عدوانية طفلك لها أسباب سالي حسن 0 377 طباعة المقال

إذا كنت تشكين من عنف طفلك وعدوانيته‏,‏ فقبل أن تبحثي عن حل لهذه المشكلة اعلمي أن العنف سلوك مكتسب‏..‏ فما هي الأسباب التي تدفع بالصغار إلي هذا السلوك المرفوض؟ وكيف نتجنبها؟‏..‏ د‏.‏ محاسن علي حسن أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية طب جامعة القاهرة توضح بداية أن العنف يولد عنف‏,‏

ويتولد نتيجة ثلاث مسببات أولها طريقة التربية داخل الأسرة.. فالشجار والتهديد والعقاب المستمر, والمقارنة والتمييز بين الأخوة في المعاملة والمشاعر نوع من العنف, وكذلك الإهمال وسوء المعاملة, حيث يؤدي سوء المعاملة إلي نوع من القلق والتوتر والشعور بالظلم والإحباط, كما يؤدي أيضا إلي نوع من الكره والحقد والغيرة عندما ينصر الأهل أحدهم علي الآخر. ثم ينتقل العنف المستخدم في المنزل إلي المدرسة بالتبعية, ف عندما يعامل الطفل بقسوة وعنف في البيت ينعكس ذلك علي سلوكه في المدرسة بين زملائه, وقد يلجأ إلي الضرب والتأنيب والاعتداء علي من هو أصغر منه لأنه لا يستطيع أن يفرغ هذه الطاقة السلبية في أهله أو أخوته.
أما المسبب الثاني للعنف كما توضح فهو وسائل الإعلام, ومنها الشاشة الصغيرة والتي تطلق عليها الشاشة الخطيرة وما يشاهده الأطفال من خلالها من أفلام أو برامج بها قتل ودم وعنف. ومع استمرار التعرض لهذه المشاهد يتعود الطفل علي رؤية العنف ويتولد لديه شعور بالبلادة وقد يحاكي هذه المشاهد فيما بعد كأنها طبيعية ويصبح عدوانيا بالاكتساب, وخير دليل علي ذلك حوادث القتل المختلفة التي تشهدها المدارس وهي متكررة في الولايات المتحدة.
وتحذر د.محاسن من المسبب الثالث وهي الألعاب الإلكترونية الحديثة مثل البلاي ستيشن والإكس بوكس والفيديو جيم وغيرها.. وهنا لابد من تدخل الأهل في اختيار هذه الألعاب لأن هناك أنواعا عنيفة جدا من هذه الألعاب مثل القتل والمصارعة وحرب الشوارع وغيرها.
وتكمن خطورة هذه الألعاب من الناحية النفسية في أن الطفل يبدأ في إدمانها فتشغله عن مذاكرته أو يتسرع لإنهائها كما يكون في حالة منافسة مستمرة مع أقرانه وينعزل عن إخوته ويصبح متوترا وعصبي المزاج ومن السهل استثارته طول الوقت, ويؤدي هذا التنافس المستمر إلي الإحباط وقد يصل إلي العدوانية لأن هذه الألعاب مثيرة للجهاز العصبي, فهي تجعل الطفل في حالة مستمرة من إفراز مادتي الأدرينالين والنوادرينالين اللتين تحفزان الجهاز العصبي والجسم فتجعله في حالة هجوم وتحفز مستمر بسبب التنافس, وفي بعض الأحيان تظهر هذه الألعاب حالات الصرع في الأطفال الذين لديهم استعداد لنوبات صرعية لأنها تمثل إثارة لخلايا المخ.
العلاج كما تراه د.محاسن يستلزم علاجا أسريا من حيث الأساليب التربوية الصحيحة وأسلوب المعاملة الحسن مع ضرورة الامتناع عن العقاب والتهديد المستمر, وفهم صراعات الطفل ومساعدته علي التعبير عن مشكلاته الخاصة ومشاعره وانفعالاته, والبعد عن الشد المستمر لأن مخه لا يستوعب كل ما تقوله الأم التي تتخيل أنه علي نفس مستواها الفكري, لذا عليها أن تنزل لمستواه خاصة أن أطفال اليوم علي درجة عالية من الذكاء وأساليب المعاملة القديمة القائمة علي القهر لم تعد تصلح معهم اليوم. كما تؤكد ضرورة مراقبة الأهل لما يشاهده الأطفال من مواد إعلامية وما يختارونه من ألعاب حديثة, وآخر الحلول التي يمكن اللجوء إليها للتخفيف من عنف الأطفال هو إعطاء أدوية مضادة للقلق والاكتئاب أو الصرع.

رابط دائم:

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,746,756