العلاج بالفن تجربة جديدة تطبق لأول مرة

مستشفى 57357

بوابة أخبار اليوم

طباعة السبت، 10 يناير 2015 - 02:20 م
العلاج بالفن أسس كعلم في انجلترا عام 1942 على يد"ادريان هيل" و "ادوارد آدمسون" وهما فنانان بدءا في استخدام الفن لعلاج مرضى الدرن، ثم أنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تعرف مصر العلاج بالفن إلا منذ عشر سنوات على يد الدكتور "مجدي رفعت".

ويطبق العلاج بالفن للمرة الأولى داخل مستشفى 57357 بمبادرة من المهندسة الكيميائية المصرية دكتور "منال عليوة"، التي نقلت  تجربة العلاج بالفن من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصر بعدما مرت بتجربة شخصية مع مرض السرطان واكتشفت كيف عالج الفن أبنتها من ذلك المرض بجانب تفجير طاقات إبداعية لم تكن تتخيل يوما ما أنها ستكون مؤهلة للانطلاق من خلال العزف على "القيثارة" أو الهارب الآلة الموسيقية الفرعونية التي استخدمها الطبيب الامريكى لمساعدة الطفلة ذات الأربع عشر عاما على استعادة توافقها العضلي والعصبي...ومن هنا قررت دكتور عليوة ألا تبخل على مرضى آخرين بتلك الخبرة الشخصية والتي ترجمتها إلى مبادرة العلاج بالفن .

المبادرة لم تكن تحتاج إلى متطوعين فقط بل إلى متخصصين وكانت عملية البحث شاقة جداً لإيجاد أطباء ووجدت "عليوة "ضالتها في عدد من الأطباء لا يتخطون عدد أصابع اليد الواحدة درسوا ذلك التخصص مثل دكتور "سوزان رضوان "الطبيبة النفسية في القصر العيني ودكتور "كارول حمال "الحاصلة على درجة الدكتوراه في ذلك العلم من الولايات المتحدة الأمريكية .

وتضيف "عليوة ": بعدما لمست  أن الأهالي أثناء مرض أطفالهم ينشغلون تماماً بالمرض والتركيز على العلاج وينسون الحياة الطبيعية من هوايات ورياضيات خاصة بهذا السن ووجدت أنهم في المستشفى الأمريكي أقاموا مدرسة من الحضانة وحتى الثانوية وداخلها بجانب المناهج الدراسية أنشطة ترفيهية مثل الدراما والرسم والموسيقى و شكل ذلك فرقا ضخما في حالة الأطفال وساعد على علاجهم.

وقالت أنه عندما نقلنا تلك التجربة لمصر اهتممنا بعمل أول رابطة لأمهات مرضى السرطان للتوعية بالنسبة لأولادهم وتعريف الناس بالعمل التطوعي لمرضى السرطان ..وبدأنا أولا مع أطفال مدرسة مستشفى 57357 التابعة لوزارة التربية والتعليم داخل المستشفى ثم توسعنا للعمل مع الأطفال الزائرين وليس المقيمين فقط  وبعدما وجدنا إقبال شديد قررنا عمل ورشتين أسبوعيا .

و تقول منسقة مبادرة العلاج بالفن "غادة رسمي " لبوابة أخبار اليوم أن العلاج بالفن قد يبدو عنواناً سطحياً للبعض لكنه عميق جداً في جوهره ونطبقه لأول مرة في مصر بطريقة علمية وليست عشوائية لأن أى خطأ مع مريض السرطان خاصة الطفل قد يعرض الطفل  لانتكاسة قد يصعب علاجها وتهدم علاج سنين ماضية ،لذلك نقوم بتدريب المتطوعين لفهم سيكولوجية الطفل مريض السرطان وكيفية التعامل معه وحتى الآن وجدنا نتائج مذهلة مع عدد من الأطفال.

وقام الأطفال بعمل العديد من اللوحات التي عرضناها على عدد من المحترفين في مجال الفن التشكيلي وانبهروا بمستوى الأطفال التي لم تدرس فن تشكيلي ورغم ذلك أعمالهم تقترب من المستوى الاحترافي ..و سوف نقوم بعمل جداريه من أعمال أطفال الورشة سوف تعرض على سور المستشفى كمعرض مفتوح لأطفال مدرسة العلاج بالفن "

وتؤكد سوزان رضوان أن العلاج بالفن هو طريقة فطرية وتلقائية لإخراج مناطق الإبداع من الأطفال ولها فوائد علاجية ملموسة مثل التنفيس والمتعة وخلق حالة من البهجة والتفاعل الإيجابي إضافة إلى استخدام المنتجات البصرية كوسيط للتحليل النفسي ومعرفة المشاكل العقلية والأسرية والاجتماعية ومستوى ذكاء الأطفال ،وعلى سبيل المثال هناك اختبارات نفسية في الرسم مثل "ارسم شخص" لتحديد مستوى ذكاء الطفل ورؤيته الشخصية لنفسه وهناك اختبار "ارسم بيت وشخص وشجرة" لإظهار طبيعة المشاكل الاجتماعية وصورة الطفل الذاتية ،فنجد أطفالا يرسمون أنفسهم بصورة واضحة تظهر فيها الأنف والعيون والملامح بأدق التفاصيل ،مايظهر أن الطفل لديه حالة نفسية مستقرة وصورته عن ذاته إيجابية..فيما تظهر الرسوم الغامضة عكس ذلك


 مشيرة إلى وجود أنواع كثيرة للعلاج بالموسيقى والإنشاد الجماعي بالإضافة إلى العلاج بالدراما التي تخرج من الأطفال الشحنات السلبية وهى طريقة تعلمتها من علاج الأطفال الفلسطينيين في غزة من قصف الطائرات الإسرائيلية ،وتضيف أن هناك أنواع أخرى كالعلاج الحركي وأشهره العلاج بالرقص مثل الرقصات الروحانية الموجودة في الثقافة البوذية وبعض الطرق الصوفية مثل المولوية ..وهناك العلاج بالكتابة الحرة الإبداعية  


فاطمة سرحان تحارب سرطان الكلى والنخاع  و بانتظار عملية بعدما قامت بأخرى سابقا وفى المنتصف تريد أن تغسل همومها -كما تقول هي- بالفن وتنسى معه مرضها وآلامها وتختلط مع الألوان وبهجتها وتطلق طاقتها وأحلامها يترجمها الرسم ..فاطمة ذات الحادية عشر تشكر كل من يفكر أن يعيد إليها طفولتها المسلوبة بمرض تسببت فيه مبيدات متسرطنة لها ولكثير من أبناء جيلها ويبدو أنها قررت أن تعاقبه في رسوماتها .


"زكريا" او "عيسى"كما يحب ان يناديه الآخرون كما تقول والدته ..ذو العشرة أعوام الذي آتى من صنعاء باليمن عندما وجدت عائلته الملاذ في مستشفى 57357 بعدما يئسوا من محاولات العلاج في اليمن فما كان إلا العلاج في الخارج وما بين الاختيار ما بين تركيا والأردن ومصر كان الاختيار لمصر

عيسى  لم يرغب في الكلام واكتفى بعرض عمله الفني الجميل بابتسامة جميلة لم يقدر على محوها ورم خبيث تمكن من مخ هذا الطفل الجميل..وكم كانت سعادة والدته عندما علمت أن المستشفى بهـا أيضا مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم ويمكن أن يستكمل عيسى فيها تعليمه واصفة بان ذلك أجمل ما سمعته خلال العامين الماضيين منذ بداية فترة العلاج .

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 10 يناير 2015 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,678,509