مي زكريا نيل 1057
إنضباط سلوكيات الطفل يحفظ له كبرياءه خلال مراحل حياته المستقبلية, ويعلمه الجدية والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة فيما ينجزه من أعمال, وينمي لديه الثقة بالنفس وتقدير الذات.. فكيف نعلم الطفل الانضباط بحيث يصبح أسلوبا لحياته وجزءا لايتجزا من شخصيته؟
تجيب د. تهاني منيب أستاذة تربية الطفل بجامعة عين شمس مؤكدة ضرورة بدء تعليم الطفل النظام والإنضباط مبكرا عندما يبدأ إدراكه لقيمة العمل في محيط الأسرة, فيكلف بمهام صغيرة مثل جمع ألعابه بعد الانتهاء من اللعب ووضعها في مكانها, أو وضع حقيبة وحذاء المدرسة في أماكنهما المعتادة, ليتعلم معني إنجاز الأعمال في وقت محدد, مع ضرورة تفسير سبب تكليفه بهذه المهمات مثل العثور عليها بسرعة وسهولة حينما يحتاجها. وبالتدريج يصبح النظام هو أسلوبه في الحياة, فلا يواجه صعوبة في الفترات المقبلة من حياته, فيعرف كيفية تنظيم مواعيد الاستذكار وجدولتها ليكون مستعدا عند حلول موعد الإمتحانات, فالنظام كما تشير د. منيب يحمي الطفل من الإحباط وينمي لديه الشعور بالمسؤلية.
ولتأصيل النظام في شخصية الطفل لابد من الصبر عليه وعدم التذمر والشكوي منه إذا لم يحسن أداء العمل, ولكن لابد أيضا من الحزم والإصرار والمتابعة اليومية لسلوكه, و مدحه كلما أقدم علي أداء مهامه من تلقاء نفسه يفيد في تشجيعه علي تكرار العمل الجيد, كذلك يجب أن تكون الأم قدوة للطفل فتهتم بوضع الأشياء في أماكنها وتحرص علي ترتيب المنزل ولاتنسي إغلاق النور في الحجرات الخالية أو إغلاق الـ لاب توب بعد الانتهاء من استعماله.. وهكذا يشب الطفل في بيئة تهتم بالنظام والانضباط في كل شئ فينضج مبكرا ويكون عنوانا ونموذجا للشخصية المنظمة الناجحة.
ساحة النقاش