ظهور الطباعة وأثره على فن المقال

د. إبراهيم عوض
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/9/2013 ميلادي - 12/11/1434 هجري
زيارة: 193

   
  Share on favoritesShare on facebook Share on twitter Share on hotmailShare on gmail Share on bloggerShare on myspaceShare on digg

ظهور الطباعة وأثره على فن المقال

تعريف الشعر بين القدماء والمحدثين (24)


بعد اختراع الطباعة، ظهرت الصحافة بالمعنى الحديث في أوربا إبَّان القرن السابع عشر، وترقَّت بترقِّي هذه الصناعة، واقتبسها العرب في القرن التاسع عشر، عندما جاء نابليون إلى مصر وأصدر صحيفته العربية المسماة بـ"التنبيه" عام 1801م، أما أول صحيفة عربية الإصدار والإخراج والتأليف جميعًا، فكانت صحيفة "الوقائع المصرية" التي كانت تصدر في عهد محمد علي، ثم طوَّرها رفاعة الطهطاوي بعد رجوعه من باريس، وحوَّلها من جريدة تقتصر على أخبار الحكومة وما إليها مثلما كان عليه الحال في صحيفة نابليون السالفة الذكر - إلى صحيفة تعنى أيضًا بالقضايا الفكرية والأدبية، وتستخدم لغةً أرقى كثيرًا من ذي قبل، وتتابعت بعدها الصحف العربية في أنحاء أخرى من الوطن العربي وخارجه؛ مثل: "مرآة الأحوال"؛ لرزق الله حسون الحلبي في الأستانة سنة 1855م، و"برجيس باريس"؛ لرشيد الدحداح اللبناني في باريس 1858م، و"حديقة الأخبار"؛ لخليل الخوري اللبناني في بيروت سنة 1858م أيضًا، و"الجوائب"؛ لأحمد فارس الشدياق في الأستانة سنة 1860م، و"الرائد"، التي أصدرها باي تونس محمد الصادق باشا في عاصمة بلاده سنة 1861م، و"وادي النيل"، التي أصدرها عبدالله مسعود في مصر سنة 1866م، و"الفرات"، التي أصدرها جودت باشا والي حلب التركي سنة 1867م، و"الزوراء"، التي أصدرها مدحت باشا في العراق سنة 1869م... وهكذا، حتى أصبح لكل بلد عربي صحفه ومجلاته المتعددة ما بين سياسية واجتماعية، وأدبية ودينية وعلمية، ونسائية وأطفالية، وخاصة وحكومية، وصباحية ومسائية، ويومية وأسبوعية وشهرية... إلخ.

 

وبالنسبة للصحافة الأدبية العربية يمكن أن نذكر منها في مصر: مجلة "روضة المدارس"، التي صدرت في عهد الخديو إسماعيل، ومجلة "المقتطف"، التي صدرت أولاً في لبنان سنة 1876م، ثم انتقلت إلى مصر بعد سنوات قليلة، و"الهلال" التي أنشأها جرجي زيدان سنة 1892م، وما زالت تصدر حتى الآن، و"الضياء"؛ لإبراهيم اليازجي، وجريدة "السياسة" الأسبوعية؛ لمحمد حسين هيكل، وجريدة "البلاغ " الأسبوعية لعبدالقادر حمزة، ومجلة "أبولو"؛ لأحمد زكي أبو شادي، وبدأت في الصدور عام 1932م، ومجلة "الرسالة"؛ لأحمد حسن الزيات، وصدرت بعد ذلك بعام واحد، ومجلة "الثقافة"؛ لأحمد أمين وزملائه عام 1939م، و"الكاتب المصري" التي كان يرأس تحريرها طه حسين في أربعينيات القرن العشرين، و"المجلة" و"الشعر" و"القصة"، و"إبداع" و"القاهرة" و"فصول".

 

أما في لبنان، فتُقابلنا "حديقة الأخبار"؛ لخليل الخوري (1858م)، و"الجنان"؛ لبطرس البستاني (1870م)، و"البرق"؛ لبشارة عبدالله الخوري (1908م)، و"المورد الصافي" (1909م)، و"العرفان" (في نفس العام)، و"الدهور"؛ لإبراهيم الحداد (1930م)، و"الأديب"؛ لألبير أديب (1942م)، و"الأمالي"؛ لعمر فروخ وآخرين (1949م)، و"النهج" لصدر الدين شرف الدين، و"الآداب"؛ لسهيل إدريس (1953م)، وفي سوريا نجد مثلاً "المقتبس" التي أصدرها محمد كرد علي في القاهرة سنة 1906م، ثم انتقل بها إلى دمشق، و"الأصداء"؛ لشكيب الجابري (1945م)، و"الثقافة"؛ لمدحت عكاشة (1958م)، و"المعرفة" (1962م)، و"الموقف الأدبي" (1970م)، و"الآداب الأجنبية" (1973م)، وفي فلسطين ظهرت "الذخيرة" و"المنبر" و"الغد" و"المنتدى"، وكان ذلك قبل قيام دولة الصهاينة عام 1948م، ومن مجلات الأردن مجلة "الأفكار"، ومن المجلات العراقية "الهاتف"؛ لجعفر الخليلي (1934م)، و"عالم الغد" (1943م)، و"الفكر الحديث" (1945م)، و"الثقافة الحديثة" (1964م)، و"آفاق عربية" (1976م)، ومن المجلات التي صدرت في الكويت مجلة "البعث" (1950م)، و"العربي" (1959م)، و"البيان"(1965م)، و"عالم الفكر".

 

وفي السعودية: "المنهل"؛ لعبدالقدوس الأنصاري، و"المجلة العربية" (1975م)، و"الفيصل" (1977م)، وفي قطر "العهد الجديد"، و"الدوحة" (1975م).

 

وفي السودان: مجلة "القصة" (1960م)، وفي ليبيا نجد "الثقافة العربية" (1973م)، وفي المغرب العربي: "الأنيس" المغربية، و"الشهاب" و"البصائر" و"الثقافة" الجزائرية، و"الفكر" و"الحياة الثقافية" التونسيتان (1956م و1975 على التوالي)، ومن مجلات المهجر "الرسول"؛ لوديع شاكر في بوسطن (1923م)، و"السمير"؛ لإيليا أبو ماضي في نيويورك (1929م)، و"العلم والخواطر"؛ ليوسف الحلو في المكسيك (1921م)، و"الأمير"؛ لفريد سليم في المكسيك أيضًا (1938م)، و"الدليل"؛ لتوفيق ضعون في البرازيل (1928م)، و"الشرق"؛ لموسى كريم في ساو باولو (نفس العام)، و"العصبة الأندلسية" في ساو باولو أيضًا (1935م)... إلخ.

 

وهذه مجرد أمثلة، ولا بد من القول بأن بعضًا من هذه المجلات والصحف ما زال يصدر حتى الآن، على حين احتجب الكثير منها بعد فترة طويلة أو قصيرة.

 

ولأن المقالة لا تتطلب موهبةً فنيةً معقدة، ولا تحتاج عادةً إلى احتشاد عقلي ونفسي كالذي تحتاجه القصة أو المسرحية - وجدناها مطيةً لمعظم الكتاب؛ سواء كانوا يمارسون فنونًا أدبيةً أخرى أو لا، ومن ثَم كَثُرت الأسماء في هذا الميدان كثرةً هائلة، وإن كان الممتاز المتألق منها قليلاً؛ جريًا على سنة الحياة في محدودية التفوق والتبريز، ومن الأسماء البارزة في هذا السبيل: رفاعة الطهطاوي، وأحمد فارس الشدياق، وعبدالله أبو السعود، وإبراهيم اليازجي، ومصطفى كامل، وعلي يوسف، ويعقوب صروف، ومحمد كرد علي، وجبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وميخائيل نعيمة، وخليل سكاكيني، ووداد سكاكيني، والأمير شكيب أرسلان، ومصطفى صادق الرافعي، وعبدالعزيز البشري، وفهمي المدرس، ومعروف الرصافي، وعبدالحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، والطاهر بن عاشور، والفاضل بن عاشور، ومي زيادة، وعباس محمود العقاد، وطه حسين، ود. محمد حسين هيكل، وأحمد حسن الزيات، ود. أحمد أمين، وإبراهيم المازني، ود. زكي مبارك، وعمر فاخوري، وعلي الطنطاوي، وسامي الكيالي، وإسحاق الحسيني، وبنت الشاطئ، ود. سهير القلماوي، ومحمود شاكر، وعبدالرحمن الشرقاوي، ود. عبدالقادر القط، وصلاح عبدالصبور، ورجاء النقاش، ويوسف الشاروني، ومعاوية نور، ود. محمد إبراهيم الشوش، ود. صفاء خلوصي، ونازك الملائكة، ود. علي جواد الطاهر، ومحمد عزة دروزة، ومحمد علي الطاهر، وعادل زعيتر، وسهيل إدريس، وغادة السمان، ومحمود المسعدي، ومحمد مزالي، وعبدالملك مرتاض، وعبدالكريم غلاب، ومحمد عابد الجابري، وأحمد إبراهيم الفقيه، ود. غازي القصيبي، وأحمد السباعي، وعبدالقدوس الأنصاري، وحمد الجاسر، وخليفة الوقيان، وليلى العثمان، ومحمد الرميحي، وجهاد فاضل، ود. جابر قميحة، ود. حلمي القاعود، وعبدالله البردوني، ود. عبدالعزيز المقالح، ولا مانع - بعد إذن القراء - أن أضيف نفسي أنا أيضًا.

 



   



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Literature_Language/0/59987/#ixzz2g4CwuHqn

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,602,488