طفلك الوحيد له حقوق..لكن دون مبالغة
ريم رأفت 52
أناني, ضعيف, مدلل, متسلط و كثير الاعتماد علي الآخرين.. تلك صفات الطفل الوحيد كما يراها المتخصصون, ولأنه محط الاهتمام والرعاية الكاملة والمبالغ فيها أحيانا من الأب والأم ينشأ خائفا ويعاني من اضطرابات نفسية <="" div="" border="0"> مثل الانفصال عن والدته في بداية الدراسة. هذا الخطأ يقع فيه الآباء عندما يجعلون من طفلهم مثاليا ومتميزا كما يصفه د.هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر فحتي لا يبتعد عن حضنهم, يعطوه كل ما يطلب حتي يصبح الآمر الناهي ويستأثربكل شيء وكأنه ليس هناك إلا هو, فيكبر ويصبح شخصا ضعيفا تعود علي عدم المشاركة فاقدا للفاعلية, و هذا ضد طبيعة الانسان الذي يعيش في مجتمع يعتمد علي المشاركة الإيجابية والفعالة, ولأنه دائما المتوج تظل طلباته مجابة حتي بعد أن يصل والداه إلي منتصف العمر ويريدون التركيز علي حياتهم الشخصية, فيطالبهم بأن يظلا مجندين له, ثم يبدأ بعد الزواج في مطالبة زوجته أن تقوم بنفس دور الأبوين, ومن هنا تبدأ المشاكل لأنه لا يحب المنافسة, لذلك فهو يصطدم بالآخرين عند الاحتكاك ويرفض الدخول في أي منافسة مع أقرانه, بل ويفضل الاستحواذ علي كل شيء, ويملأه الشعور بالعظمة وحب الذات أو النرجسية. لذلك فمسئولية الآباء أن يتعلموا أن أساس تربية الطفل الوحيد هي الاعتماد علي النفس و ليس التدليل الزائد, لأنهم من وجهة نظر د.ابراهيم عيد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس يلعبون الدور الأساسي في تطوره ونضجه, وهذا لا يتنافي مع إعطائه حاجته العاطفية من الحب و الحنان. ويؤكد علي ضرورة مراعاة عدة إعتبارات أهمها إشراكه في تجمعات الأطفال مثل الأندية الرياضية, ومحاولة دمجه مع الآخرين ليتجاوز العزلة والوحدة, مع إقناعه أن الصديق بمثابة الأخ, وكذلك تعليمه كيف ينجز أعماله بنفسه حتي إذا استغرق هذا الأمر وقتا أطول( علي سبيل المثال: يربط حذاءه أو يطعم نفسه) ليتعود الاعتماد علي النفس و ينسي الإتكالية.. ولأم الطفل الوحيد يقول: لا تعطي إبنك كل ما يريد كي لا يعتقد أنه يستطيع الحصول علي كل شيء مهما كان الثمن ثم يصطدم بالحياة التي لا تعطينا كل ما نريد, وعليك ألا تجعليه يحظي بالاهتمام الكامل طوال الوقت, مع توجيهه لكيفية قضاء أوقات فراغه بعيدا عنك بما يتناسب مع عمره, وعدم المبالغة في حمايته لأن العكس يؤدي إلي عرقلته عن تطوير مهارات صحية في علاقاته مع الآخرين.
و من جهة أخري أجريت دراسة بمعهد الأبحاث الاجتماعية و الاقتصادية في أمريكا حول سؤال: هل الطفل الوحيد أكثر سعادة ممن لديه أخوة؟ولكن الطفل الوحيد ليس مشكلة علي طول الخط بمعني أن هناك مميزات أيضا للطفل الوحيد فهو لا يتعرض لمشكلة التنافس بين الأخوة التي عادة ما تؤثر علي تكوين الطفل العاطفي, وأشارت النتائج إلي أن نصف الأطفال أكدوا معاناتهم من تربص اخوتهم, كما عبر بعضهم عن ضيقهم من إطلاق اخوتهم عليهم صفات مزعجة, هذا بالإضافة الي ان الطفل الوحيد ليس مضطرا للتنافس مع اخوته بهدف لفت انتباه والديه و ليس بحاجة لمشاركة غرفته وأغراضه مع أحد, ومن ثم فان الشعوربالسعادة يقل كلما زاد عدد الأخوة لأن كثرة الأبناء تجعلهم لا يشعرون بأي إشباع مهما قدم الآباء من رعاية واهتمام, بل ينتابهم شعور بالإهمال الدائم
نشرت فى 4 فبراير 2013
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,799,721
ساحة النقاش