الموقع الرسمى الخاص بالاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله

موقع: بحثى - تربوى - تعليمى

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->

المكتبة بين الماضى والحاضر

اعداد

دكتور / محمد جابر خلف الله

مدرس المكتبات وتكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر

الكتاب فى العصور القديمة:

       إن الخدمات المكتبية ليست عملية جديدة، فقد عرفت منذ ألاف السنين  حيث عرف البابليون والآشوريون والمصريون القدماء واليونانيون وكذلك العرب والمسلمون وغيرهم من الأمم نوعاً من علوم المكتبات والتصنيف والفهرسة يتلاءم مع حياتهم ومتطلباتها، وقد حرص الإنسان منذ فجر التاريخ على تدوين كتاباته وأفكاره ومظاهر الحياة التى تحيط به، وكان حريصاً على نقش أثاره على الأضرحة والنقش على الهياكل، والأبنية التاريخية، أو تدوينها على النقود والحلى والزينة، وبطون القراطيس كما حدث لجميع الشعوب ذات الحضارات القديمة، حيث يشهد التاريخ لما خلفه الآشوريون، والبابليون،والمصريون، والحثيون، والفينيقيون، والصينيون، والهنود، وغيرهم من الشعوب ما نعلمها ومالا نعلمها، والذين تركوا لنا أثاراً تدل عليهم وعلى ثقافتهم، وقيمة معرفتهم.

     وبعد مرحلة الحفر والنقش والتدوين على الأضرحة؛ أخذت النخبة تحفظ الوثائق فى الأديرة، وقصور الملوك هذا الى أن أنشأت المكتبات التى راحت تستوعب كل مظاهر الحياة الانسانية، وقد برز منها أسماء مكتبة : الرها، ومكتبة القدس، مكتبتى المتحف ، والسيرابيوم بالإسكندرية، والمكتبة الأوكتافية ومكتبة أبولون فى روما، ومكتبة ارسطو والتى استوى عليها ثيوفراست، ثم اشتراها بطليموس.(عبد الله الطايع، 1972، 204). 

     وبصفة عامة فقد تزامنت نشأة الكتاب مع نشأة اللغة من ناحية، ومع نشأة الفن من ناحية أخرى؛ حيث اختلفت وسائل الكتابة من مجتمعٍ لآخر، ونشاهد ملامح ذلك الاختلاف فى تباين أشكال الكتب القديمة والتى نجد منها على سبيل المثال:

 

 

1- الكتاب الشفهى:

      والكتاب الشفهى هو الشكل القديم والمتوارث فى المجمعات الأولى والتي لم تكن تعرف بعد أى من أنواع الكتابة؛ ومنها المؤلفات القديمة والتى تناقلت بين الأزمنة عن طريق الشفهية والحفظ مثل مؤلفات كثيرة أنشدها الشعراء قبل أن يتم تدوينها وحفظها بوقتٍ طويل مثل مؤلفات الإلياذة وغيرها من المؤلفات.

2- كتب الصور:

      وتعتبر كتب الصور هى الشكل التالي للكتب الشفهية حيث كانت الكتابات عبارة عن صور ورسوم وخطوط تعبر عن كلمات وعبارات متعارف عليها فى العصور القديمة، مثل الرسوم والخطوط التى نجداها على جدران الكهوف والمعابد، وهذه الفن التعبيرى توصل إليه الإنسان كبديل للخطاب الشفهي ولتدوين وتسجيل الكتابات وذلك منذ حوالي أربعين ألف سنة أو ما يزيد على ذلك، وكان ذلك بأن يجعل لكل لفظ شفهي رسمة أو صورة تعبر عنه وتوضحه، ودعامة([1]) هذا النوع هو الحجر، ومن أمثلة ذلك رسم عين الإنسان لتعبر عن الحزن، ورسم الشمس لتعبر عن الضوء، وغيرها من الصور والرسومات التى تعبر عن مواقف وكلمات مستخدمة ومتعارف عليها.

3- الكتاب الرمزى:

       والكتاب الرمزى هو استخدام رموز معينة تعبر عن موقف متعارف ومنها استخدام لغة الوشم ومنها رموز وعلامات المرور على سبيل التمثيل والتوضيح فهى لغة متعارف عليها، ومن الامثلة القديمة للكتاب الرمزى السهام الخمس التى أرسلها يأجوج ومأجوج إلى دار الصدافة فى غزو بلادهم.

4- الكتاب الخشبى:

       استخدام الخشب لدعامة للكتابات والرسم والطباعة كان ذلك واضحاً جلياً عند الصينيون القدماء فهم أول من استخدم الخشب فى الكتابة بتوظيف الألواح الخشبية المغطاة بالشمع والحفر عليها.

 

 

5- الكتاب الطينى:

       ويعد الكتاب الطينى من الكتب القديمة والتى بواسطتها يتم الكتابة على الطين اللذج بعد حرقه بالنيران فيتحول الطين الى فخار ليحتفظ بالكتابة فترات طويلة.

 6- الكتابة على الجلد:

       مع معرفة الكتابة على جلود الحيوانات فى العصور القديمة اصبحت هناك تطورات كبيرة واضحة فى عالم الكتابات حيث تعد الجلود دعامات خفيفة الوزن سهلة الاعداد والتجهيز وهو ما كان مستخدم فى عصر النبوة وعصر صدر الإسلام وهو ما جعل الكتاب والسنة والأحاديث النبوية الشريفة تصل إلى المسلمين وغيرهم فى شتى بقاع الأرض، ومازالت هناك كتابات على الجلد من التراث الإسلام فى المتاحف المخلفة حول العالم.

7- الكتابة على العظام:

      تم توظيف العظام فى الكتابات القديمة وقد استخدم ذلك الصينيون القدماء، واستخدموا عظام الحيوانات وعظام الآدميون فى عمليات الحفظ والكتابات.

 8- الكتابة على الأصداف:

      فقد استخدم الساميون والاغريق الكتابات على الاصداف، ومن الاصداف التى استخدمت فى ذلك اصادف أوستراكا.

9- الكتابات على ورق ألياف الباهرة:

    ويعد ورق ألياف الباهرة نوع من النبات الأمريكى له ألياف نسيجية كان يستخدمها شعوب المكسيك فى عملية الكتابة، وقد حولوا هذه الألياف إلى ورق كتابة.

10- الكتابة على ورق البردى:

   يعد ورق البردى من الدعامات المهمة والتى ساهمت فى تطور علم الكتابة والتدوين وقد اكتشف هذا النبات وحوله إلى ورق للكتابة هم المصريون القدماء، وكتب عليه المصريون منذ الألف الثالثة قبل الميلاد.

       فقد كانت عملية تحويل سيقان البردى إلى صحائف عملية بسيطة؛ حيث كانت كل ساق تشق إلى شرائح رقيقة ثم يتم وضع الشرائح فى صفوف مرصوصة ويتم صف طبقة أخرى فقى هذه الطبة بحيث تتقاطع معها، ثم تغمر الطبقتان بالماء مدة طويلة ثم يدق فوقها بمطرقة ثقيلة فتتماسكا بفعل ما يحتوى عليه النبات من مادة لاصقة، ثم تترك لتجف فى حرارة الشمس،

     وبعد فترة وجيزة من اكتشاف ورق البردى تحول هذا العمل إلى صناعة وأصبحت توجد أنواع مختلفة من البردى المرتفعة الثمن جيدة الصنع ، وكانت الكتب على هيئة لفائف تحفظ فى جرار من الخشب أو الصلصال، وكان يكتب عليها بالغاب، وكانت تستخدم معه المداد (الحبر) المصنوع من الفحم الخشبى الممزوج بالماء والصمغ.

11-الكتابة على الحرير:

 تعد الكتابة على الحرير من الدعامات المهمة فى عالم الكتب والحفظ حيث كان الصينيون متخصصون فى صناعة الحرير؛ فهم أول من صنعه واحتكروا صناعته قرون من الزمان؛ ووظفوا الحرير فى الكتابة وحفظ المعلومات.

12-كتاب الشمع:

 يعد الرومان هم أول من وظف الشمع فى عمليات الكتابة؛ فقد وظفوا الشمع ووجدوا فيه غايتهم حيث كان الشمع مادة جيدة للكتابة والرسم عن طريق اللوحات الخشبية المحفورة من الوسط والمملوءة بالشمع الأصفر؛ وقد كان يكتب عليه بقضيب مدبب الطرف ومستدير الطرف الآخر؛ (الطرف المدبب للكتابة والمستدير للمسح).

 13- النسخ:

      تأسست فى روما نقابة الناسخ فى سنة 207 قبل الميلاد؛ وكان هؤلاء ينسخون الكتب بسرعة تبلغ حوالى مائتي وخمسون بيتاً من الشعر فى الساعة و(يتكون البيت الشعرى الواحد من خمسة عشر إلى سبعة عشر مقطعاً).

 وقام الناشرون الرومان بإصدار المؤلفات على نطاق واسع؛ وكانت هناك سوق للكتب النادرة وغيرها من الكتب، ثم عرف بعد ذلك قانون الرقابة على الكتب؛ وقامت الرقابة بمنع بعضها وبمصادرة البعض الآخر بأمر السلطان.



([1] )- دعامة الشئ تعنى المادة التى تحمل الرسم او الصورة.

المصدر: د محمد جابر خلف الله
azhar-gaper

أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله

  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 3212 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2011 بواسطة azhar-gaper

ساحة النقاش

beeso000eg

اسال الله ان يجزيك عنا كل خير وان يجعل تعبك في ميزان حسناتك وان يرزقك الجنه وان يرحم ابيك وامواتنا واموات المسلمين

دمحمد جابر خلف الله

azhar-gaper
دمحمد جابر خلف الله- أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر »

البحث داخل الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,093,723