دراسة بكلية أصول الدين:الفلسفة الإسلامية ترتكز على أسس أخلاقية وعقائدية 0 35 طباعة المقال

حظيت القيم الأخلاقية والإنسانية بأهمية كبرى فى الفلسفة على امتداد تاريخها الطويل، وشغلت عقول الكثير من العلماء والحكماء، حتى أصبحت مبحثا رئيسا، من بدايات الفلسفة اليونانية عند سقراط وأرسطو،

وانتقلت إلى العصور الوسطى إسلامية ومسيحية، وحديثا عرض لها الكثير من الفلاسفة، حتى أصبحا جزءا من الفلسفة. ولم تكن الأديان أقل اهتماما بهذه القضية، فقد اهتمت بها الرسالات السماوية اهتماما كبيرا، حتى إنها لتعد هدفا رئيسا من الأهداف التى قصدت إليها، وليس أدل على ذلك من قول خاتم الأنبياء محمد، صلى الله عليه وسلم : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وإذا كانت الدراسات الأخلاقية على النمط الفلسفى، قد تأخر ظهورها عند المسلمين، فان ذلك لم يكن راجعا إلى جدب فكرى فى عقلية المسلمين - كما يرى بعض الفلاسفة الغربيين - بل كان ذلك راجعا إلى أن الحاجة إلى التخلق الفعلي والسلوك العملي كانت أكثر أهمية وإلحاحا من الاهتمام بالناحية النظرية. وقد استغل هذه الحقيقة بعض المفكرين ليروج لمقولة ظالمة تدعى أن المسلمين لم يكن عندهم فلسفة أخلاقية، وأن علم الكلام ليس فيه علم أخلاق، بل إن الفلسفة الإسلامية تابعة فى علم الأخلاق للفكر اليوناني دون أدنى ابتكار، وهذه مغالطة ومبالغة لا توافق دقة البحث العلمى.

هذا ما أكدته دراسة أزهرية حديثة بكلية أصول الدين بالقاهرة تقدم بها الباحث سعد محمد على إمام أبو حطب، حيث شهدت الكلية مناقشة رسالة دكتوراة بقسم العقيدة والفلسفة بعنوان: «فلسفة الأخلاق عند المعتزلة وموقف الأشاعرة» وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكاترة أحمد عبده حمودة أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، مشرفا، وجمال سعد محمود جمعة أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بالكلية، مناقشا، والدكتور عبد المعبود مصطفى على سالم، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالمنوفية، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة لقسم العقيدة والفلسفة. مناقشا خارجيا.

وأكدت الدراسة أن القيم الأخلاقية كانت موضع اهتمام واضح من المسلمين على اختلاف علومهم وتخصصاتهم، ويدل على ذلك أننا نجد الاهتمام بها فى فروع مختلفة من الثقافة العربية والإسلامية، ويتجلى ذلك فى كتب الأدب وقصائد الشعر، كما ظهر ذلك بوضوح فى كتب بعض الصوفية، الذين اهتموا بهذا الجانب اهتماما واضحا، وكان للفقهاء نصيب منها واستطاعوا أن يضعوا قواعد أصولية قصدوا بها مراعاة الأخلاق فى التعامل مع الآخرين، وكان من البديهى أن يهتم رجال الحديث بالأخلاق، حيث إن الحديث هو تسجيل لأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته، والرسول هو المثل الأعلى، والأسوة الحسنة، بطبيعة كونه المبلغ لهدى الله تعالى.

كما أكدت الدراسة أن الأخلاق فى الفكر الإسلامى ارتبطت بالدين، واستندت إلى أصول أولى غيبية، وأنه ليس من المعقول أن تقوم بالفكر الإسلامى فلسفة أخلاقية دون أن تكون مستندة إلى أصول دينية، وذلك لأن الأخلاق تشترك مع الدين فى تعلقها بالإنسان وتنظم حياته وسلوكه، ومن هنا فقد اختلفت الفلسفة الخلقية فى الإسلام فى نسقها عن الفلسفة الخلقية عند اليونان، وخاصة عند (أرسطو) الذى رفض استناد الأخلاق إلى أصول غيبية أو دينية. وأبرزت الدراسة دور المعتزلة فى الجانب الخلقى، حيث إنهم أقاموا فلسفة أخلاقية على أسس غيبية، فلم ينفرد العقل عندهم بصناعة أخلاق، أو استقرائها من عادات الناس وتجاربهم، كما أنهم لم يأخذوا النص ويقروه، وإنما استفادوا من النص فى صناعة عقلية منهجية، وصاغوا مذهبا أخلاقيا بجذور عقدية.

رابط دائم:

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2016 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,776,974