وزارة للبنية التحتية
0 39 طباعة المقال
للمرة الأولي تكشف دراسة حديثة عن ضرورة انشاء وزارة او هيئة لقطاعات البنية التحتية في مصر لما لها من علاقة وطيدة بالأمن القومي للبلاد
وقال الباحث محمد محمد عبد الفتاح صاحب رسالة الماجستير من كلية نورمان باترسون للعلاقات الدولية والعلوم السياسية بعنوان( البنية التحتية الحرجة و الأمن القومي المصري): إن الفكرة مهمة ويجب علي المسئولين التفكير فيها بجدية شديدة بحيث يتم انشاء جهة متخصصة تكون مسئولة عن هذه القطاعات الحيوية.فحسب الدراسة فأنه لكل دولة أمن قومي تدافع عنه بطريقتها الخاصة لتحقيق أهدافها ومصالحها بأساليب تتناسب مع مواردها. ويعتمد سلامة أو أمن قومي في العصر الحديث علي أعمدة تعرف بالبنية التحتية الحرجة للدولة, فكلمة حرجة او حيوية تعني إن تلك البنية التحتية في امكانها التأثير سلبا علي الأمن القومي مباشرة.
وهي تختلف عن باقي البنية التحتية بالدولة في زنه في حالة توقفها عن العمل بسبب او بآخر فذلك لن ينتج عنه ضرر شامل علي الدولة او أمنها القومي او انها ليست آخر خط دفاع موجود لحمايته.
ويستعرض الباحث محمد عبد الفتاح مؤكدا أن استراتيجيات الأمن القومي غالبا تقوم علي ثلاث مكونات( الأهداف, الموارد المخصصة لتحقيقها وأساليب استخدام تلك الوارد لتحقيق تلك الأهداف)لذلك يتم تحديد البنية التحتية الحرجة ومن ثم التركيز علي حمايتها في معظم دول العالم بناءا علي تعريف الأمن القومي لها بعد تحديد اهدافه
وبناءا علي ذلك فاننا نجد أن القطاعات الحرجة تختلف من دولة لأخري فمثلا يوجد بكندا10 قطاعات حيوية يتم العمل علي
حمايتهم من قبل الحكومة عن طريق وزارة كاملة اسمهاpublicsafety( اما بالولايات المتحدة فيوجد71 قطاع حيوي يتم حمايتهم من قبل احدي الهيئات الاستخباراتية(homelandsecurity) في حين أن المملكة المتحدة) بريطانيا( قد استنتجت9 قطاعات فقط اعتبرتها حيوية لزمنها القومي. وتقوم كل من تلك الهيئات العمل42 ساعة لحماية تلك القطاعات بأسلوب علمي مدروس.
يتضح من ذلك أن كل دولة تتناول حماية بنيتها التحتية بأساليب نظامية مختلفة مما يتناسب معها وهو ما يمكن توضيحه في مقالات قادمة من خلال عرض تعريفات البنية التحتية لبلاد مختلفة ناجحة في ذلك المجال.
ويؤكد الباحث محمد عبد الفتاح وجهة نظره في الرسلة قائلا: لكي نتخيل أهمية الموضوع ومدي خطورة عدم امتلاك هيئة تهتم بالبنية التحتية الحرجة. ففي دراسة اجراها الكاتب الأمريكي(peterblack) بعنوان القتل اللين(softkill) تحدث فيها عن مدي سهلة تدمير أي دولة قوية عن طريق دراسة نقاط الضعف في قطاعات بنيتها التحتية التي تخدم أمنها القومي.
بل ووضع قائمة في مقالته تتكون من10 نقاط( أهداف) جديرين بأن يرسلوا الولايات المتحدة للعصور المظلمة علي حد تعبيره.
نعم, لقد أصبح من السهل استنزاف ان لم يكن تدمير دولة لأخري دون اطلاق رصاصة واحدة, فمن كثرة اعتماد القطاعات الحيوية علي بعضها في العصر الحديث أصبح من السهل احداث اضرار جسيمه في أي دولة مهما بلغت قوتها اذا استهدفت أهداف دقيقة مدروسة ومدروس حيويتها والقطاعات التي تعتمد عليها كي تتساقط كقطع الدمنو او ما يعرف باسم(cascadingeffect) ويوجد الكثير من الأمثلة المكن ذكرها في مقالات اخري توضح مدي شح استنزاف أي دولة بسهولة في العصر الحديث.
ففي دولة في مركز مصر من حيث أهميتها الاستراتيجية من الطبيعي التفكير في حماية بنيتها التحتية لأهميتها لذلك تؤكد دراستي وجوب دراسة تعريف الأمن القومي ودراسة اهدافه ومقوماته, وعمل دراسات لتحديد كل ما هو قطاع حيوي استراتيجي يخدم أهداف الأمن القومي فذلك يجعل الدولة قادرة علي وضع الموارد المحدودة لحماية تلك القطاعات كأولوية قصوي في وقت السلم وفي وقت الأزمات. لذلك فقد قمت بعمل دراسة عن مصر بعد دراسة ما تقوم به باقي الدول الناجحة وبالنظر لتعريفات البنية التحتية الحرجة المختلفة عندهم وكيفية تطبيق هذا علي أرض الواقع في مصر. وبعد النظر في تعريفات وأهداف الأمن القومي تبين أنه لمصر11 قطاع حيوي استراتيجي يمس الأمن القومي المصري. فالفرق بين دولة تطبق علم حماية البنية التحتية واخري لاتطبقه هو الفرق بين أمة عاجزة في وقت الأزمات ضعيفة وقت السلم وأمة تستطيع النهوض وتملك المرونة الكافية بعد أي كارثة لكي تعيد الحياه لطبيعتها في فترة مدروسة محدودة
الجدير بالذكر أنه يوجد القليل من القطاعات في مصر تقوم بجهود ممثالة ولكن جهدهم منفصلة وبالتالي تأثيرها ضعيف, وهو ما أدركه الغرب وكون بسببه هيئات. وزارات جديدة تركز علي الربط بين مفاصل الدولة واندماج جهودها لكي تتم حماية الأمن القومي بأسلوب مدروس. وهذا هو ما نحتاجه بشدة في مصر فكما نوهت سابقا, مصر محتاجه لتلك الهيئة التي سيكون علي عاتقها النظر بأسلوب علمي لكل ما هو حيوي وحمايته ودمج جهود الدولة في ذلك المجال.
رابط دائم:
ساحة النقاش