دراسة..«خريف الإخوان».. موسم سقوط الأقنعة محمد شعير 1 91 طباعة المقال
مهما حاولت الجماعات المسماة بالدينية، بمختلف أسمائها ومسمياتها وآلياتها، أن تسبغ على نفسها صفات الطهارة الدينية والإخلاص الوطني، فإنه لم يعد بمقدورها اليوم تطهير الدنس الذي لحق بها جراء انغماسها في محاولات تفكيك المجتمعات والأوطان، لحساب مشروع الشرق الأوسط الجديد، عن طريق "الفوضى الخلاقة" أولاً، ومرحلتها الثانية "الفوضى الفتاكة".
الكلمات السابقة، هى النتيجة الحاسمة، التى يخلص إليها الكاتب الصحفي محمد الحمادي رئيس تحرير جريدة "الاتحاد" الإماراتية، فى كتابه الجديد "خريف الإخوان"، موضحا أنه يرى أن الإستراتيجية الجديدة لأمريكا فى المنطقة، أصبحت تتمثل فيما يسميه "الفوضى الفتاكة "ويشير الكاتب إلى أن الناخبين في تجربة مصر وتونس - من غير الإسلاميين- اكتشفوا أنهم تعرضوا لعملية خداع كبرى، حيث حولت الجماعات الدينية مفهوم "الشورى" الذى نادت به منذ عشرات السنين، إلى أسلوب "صندوق الاقتراع" مؤقتا، لذا فقد قدموا قبل الانتخابات برنامجا انتخابيا، ثم سرعان ما أخرجوا برنامجهم الأصلى من الأدراج بعد ظهور النتائج، ويكشف الحمادى عن أساليبهم لتحقيق أهدافهم، قائلا إنها تتمثل فى منهج "الغاية تبرر الوسيلة" وأن الطاعة العمياء والتسليم الكامل لقادة الجماعة، وسيلة زعمائها لمصادرة إرادات وعقول الأنصار والموالين، فضلا عن الاتهامات سابقة التجهيز لمواجهة من يخرج عليهم، بأنه شذ عن الجماعة ومن شذ فهو في النار، أو بأنه تم شراؤه، وأنه عميل لأجهزة الأمن، أو أنه أصبح ليبراليا ًملحداً ويوضح أن دول الخليج لم تكن مستثاة من تأثيرات ما يسمى "الربيع العربي"
لكن ما يبقى هنا، هو كلمات أخيرة لنا.. وهى أن كل الدلائل تشير بالفعل إلى حلول فصل الخريف؛ خريف "تنظيم الإخوان"، كموسم أخير لسقوط الأقنعة عن أوجه قادته ومفكريه، وتبدل القناعات لدى من صدقوا فى السابق مظلوميته.. ولكن ماذا عن "الفكرة" والمؤمنين بها فى الصدور لا بين التنظيم؟.. كيف نتعامل معهم ونفند أفكارهم أو نحمى غيرهم من الوقوع فى براثنها؟.. هى تساؤلات تقودنا محاولة الإجابة عنها إلى إدراك عميق لارتباط ملفين مهمين بالأمن القومى لمجتمعاتنا العربية فى المستقبل.. هما ملفان لا غنى عنهما.. إصلاح التعليم.. والخطاب الدينى الجديد.. فهل نبدأ؟!.
الكتاب: خريف الإخوان
المؤلف: محمد الجمادي
الناشر: دار التنوير
رابط دائم:
ساحة النقاش