فى دراسة وثائقية عن ترشيد المياه فى العصر المملوكى
النيل للشرب والآبار للوضوء.. ومواعيد للحصول على الماء من السبيل
سوهاج - محمد مطاوع: 0 60 طباعة المقال السقا في العصر المملوكي

ربما ظن البعض أن اصطلاح ترشيد استهلاك المياه هو وليد هذا العصر نظرا للحديث حول نقص المياه وإنشاء السدود ونبوءات بدخولنا عصر الحروب على المياه.. لكن الدراسات أثبتت عكس ذلك فقد حرص سلاطين وأمراء العصر المملوكى بمصر على توفير وترشيد استهلاك المياه وتنقيتها.

فقد قدمت الدكتورة وفاء السيد شرف الاستاذ المساعد بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب فى جامعة سوهاج دراسة وثائقية حول تنقية المياه وترشيدها فى العصر المملوكى بمصر، قدمتها فى مؤتمر «مستقبل الأمن المائى المصرى فى ضوء التحديات المعاصرة» الذى نظمته الكلية منذ أيام، وكشفت عن أن مصر استمدت مياهها فى هذا العصر من مصدرين أولهما مياه النيل وتخصيصها للشرب الآدمى وإعداد الطعام وكانت تجلب بالزوايا بواسطة «السقايين» لملء الصهاريج و«المزملات» - جمع مزملة أشبه بالزير فى الريف المصرى، وهى مكان لجمع المياه وحفظها بالمدارس والمساجد التى تخلو من الصهاريج، وثانيهما مياه الآبار المعين - وهى مثل العيون التى تخرج منها مياه باردة وخالية من الشوائب من باطن الأرض وكانت تخصص للاستعمال اليومى فى الوضوء والاغتسال وقضاء الحاجات، كما استخدمت فى الفساقى المائية والحمامات واحواض الدواب وترفع عن طريق السواقى او الدلاء.

وأضافت شرف فى دراستها أنه نظرا لأهمية عنصر المياه فقد كان طبيعيا أن ينفعل المعمارى بها فيبدع ويبتكر ويقدم أشكالا متعددة ومختلفة لاستعمالاتها وتوفيرها داخل المنشآت إما على شكل مسطحات مائية كالأحواض و«الفساقي» والصهاريج ومصانع المياه أو على شكل «نافورات» و«شاذورات» أو ملحقة بها كالحمامات و«الأسبلة» - جمع سبيل- وأحواض الدواب.

وكان إنشاء الأسبلة والصهاريج فى العصر المملوكى ملحا للإمداد بالماء فقد كانت الأسبلة تمد العامة بالماء للشرب وكان يخزن سنويا فى صهريج ضخم أسفل السبيل، وحددت الوثائق مواعيد الشرب فى هذه الاسبلة واختلفت حسب الواقفين فنجد البعض حدد تسييل الماء من الظهر إلى العصر، وفى رمضان من المغرب للعشاء، كما حددت الوثائق أوقات جلب المياه من النهر أو الخليج فى فترات الفيضان وخاصة فى أوقات النيروز - وقت تدفق وجريان الماء - وفى شهر طوبة، وكان الماء يستخدم حسب الاحتياج فى فصل الشتاء أقل من فصل الصيف، وحرص سلاطين وأمراء العصر المملوكى على تنقية الماء إما بطريقة الترسيب الطبيعى أو تصفيته وغليه.

رابط دائم: 
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 24 إبريل 2015 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,761,985