمية الجاهزة من خلال الحصول عليها واستعارتها فى خدمة العملية التعليمية.
والمعرض الجاهز هو عبارة عن نوع من المعارض تكون المعروضات فيها جاهزة؛ أي لا يسهم التلاميذ أو أخصائيي تكنولوجيا التعليم والمدرسين فى تصميمها أو إنتاجها، إنما يتم شراء أو استعارة المنتجات أو استئجارها، كما قد ينتقل التلاميذ إلى معرض عام أو متحف دائم؛ لمشاهدة معروضات جاهزة ودراستها فى إحدى المؤسسات والشركات أو فى جهة حكومية.
ويمكن لأخصائي تكنولوجيا التعليم توظف المتحف الجاهز لخدمة التعليم المدرسي؛ وذلك فى حال تعزر إقامة المعرض بإمكانيات المدرسة، أو فى حال كون تكلفة إعداد المعرض تزيد عن كلفة تأجيره لفترة معينة لتحقيق أهداف العملية التعليمية، وحتى فى حال كون المعرض الجاهز كبير جداً وجهز من قبل هيئات حكومية فيمكن نقل التلاميذ إليه مثل المتحف المصري بمنطقة التحرير بالقاهرة، ومتحف حرب السادس من أكتوبر.
توقيت إقامة المعارض:
يرى (الغريب زاهر، 1999، 202) أن هناك ثلاثة توقيتات لإقامة المعارض وهى:
1- المعرض المؤقت:
وهو معرض يتم فى أوقات زمنية متعددة خلال العام الدراسي؛ فيقام لفترة من الزمن ثم يتم رفعه وتتم إعادة إقامته بعد تجديد الأنشطة والمنتجات التى يتضمنها، وذلك مثل معارض الجمعيات مثل جمعية الصحافة وإصدارها لصحف الحائط، وجمعية الشعر وإصدارها للمجلات الشعرية، وجمعية الاقتصاد المنزلى وعرضها لبعض المشغولات اليدوية.
2- المعرض السنوي:
وقيام المعرض مرة واحدة خلال العام الدراسى، وتحدد له فترة زمنية محددة ومناسبة، وفيه تظهر المدرسة منتجاتها وأنشطتها خلال عام كامل.
3- المعرض الدائم:
وقيام هذا المعرض بصفة دائمة، ويكون له مكان محدد يسهل على الرواد ارتياده، ويفيد فى إطلاع الرواد على المعلومات والمعارف بشكل دائم.
تنظيم المعارض:
التنظيم الجيد هو أساس العمل الناجح؛ ويتطلب التنظيم الجيد للمعارض التعليمية أن يراعى أخصائى تكنولوجيا التعليم والقائمين على هذه المعارض الجوانب التالية:
1- اللجان المختصة بالمعرض:
ويبدأ بتشكيل هذه اللجان بعد الاتفاق على إقامة المعرض، فتشكل عدة لجان تحدد مهمة كل لجنة لمتابعة عمل معين يرأس كل لجنة أحد المدرسين، وتحت إشراف أخصائي تكنولوجيا التعليم بالمدرسة، وهذه اللجان هى:
أ- لجنة المتابعة:
ومهمة لجنة المتابعة هي متابعة الأعمال المنجزة ومتابعة الطلاب الذين يعملون بالمعروضات، وتدقيقها علميا، وتصنيف تلك الأعمال.
ب- لجنة النظام:
ومن مهام لجنة النظام حفظ النظام خلال ترتيب وتجهيز المعروضات وأثناء المعرض، وكذلك الإشراف على مسار تنقلات الزوار بالمعرض وبالمنطقة المحيطة به.
جـ- لجنة السير والإرشاد:
ولجنة السير والإرشاد مهمتها إرشاد الزوار إلى القاعات، أماكن المعروضات التى تهم كل زائر.
د- لجنة الاستقبال:
ولجنة الاستقبال مهمتها الأساسية هى استقبال الزوار والترحيب بهم وتوفير كل سبل الراحة لهم أثناء متابعة المعروضات.
هـ- لجنة الشرح:
ولجنة الشرح مهمتها الأساسية هى شرح وتفسير ما بالمعرض من معروضات ومكونات للسادة الزوار، ويتم توزيع أعضاء هذه اللجنة على أجنحة وزوايا المعرض المختلفة وفق تخصصاتهم.
كما أن هناك لجنة لمتابعة وإخراج النشاطات المرافقة للأشراف عليها، وإخراجها بالشكل المناسب، وهناك لجنة أخرى لعرض المعروضات وتنسيق الرفوف.
2- إسهام المستفيدين:
فالمعرض الناجح يتطلب أن يشعر المستفيد أو المشاهد من تلاميذ المدرسة وغيرهم من جمهور المعرض أن المعروضات الخاصة بالمعرض هى ملكاً لهم ومن واقع عملهم، وأن الهدف من المعرض له أهمية كبيرة لديهم، وأن كل مستفيد يستطيع أن يسأل ويجيب ويقتنع بالأفكار المعروضة، ويتحقق ذلك بأن يسهم المتفرج فى عملية التعلم من المعروض فيستفيد، أي أنه مجرد الملاحظة من قبل المشاهد للمعرض دون وجود دور ايجابي منه لا يكفى
ساحة النقاش