صداقة الأزواج.. حماية لهم في الكبر
مني الشرقاوي 1569
سؤال إلي كل الازواج: هل هناكأمور مشتركة تحرص دائما علي أن تمارسها مع زوجتك حتي ولو كانت بسيطة؟ والأهم من هذا: هل حاولت أن تبني علاقة صداقة بينك وبينها ترتكزان عليها عندما يخف لهيب الحبفي الكبر ويستقل كل من الأبناء بحياته الخاصة؟.
يقولد. أحمد يحيي عبد الحميدأستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس أن العلاقه بين الأزواج بعد زواج الأبناء غالبا ما يعتريها نوع من أنواع الفتور, خاصة أن كلا منهما يشعر أنه قد أدي رسالته فتتحول المشاعر منالعلاقة الشخصية إلي العلاقات العامة, فنجد الزوجه تهتمبأولادها وأحفادها ومشاكلهم وتقلل كثيرا من الاهتمام بالزوج مما يشعره بأنه( كم مهمل) أدي وظيفته وواجبه ولم يعد له دور آخر, وكثيرا مانجد ترجمة لذلك فيما يعرف بالهروب من المنزل إلي المقاهي والأصدقاء, فبعد أن كان يهرب من مشاكل أبنائه أصبح الآن يهرب من إهمال زوجته. ولكن من الصعب تعميم ذلك علي كل الأسر, فهناك علاقات زوجيه تزداد إلتصاقا واهتماما لأن كلا منهما يشعر أنه لاسبيل ولا وسيله إلا الاهتمام بالأخر ويحرصا علي إرضاء بعضهما دون مشاكل.
ويؤكد د. أحمد يحيي علي أننا في المجتمع المصري- بكل أسف- لانعرف كيف نستمتع بهذه السن وهذه المرحله التي تعد من أجمل مراحل العمر, فقليلا مانجد الأزواج في هذه المرحلة يحاولون الترفيه أو السفرأو حتي الخروج وتكون النتيجه الشعور بالإهمال وقد يسعي الزوج إلي امرأه أخري محاولا إستعادة صباه وشبابه, وهو مايطلق عليه المراهقه المتأخرة.
ويشير أستاذ علم الاجتماع إلي أنه علي المرأه أن تحرص علي إيجاد حالة من التوازن بين مسئولياتها تجاه زوجها وأبنائها, علي أن تشعر الزوج دائما بأن مكانته وأهميته مازالت قائمة وأنه هو السند, وعلي الزوج ألا يشعر الزوجه أنها أدت مهمتها ولم يعد لها أهميه في حياته.
وقد أثبتتبعض الدراسات أن عدم وجودعلاقة صداقة بين الزوج وزوجتهتحولالعلاقة بينهمافي الكبر بعد زواج الأبناء إليإنتقام لاشعوري خاصة بالنسبة للزوجة, لأنالزوج الذي كان في يوم من الأيام شابا قويا ومسيطرا من كل النواحي إلي الحد الذي كانت تشعر معه أحيانا بالسخطقد أصبح ضعيفافتستقوي عليه وتبدأ في إذاقته بعضا من العذاب الذي ذاقته علي يديه, خاصة وأن الواقع يؤكد أنالزوجلا يهتم بتدليل زوجته ومنحها بعض الاهتمام والعناية لأن الحياة الزوجية بالنسبة للبعض تنحصر في الأولاد والتفكير في احتياجاتهم ومستقبلهم دون أن يكلف نفسه عناء التفكير في احتياجاتالزوجة التي تتحمل الكثير دون أن يكون لها حق.
فالرجل الشرقي لا يهتم بدراسة نفسية المرأةوالأسلوب الأمثل للتعامل معها,كما لا يدرك علي سبيل المثال أنه يصعب علي المرأة التعبير عن مشاعرها الغاضبة أو المحبطة تجاهه وتتحرج من مطالبته بالاهتمام بها والتعبير عن حبه لها,والنتيجة أنه بمرور السنوات تتجمد مشاعرها تجاههوعندما يصلان إلي مرحلة الشيخوخة-التي يزداد فيها احتياج الرجل لمن يرعاه-فإنها تبدأ في إهمال متطلباتهأو إملاء رغباتها عليهوقضاء وقتهابين الأبناء والأصدقاءولم تعد تهتمبما يغضبه أو يفرحه أوأن يكون معهاأو مع غيرها,لقد بخل عليها بالمشاعر الرقيقة في شبابهافماذا ينتظر منهاالآن وخاصةأن المرأة كتلة من المشاعر ويستطيع الرجل أن يكسبها إذا منحها الدفء والحب والمشاعر الجميلة دون مبالغة أو تقصير. فالرجل قد يتخيل أن المرأة بعد الزواج تتحول إلي أم آلية لا تهتم إلا بالأبناء والمنزل,وهو مخطئ, لأنه إذا منحها ما تحتاج إليه من مشاعر فسوف تغدق عليه هي الأخري كل ما يتمناه كرجل.ويؤكد د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذعلم النفس كليه الآداببجامعة عين شمس أن الرجل الشرقي به عيوب كما في المرأة,لكن المشكلة هي أن الرجل يتعامل مع المرأة وكأنها شيء مضمون فهي لن تتركه وترحل,ولهذا فهو لا يهتم بإبداء مشاعر الحب والاهتمام بها بدعوي هي هتروح فين؟, وهو شعور يدعمه الإحساس بالامتلاك,ولهذا فالرجل لا يعبأ بتدليل زوجته بعد الزواج علي أساس أنه مهما حدث فإنه من المستبعد أن تطلب الطلاق لأن المجتمع ينظر إليها دائما عليأنهاالسبب في الطلاق,ليس هذا فقطبل إن معظم الأزواج يعتقدون أن إظهار الحب للزوجة فيه تقليل من كرامتهم أو أنه يعطي الزوجة الإحساس بالتفوق عليه.وإلي جانب كل هذا فإن معظم الأزواج يفتقدون وجود هوايات واهتمامات مشتركة بينهما, بالاضافه إليأن الرجل لا يدرك أن المرأة كالجمل لاتنسي الذكريات المؤلمة ولا الإساءة, وأنه عندما تواتيها الفرصة قد تنتقم ولو كان بكلمة, ولهذا فإننا نجد زوجات كثيرات تخطين سن الستين يهملن رعاية أزواجهن أو يقضين وقتهن بعد زواج الأبناء في أمور تشغل أوقاتهن كالخدمات الاجتماعية أو الأنشطة النسائية أو رعاية الأحفاددون الاهتمام بوجود الزوج أو متطلباته, ولهؤلاء الازواجتقول:لا تلوموا إلا أنفسكم,فمن زرع حصد.
ساحة النقاش