تايم:3 أسباب وراء انتصار فلسطين فى الأمم المتحدة
تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية عن أسباب الانتصار الكبير الذى حققه الفلسطينيون فى الأمم المتحدة أمس، وقالت المجلة إنه بعد أسبوع من اختبار الفلسطينيين المهم لقوة إسرائيل على أرض المعركة في قطاع غزة، نجح السياسيون الذين يحكمون الضفة الغربية فى تحقيق فوز دبلوماسي كبير فى الامم المتحدة، حيث صوتت الجمعية العامة للمنظمة الدولية بـ 138 صوتاً على منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو مقابل معارضة 9 وامتناع 41 دولة عن التصويت.
ورأت المجلة أن هناك عدة عوامل ساعدت على تحقيق هذا الانتصار الكبير للفلسطينيين، على رأسها حرب غزة الأخيرة وتبعاتها، ثم توحد الفلسطينيين سواء حركة فتح ممثلة فى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، او حركة حماس التى تحكم غزة وراء هذا الهدف، والاهم هو احتشاد الاوروبيين لدعم قرار الجمعية العامة للامم المتحدة، باعتبار أن ذلك دعما للرئيس "عباس" الذى يعتبرونه معتدلا، حيث إن عدم دعمه يعنى بروز الاطراف الاخرى المتشددة تجاه إسرائيل وعلى رأسها حماس.
وقالت المجلة إن وضع "دولة مراقب غير عضو"، يضع فلسطين على نفس المستوى من الاعتراف الدبلوماسي، كما هو الحال بالنسبة بلدولة الفاتيكان، التى هى من الناحية الفنية كيان سيادي لديه سفراء فى الخارج، وهناك العديد من الدول التى سفراء فى الفاتيكان، وأكدت المجلة أن الدول الأوروبية حصلت على تعهدات واضحة من الرئيس "عباس" بعدم استغلال وضع فلسطين الجديد فى مقاضاة اسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب واحتلال الارضى وبناء المستوطنات على الاراضى الفلسطينية، فقد اكد "عباس" في خطابه أمام الامم المتحدة في سبتمبر الماضي، أن المشكلة الأساسية ليست فى المستوطنات بل فى السلوك الفردى العنيف لبعض المستوطنين الذين يهاجمون جيرانهم الفلسطينيين وتخريب الممتلكات والمساجد، كما انه أكد أكثر من مرة انه لن يتستخدم القوة ضد المستوطنين.
وأشارت المجلة إلى أن نجاح حركة حماس فى اقناع الرأى العام الفلسطينى بأن القتال هو السبيل الوحيد لانهاء الاحتلال، كان عاملا رئيسيا فى تخوف امريكا التى اقنعت اسرائيل بوقف اطلاق النار فى غزة، وعدم التهديد بمعاقبة الرئيس "عباس" اذا توجه الى الامم المتحدة لعرض مطلبه كما كان يردد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، وعلى الجانب الاخر تضع العديد من الدول التى ايدت القرار وخاصة الأوروبية، آمالا كبيرة على استئناف مفاوضات السلام المتوقفة من فترة.
فالعديد من الدول الأوروبية التي كان يأمل "نتنياهو" أن تصوت ضد المسعى الفلسطيني مثل فرنسا، اصطفت إلى جانب عباس، كما أن العديد منها قد امتنع عن التصويت مثل بريطانيا بعد أن طلبت ضمانات بعدم توجه الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية وباستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وقد تعهد عباس بالفعل بتنفيذ الأخيرة.
وشددت المجلة على أن الإجماع الفلسطيني، بما فى ذلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على هذا المسعى رغم خيبة الأمل في الرئيس الفلسطيني لإضاعته عاما في محاولة الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة عام 2011 ولعدم زيارته غزة خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، حسب دبلوماسيين، ساعد فى تقوية الموقف الفسطينى.
ويرى خبراء في القانون الدولي أن فلسطين التي ستكون مسلحة بالدعم الدبلوماسي الكبير (نحو 150 دولة) ستتمكن من رفع قضايا ضد إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية وقطاع غزة منذ 1967.
وشارت المجلة إلى أن المستوطنات القائمة على الأراضي الفلسطينية ستمنح فلسطين قضية جاهزة لجر إسرائيل أمام المحاكم الدولية، أو تهديدها بذلك، ولا سيما أن القوة الحقيقية في هذا الصراع تكمن في التهديد.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - تايم:3 أسباب وراء انتصار فلسطين فى الأمم المتحدة
ساحة النقاش