مراعاة الظروف النفسية في الحوار

د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/7/2013 ميلادي - 24/8/1434 هجري
زيارة: 1311

   
  Share on favoritesShare on facebook Share on twitter Share on hotmailShare on gmail Share on bloggerShare on myspaceShare on digg

مراعاة الظروف النفسية في الحوار

(تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف)

 

والمعنى مراعاة الآداب التي تتعلق بنفسية المحاور وشخصه، وبنفسية الطرف الآخر، فهناك ظروف نفسية قد تطرأ على الحوار، فتؤثر عليه تأثيراً سلبياً، فينبغي مراعاة ذلك حتى ينتج الحوار ويحقق غايته. ينظر: زمزمي، الحوار آدابه وضوابطه (ص 116).

 

وقد تقدم ذكر هذه الآداب، كتهيئة الجو المناسب للحوار، وتحديد وقته، والإخلاص وصدق النية، والتواضع وخفض الجناح، والصبر، وحسن الاستماع، والمحبة رغم الخلاف، والهدوء والثقة بالنفس، واحترام الطرف الآخر، والبعد عن نقد الأشخاص.

 

ومن الشواهد أيضاً على هذا الأدب من سورة أو قصة يوسف - عليه السلام -:

1- قوله تعالى-على لسان يعقوب - عليه السلام -–: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يوسف: 5].

 

فهنا يعقوب - عليه السلام - قد راعى ما يحيط بيوسف - عليه السلام - مع إخوته من ظروف نفسية، فخاف عليه من حسد إخوته، ولهذا نهاه أن يذكر لإخوته رؤياه.

 

لماذا؟ لأن الغيرة السائدة بين الإخوة بركان راكد، ويكفي نظرة واحدة لتفجيره، ولهذا قد تجد الصغير يحسد الكبير على ما لديه من مكانة خاصة لدى والديه، أو لدى الآخرين.

 

ومن المعاني السامية واللفتات التربوية التي راعى فيها يعقوب - عليه السلام - نفسية وشخصية ابنه - يوسف - عليه السلام - في حواره معه، وذلك حينما ناداه باسم البنوة: (قال يا ويل) وهذا من التحبب والشعور بالأهمية والاحترام والألفة والمودة بينهما، وفيه بناء الثقة معه وتدعيم العلاقة وتوثيقها أكثر.

 

2- قوله تعالى-أيضاً على لسان نبيه يعقوب، - عليه السلام -–: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

 

فها هو يعقوب - عليه السلام - في مواقف عصيبة وحالة محزونة، بقي في حواره وفي تعامله مع أبنائه بروح الأب الحاني الذي يشملهم بأبوته العظيمة، ويحببهم إلى نفسه؛ مراعاة لظروفهم النفسية. عثمان، 17 قاعدة نفسية في سورة يوسف (ص40، 41).

 

3- قول الله - تعالى - في حوار يوسف - عليه السلام - مع السجينين ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39].

 

4- قوله سبحانه - على لسان يوسف - عليه السلام -، أيضاً–: ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ [يوسف: 41].

 

مما تقدم يتضح أن يوسف - عليه السلام - قد راعى حال السجينين وما هما فيه من فراغ وضيق وكرب وحالة نفسية، لا سيما أن السجين قد تحدث له الرؤى وتتكرر عليه، وبالتالي يتعلق بها، خاصة أنهم معزولون عن الناس، والأبواب قد أغلقت عليهم، وقد يرى السجين ما يشعره بقرب خلاصه أو الإفراج عنه، ولهذا اتخذ يوسف - عليه السلام - منهما صاحبين؛ ليشعرهما بالألفة والمودة، ويكون مدخلاً إلى دعوتهما.

 



   


 


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/56736/#ixzz2zMx7h7z7

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 72 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2014 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,614,071