أسماك قرش تتعلم مهارات اجتماعية بملاحظة سلوك اقرانها
تعليقات: 0 شارك بتعليقك
نشر فى : الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 - 2:10 م
آخر تحديث : الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 - 2:10 م
دراسة تكشف تعلم أسماك القرش لكيفية التصرف من خلال مراقبة أقرانها مات باردو مراسل بي بي سي
أكد علماء الأحياء أن أسماك قرش من فصيلة "الليمون" تتمتع بخاصية تعلم مهارت سلوكية اجتماعية عن طريق التواصل مع اقرانها.
واستطاع فريق من العلماء اجراء مقارنة لاداء اسماك القرش الصغيرة عديمة الخبرة حال اتصالها بأقران لها خضعت للتدريب وأخرى لم تخضع للتدريب.
وأظهرت نتائج الدراسة أن سلوك أسماك القرش من هذا النوع مع اقرانها المدربة عززت مهارات سلوكية اتسمت بالسرعة والنجاح.
وتعد هذه الدراسة الأولى التي تتناول مجال تعلم السلوك الاجتماعي في بيئة الأسماك الغضروفية.
وقال تريستان جوتريدج، مدير محطة "بيميني" لعلوم الاحياء والمشرف على الدراسة ، التي نشرتها دورية (جورنال اوف انيمال كوجنيشن): "أعتقد ان نتائج الدراسة رائعة."
وأضاف أن النتائج تشير "إلى أن أسماك قرش الليمون الصغيرة بامكانها تعلم سلوكيات اجتماعية حال تواصلها مع بعضها."
اطلاق الدراسة
جاءت نتائج الدراسة بناء على تجارب اعتمدت على ملاحظة اداء اسماك القرش الصغيرة في حظيرة مائية للاسماك .
وضع العلماء في الحظيرة المائية "مؤشر منطقة" يعمل كنقطة بداية، في حين وضعوا في ركن اخر "مؤشر هدف" يحتوي على علامتين باللونين الأسود والأبيض ، يقتصر على العلماء وحدهم التعامل معها بتغطيتها او كشفها.
وعندما تسبح أسماك القرش إلى مؤشر المنطقة، يبرز مؤشر الهدف، وعند السباحة إلى منطقة الهدف والاصطدام بالعلامتين، تحصل الأسماك على قطعة من اسماك (الباراكودا) التي تلقى داخل الحظيرة المائية.
ويجري العلماء التجربة باخضاع مجموعة من اسماك القرش "المدربة" لاداء هذه المهمة السلوكية ست مرات كل دقيقة، في حين تترك مجموعة اخرى يطلق عليها "المجموعة الزائفة" دون اخضاعها لتدريب.
بعد ذلك تحدث مزاوجة بين اعضاء المجموعتين ثم تترك داخل الحظيرة مع مراقبة وتصوير التغيير الذي يطرأ على سلوك الأسماك.
وقال جوتريدج "يُظهر التصوير أسماك القرش التي تمثل المجموعة المدربة وقدر ما تكنه من اهتمام بشأن المناطق الخاصة والتحرك بين هذه النقاط."
وأضاف "من الواضح جليا أن هذه الأسماك تتعلم سلوكيات اجتماعية من اقرانها، كما أن السلوك المكتسب لدى المجموعة المدربة يحفز الاهتمام لدى المجموعة الاخرى (غير المدربة)."
وعمدت الدراسة بعد ذلك إلى عزل تلك الاسماك التي كانت لاحظت سلوك المجموعة المدربة لتحديد سلوكها بمفردها.
وتوصلت الدراسة إلى أن الاسماك الصغيرة التي رافقت "أسماك القرش المدربة" أكملت عددا اكبر من التجارب بصورة أسرع من اقرانها من قرينتها غير المدربة.
نوبة تغذية
كان جوتدريدج قد فكر في البداية باجراء تجربته أثناء مراقبة سلوك اسماك قرش الليمون القريبة من محطة بحثه.
وقال "إذا لاحظتم اداء احد الاسماك لهذه الاشكال الدائرية المحكمة إلى جانب سلوكيات الرامية البحث عن الطعام، ستلاحظون أن اسماكا اخرى ستبدأ في القيام بنفس السلوكيات."
وتشير نتائج الدراسة، التي أجريت على اسماك قرش الليمون، إلى أن أنواع أخرى من الأسماك الغضروفية قد تشترك في أداء نفس السلوك محل الدراسة.
واضاف جوتدريدج قائلا "ان هذه الأسماك تنجذب إلى سلوك الأسماك الاخرى، لذا فان اسماك قرش الليمون أفضل الأنواع لاجراء الدراسة."
ويعتقد جوتدريدج ان نفس النتائج يمكن تطبيقها على أسماك القرش، مضيفا انها "تهاجر مسافات طويلة وربما تواجه ظروفا اجتماعية خلال هذا النشاط"، في إشارة لسلوك االدلافين التي تتعلم مسارات هجرتها.
ويأمل عالم الاحياء أن تثمر دراسته عن تحسين المفاهيم بشأن طرق تعلم هذا النوع من أسماك القرش للسلوكيات اجتماعية التي تكتسبها بالتواصل مع بعضها بعضا.
ساحة النقاش