المعلم والجودة
بقلم: هدي خليفة الوصول للجودة بمفهومها حلم كل مؤسسة تعليمية. وهو التحقق من وصول رسالة المؤسسة التعليمية بما يتوافق مع المعايير المناظرة لها علي المستوي القومي أو العالمي. ورفع مستوي فرص التعلم والبحث العلمي والمشاركة المجتمعية وتنمية البيئة بما يتلاءم مع المستفيدين من خدمات المؤسسة التعليمية.
أما الجودة بمعناها البسيط فهي أن يحقق التعليم بالمدارس الهدف منه في التعلم والابتكار وإبراز مهارات الطلاب.
ولتحقيق الجودة بالمدارس عدة محاور منها المبني المدرسي والفصول والمعامل والفناء والحدائق... الخ والمعلم والطالب كعنصر بشري وغيرها من المحاور لن نعددها الآن - حوارنا هنا عن المعلم والذي يعتبر أساس العملية التعليمية ومن أهم محاور الجودة فهو من ينفذها ويتقنها ويخرج جيلاً يؤدي وينفذ بكل ضمير ما تعلمه مما ينعكس علي كل صور حياته - أي أن المعلم هو العنصر الأساسي الفعال والمؤثر في شخصية الطالب الذي يتم تجهيزه لبناء بلدنا الحبيب للمستقبل.
أما في واقعنا المصري ومدارسنا الحكومية بالتحديد فإن المعلم أقل المحاور اهتماماً به وهو الوحيد الذي لا تدخل احتياجاته ضمن عملية التجهيزات المدرسية للحصول علي شهادة الجودة حيث يهتم مديرو المدارس بشكل المدرسة - الفصول - المعامل - الحدائق - السبورات - الحمامات للطلبة وحتي الفناء ولا يهتمون بالمعلم الذي يقضي في مدرسته أكثر من نصف عمره فلا يهم أين يجلس طوال اليوم بالمدرسة وما إذا كانت هناك حجرات مناسبة أو حمامات خاصة بهم طبقاً لعدد المعلمين بالمدرسة من ذكور واناث.. حتي أن المعلم احياناً لا يجد كرسياً يجلس عليه في كثير من المدارس ويضطر لشراء كرسي من ماله الخاص ليجلس عليه ولو في طرف الفناء للراحة بين حصة وأخري - كل هذا لا يهم ولا يشغل أحداً - كيف يؤدي المعلم ويبدع إذا كان أصلاً منهك القوي وغير مرتاح بين الحصص اليومية - ويتعرض للأذي والإهانة من أولياء الأمور دون وجود قوانين رادعة - تصوروا أن تواجده بالفصل بالحرم المدرسي لا يحميه من بطش بلطجة بعض أولياء الأمور فقد رأيت بعيني معلمة داخل فصلها تشرح علي السبورة وأثناء حصتها فوجئت بولي أمر يتخطي مدير المدرسة والعاملين ليتهجم عليها بالسباب والإهانة ولولا حضور بعض زملائها الرجال لضربها أمام الطالبات وذلك عقاباً لها علي توبيخها ابنته أثناء الدرس لانصرافها عن الشرح وبعد أن استدعته ابنته بمكالمة من الموبايل.
أين الحماية للمعلم وهو أثناء عمله وكيف نطالبه بتحقيق الجودة والاتقان واكتشاف مهارات طلابه وهو يتعرض لكل هذه الاهانات - متي نسعي للجودة الحقة بكل نواحي التعليم ولا تكون مجرد صورة براقة من كميات من أوراق اللجان المختلفة والفصول اللامعة والتمثيليات التي تتم أمام اللجنة بتطبيق الأنشطة والمهارات بالفصل وغيرها من الأمور التي تنتهي بمجرد حصول المدرسة علي شهادة الجودة.
كيف نفهم الجودة بهذا الشكل - مظهر خارجي لفصل جيد ومعلم واقف أمام السبورة ولازم تكون white board "احسن يقولوا علينا متخلفين وكمان نفكر ندخل الاي باد في المدارس" هذا كله ظاهرياً أما التفكير في بث روح الجودة والتعامل بضمير واتقان كيف نغرسها والمعلم نفسه آخر اهتمامات معايير الجودة.
نشرت فى 17 مايو 2013
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,797,443
ساحة النقاش