كتبت:سهير عبد الوهاب 154
لم يغفل القرآن الكريم أمرا من أمور المسلمين إلا ناقشها, ومن بين هذه الأمور قضية التبني, نظرا لما يترتب عليه من مشاكل مثل اختلاط الأنساب والميراث وغيرهما, قال الله تعالي: أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله..( صدق الله العظيم). <="" div="" border="0">
وقد نزلت هذه الآية الكريمة عقب زواج الرسول( ص) من زينب بنت جحش.
وزينب بنت جحش هي بنت عمة الرسول عليه الصلاة والسلام, وهاجرت زينب إلي المدينة وكانت جميلة, فخطبها رسول الله(ص) إلي زيد بن حارثة فقالت: يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قريش( من شرفاء قريش) فقال رسول الله(ص): فإني قد رضيته لك.. وأيضا رفضه أخوها عبد الرحمن بن جحش لنفس السبب فنزلت الآيه الكريمة وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة..( الأحزاب36), ولذلك رضيت هي وأخوها عن الزواج من زيد بن حارثة, الذي كان عبدا لدي رسول الله وتبناه, ولكن زينب تعالت علي زيد وأساءت معاملته فذهب إلي رسول الله(ص) ليشكو زينب ويستأذنه في طلاقها, فكان رد رسول الله( ص): أمسك عليك زوجك, وكرر زيد بن حارثة الطلب أكثر من مرة وبعد ذلك طلقها, وبعد انقضاء عدتها بعث الرسول(ص) لخطبتها فقالت: ما كنت لأحدث شيئا حتي أؤامر ربي- عز وجل- فقامت إلي مسجد لها, فانزل الله ـ عز وجل ـ هذه الآية:.. فلما قضي زيد منها وطرا زوجناكها..( الأحزاب37) فتزوجها رسول الله( ص) وبعد زواج الرسول منها تكلم المنافقون علي هذا الزواج فقالوا: حرم محمد نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه, فأنزل الله ـ عز وجل ـ ما كان محمد أبا احد من رجالكم( الأحزاب40) وقوله تعالي:ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله..( الأحزاب5), ومنذ ذلك اليوم تغير اسم زيد من زيد بن محمد إلي زيد ابن حارثة.
كانت زينب بنت جحش صوامة قوامة, تغزل بيدها وتبيع ماتغزله وتتصدق بثمنه علي المساكين, وكانت تفخر علي نساء النبي فتقول لرسول الله( ص) أنا أعظم نسائك عليك حقا, أنا خيرهن منكحا وأكرمهن سترا وأقربهن رحما, ثم تقول: زوجنيك الرحمن فوق عرشه وكان جبريل عليه السلام السفير بذلك, وأنا بنت عمتك, وليس لك من نسائك قريبة غيري.
كانت زينب أول من توفي من نساء الرسول(ص) بعده, وقالت عائشة عند سماعها خبر وفاتها: يرحم الله زينب بنت جحش, لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها نبيه في الدنيا ونطق بها القرآن, وأن رسول الله(ص) قال لنا ونحن حوله: أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا وبشرها رسول الله(ص) بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة.
ساحة النقاش