مازال الثأر يسكن العقول فى صعيد مصر لأنهم يرونه قصاصا يجب عليهم أن يفعلوه بأيديهم، فالموت أهون عندهم من عار تركه بالرغم من تزايد معدل المصالحات فى الفترة الأخيرة ،و هناك مثل شعبى يجسد مدى اعتناق هذه الظاهرة هو "التار و لا العار ".
تقول د٠مديحة عبادة استاذة الاجتماع بجامعة سوهاج ان قسم الاجتماع ناقش ظاهرة الثأر فى دراسة علمية اكدت أن الارتباط الوثيق بالجماعة القرابية الكبيرة التى ينتمى اليها الفرد، واتساع نطاق القرابة من أهم العوامل المشجعة لهذه الظاهرة بالاضافة الى الارتباط بالأرض ارتباطا قويا وليس المقصد هنا مجرد الارتباط بالأرض الزراعية بل ايضا الارتباط بموطنه السكنى والعزلة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الريفى مما يساعد على شعور القرية بشخصيتها وضعف الأداة الحكومية بحيث يتاح للجماعة القرابية التصرف كوحدة سياسية فى تنظيم علاقتها بالجماعات القرابية المماثلة.
واشارت الدراسة الى أن أهم الآثار المترتبة على ظاهرة الأخذ بالثأر هى تسلسل الحوادث الى ما لا نهاية فتستمر فى أجيال متتابعة بالإضافة الى اتساع نطاق الحوادث و شيوع المسئولية عنها و اختلال الأمن و شيوع الرعب و الاسراف فى الانتقام ، كما تؤدى الى اختلال الاقتصاد و تعطل المصالح و احتراف الاجرام وتفكك الروابط و انعدام التعاون و انقسام القرى فى صعيد مصر الى وحدات متصارعة.
واوضحت أن الدراسة اقترحت عدة محاور لعلاج هذه المشكلة أهمها تنمية الوازع الدينى بين أفراد تلك المجتمعات القبلية التى ينتشر بينها الجهل الحقيقى بالدين، بالاضافة الى العمل على غرس روح التسامح فى التلاميذ بالمدارس وسرعة اجراءات التحقيقات مع تعديل فى مواد القانون دون تخفيف للحكم على القاتل وضرورة اقناع الأهالى بأن القصاص يجب أن يتم عن طريق السلطة الحاكمة و التعاون مع الشرطة من خلال اتهام القاتل الفعلى.
رابط دائم:
ساحة النقاش