دراسة بريطانية تنسف صورة المسيح «أبو عيون زرقاء»
لا يزال شكل المسيح من حيث الملابس وشعره ولحيته ولونه مثار جدل كبير حتى الآن، على الرغم من مضي ألفي سنة على ظهوره، لكن دراسة بريطانية ظهرت مؤخرًا يبدو أنها ستنسف كل الصور المتداولة عن «يسوع».
جامعة «كينجز كوليدج» في لندن صاحبة الدراسة المثيرة للجدل، ضربت كل الصور المتداولة عن «السيد المسيح»، التي دائمًا ما تدور حول «رجل لديه شعر طويل ولحية ويرتدي جلبابًا ويمسك عصا»، لتخرج الدراسة مؤكدة أن شكل المسيح كان مختلفًا في زمنه على نحو ما.
«لم يكن شعر المسيح طويلًا وكان يبدو رجلًا خشنًا ويرتدي ملابس قصيرة ملفوفة وليست على هيئة جلباب».. تصور جديد للمسيح، حددته المؤرخة جوان تايلور المتخصصة في دراسة المسيح والإنجيل والديانة المسيحية واليهودية بـ«كينجز كوليدج».
المؤرخة أكدت في بحثها أنه لا يزال مظهر «السيد المسيح» المادي مطروحًا للنقاش، قائلة: «يجادل الأكاديميون حول كل شيء من أول لون بشرته، وحتى لحيته وملابسه وشعره، ويرى البحث الجديد أنه كان يرتدي ملابس ضيقة نوعًا ما وليست فضفاضة».
الدراسة الحديثة تكشف عن طريق تقنية حديثة على المخطوطات القديمة، عن أن المسيح كان صاحب جسمًا ممتلئًا ولون جلده مائل للخمري وليس الأبيض والشعر واللحية سوداوين قصيرين، لكن الأنف والشفتين والعنق والعينين والجفون والحاجبين لم يتم الاستقرار عليهم.
وأضافت «تايلور»: «شكل المسيح الذي ورثناه من قرون من الفن المسيحي ليس دقيقًا، والصور المتداولة له على هيئة رجل صاحب شعر طويل مقسم من المنتصف ولحية طويلة وفي كثير من الأحيان مع لون بشرة بيضاء والشعر البني الفاتح والعيون الزرقاء تصور خاطئ».
وأضافت «تايلور»: «نحن نتصور المسيح في ملابس طويلة بأكمام فضفاضة، وهو الشكل الذي غالبًا ما يصور في الأعمال الفنية على مر القرون إلا أنه غير صحيح».
وتابعت: «اكشف في دراستي الجديدة، ما الشكل الحقيقي للسيد المسيح»، موضحة أنه في عام 2015، أعاد الفنان الطبيب المتقاعد ريتشارد نيف، وجه المسيح إلى الحياة من خلال دراسة «الجماجم» باستخدام تقنيات الطب الشرعي الحديثة، وأظهر صورته التي تكشف عن أن المسيح قد يكون له وجهًا عريضًا، وعيونًا داكنة ولحية كثيفة وشعر مجعد قصير، فضلًا عن بشرة ملونة وليست بيضاء، مضيفة: «من خلال بحثه المتطور بدأت في بحثي من بعده».
وقالت المؤرخة المتخصصة في دراسة المسيح: «نظرا لأنه كان يهوديًا من الشرق الأوسط، كان لابد أن تكون بشرته ملونة، وبدأت أدرس ماذا كان يرتدي الناس في ذلك الوقت، لأنه من المتداول عنه أنه كان يرتدي عباءة أو جلباب وعادة ما تكون مصنوعة من الصوف، ويمكن أن تكون عباءة كبيرة أو صغيرة، سميكة أو شفافة، ملونة أو سادة، وكان يسير مرتديًا الصنادل في قدميه، كما هو مبين في مقاطع متعددة من الكتاب المقدس».
وأضافت: «في الواقع الرجال في ذلك الوقت كانوا لا يرتدون العباءة، والمسيح ليس من الرجال الذين يرتدون ثيابًا طويلة».
«تايلور» أكدت أنه إلى الآن لم يتم العثور على وصف مادي لـ«المسيح» في الكتاب المقدس، لكن شكله سيكون أبعد ما عن اللوحة والتصوير في «العشاء الأخير» للرسام دافينشي.
وأضافت: «أشك في أن شعره كان طويلًا، كما هو مبين في معظم الأعمال الفنية، نظرًا لمعايير الذكور في ذلك الوقت، وبالنسبة لي فبحثي بداية طريقة مختلفة لرؤية المسيح، وبالتأكيد المسيح كان لا يرتدي ملابس طويلة، لأنه كان يهتم لأمر الفقراء، وكان يريد أن يتشبه بهم وليس الأغنياء في الإمبراطورية الرومانية».
ساحة النقاش