من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال
الأسلوب الديمقراطي (الاختيار الحر) Democratic style
أسلوب الدفء والتقبل Warmth and acceptance style
ويتمثَّل هذا الأسلوبُ في قيامِ الآباء الديمقراطيين بوضعِ قواعدَ واضحةٍ ومحددة، ويضعون معها استثناءات، ثم يناقشونها مع أطفالِهم، والآباء الذين يتبعون هذا الأسلوب يَظهَر عليهم كسلوك (ودي - فعال)، كما أن هؤلاء الأطفال - الذين يتبع آباؤهم هذا الأسلوب - يكونُ لديهم ثقةٌ عالية بالنفس، ويكافحون بشدة ضد الضغوط، ويحقِّقون التكيُّف المطلوب مع أقرانهم والوسط المحيط بهم.
كما يتَّصِف هذا الأسلوب بأن الأمور بين الوالدين والأبناء - الأسرة ككل - تَسِير بشكلٍ تعاوني؛ بحيث يتعلَّم الأطفال أنهم مُطَالَبون ببعضِ الواجبات بانتظامٍ، واتخاذ بعض القرارات بأنفسهم، كما يتعلمون أن للأبوين حقوقًا وامتيازات خاصة، كما لا ينتظر الأطفال من والديهم أن يكونا موقعَ الانتباه الدائم والرعاية المستمرة.
قد تقع الخلافات بين أفراد الأسرة التي تطبِّق هذا الأسلوب، لكنها لا تدوم طويلاً؛ حيث تعالج بالمناقشة الصريحة، وبرُوح التعاون والمحبة؛ (فهمي، 1979، 356).
أما أهم مظاهر الأسلوب الديمقراطي، فاعترافُ الوالدين بأن الأطفال أشخاصٌ يختلفون عن بعضهم البعض، وأن كلاًّ منهم ينمو بشكل مستقلٍّ نحو الرشد لحمل المسؤوليات في المستقبل، بالإضافة إلى النظام والانضباط والحزم المقترن باللين؛ حيث يسود النظام والانضباط في المنازل التي تطبِّق هذا الأسلوب؛ حيث يبذل الآباء والأبناء جهودَهم للمحافظة على النظام الذاتي، والتفكير السليم في جميع أعمالهم؛ حيث إن لكلِّ فردٍ في الأسرة حقوقًا وواجبات، يَعْرِفُها ويلتزم بها الجميعُ، ولمنع حدوث خللٍ ما في هذا النظام أو الانضباط؛ يُقِيم الوالدان ضبطًا ثابتًا على أبنائهما، لكن عليهما تبيين أسباب ذلك الضبط أو التقييد، ووضع حدود ثابتة وواضحة فيما يتعلَّق بالأشكال السلوكية المقبولة وغير المقبولة اجتماعيًّا، وفي الوقت نفسِه تشجيع الطفل على القيام بالسلوك الاستقلالي.
وقد أوضحتِ الدراسات الاجتماعية أن الطفل عندما يُحَاط بجو ديمقراطي في المعاملة؛ فإن نتيجة ذلك أن يُصبِح الطفل أكثرَ تحملاً للمسؤولية في المستقبل، وأكثر تحسسًا للمبادئ، وأكثر قدرةً على الضبط الذاتي، بالإضافة إلى الشعور بالأمن، والثقة بالنفس، والاندماج مع الآخرين، والتفاعل معهم.
أسلوب الدفء والتقبل Warmth and acceptance style:
ويَعنِي هذا الأسلوب مدى تقبُّل الوالدين لطفلِهما، ومدى تحقيقِ الدفء الأسري والعاطفي، كما أنه يشتمل على المشاركة الوجدانية، وقضاء وقت طويل في اللعب مع الطفل، واستخدام التشجيع، ويساهم ذلك في تحقيق توحد الطفل بالوالدين، واتخاذه لهما نماذج يحاكيها في حياته، ويظهر ذلك في تبني معتقدات الوالدين واتجاهاتهما، فضلاً عن أنماطهما الدافعية وسلوكهما الاجتماعي.
كما أنه يتمثَّل في شعور الابن بأن الوالد "الأب والأم" يَلتفت إلى محاسِنه، ويتفهم مشكلاته وهمومه، ويستمتع بالكلام والعمل معه، ويفكر في عملِ ما يسرُّه من أشياء، ويعطيه نصيبًا كبيرًا من الرعاية والاهتمام، ويشعر بالفخر بما يعمله، ويشعر بالراحة عندما يتحدث عن همومه.
- التنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالدية (1)
- التنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالدية (2)
- من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. الحماية الزائدة
- أسلوب التذبذب في المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال
- أسلوب التسلط في المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال
- الأسلوب الأدبي والأسلوب العلمي(مقالة - حضارة الكلمة)
- المجنون الحر (قصة 1)(مقالة - حضارة الكلمة)
- تركيا: جمعية "الفكر الحر" تؤيد الأسرى الفلسطينيين(مقالة - المسلمون في العالم)
- إرهاصات الشعر الحر عند علي أحمد باكثير - دراسة فنية(مقالة - حضارة الكلمة)
- شدة الحر واستقبال رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
- دلالة الحر(محاضرة - مكتبة الألوكة)
- وقفات مع شدة الحر(مقالة - آفاق الشريعة)
- حرية الحر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
- الشعر الحر(مقالة - حضارة الكلمة)
- أساليب الشيخ علي الطنطاوي - دراسة تحليلية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/53117/#ixzz2QzYuVpRm
ساحة النقاش