سهير عبد الوهاب 93
فاطمة الزهراء.. قرة عين أبيها رسولنا الكريم, وتعلقها بأبيها وتعلقه بها مثالا لما يجب أن تكون عليه الأجيال في ارتباط الأبناء بآبائهم, والآباء بأبنائهم وهو ما ينبغي أن يكون عليه حال الأسر المصرية وحال المسلمين. <="" div="" border="0">
ففاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد( ص) كانت أشبه الناس بأبيها, وهي سيدة نساء العالمين ولدت قبل النبوة بخمس سنين أثناء بناء الكعبة, واستبشر رسول الله( ص) بمولدها, وتوسم فيها البركة واليمن فسماها فاطمة ولقبها بالزهراء, وكانت تكني بأم أبيها, ومن صفاتها حسن الخلق والعفة وحب الخير وكان الرسول( ص) مثلها الأعلي, وبعد وفاة والدتها السيدة خديجة رضي الله عنها وزواج الرسول بالسيدة عائشة تقدم كبار الصحابة لخطبتها, فتقدم لخطبتها أبو بكر الصديق ثم عمر ابن الخطاب, لكن الرسول الكريم اعتذر لهما برفق بالغ وأدب جم, وأشار عمر علي علي بن أبي طالب أن يتقدم لخطبتها ووافق الرسول علي صداق أربعمائة وسبعون درهما, وبعد الزواج رزقهما الله بالحسن والحسين ومحسن(الذي مات صغيرا) وأم كلثوم وزينب, وقد تزوجت أم كلثوم من عمر بن الخطاب, أما زينب فتزوجت من عبد الله بن جعفر. وقد بلغ حب الرسول لابنته فاطمة أنه كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ليصلي ركعتين ثم يذهب إلي فاطمة وبعد ذلك يذهب لزوجاته, حتي أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله( صلي الله عليه وسلم) من فاطمة, وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها, وكذلك كانت هي تصنع به, وقد عبر رسول الله( ص) عن حبه لابنته حينما استؤذن في زواج علي بأخري فرفض أن يأذن له وقال علي المنبر:( أن فاطمة بضع مني فمن أغضبها فقد أغضبني). وقد توفيت فاطمة رضي الله عنها بعد النبي( ص) بسته أشهر, فكانت أول من لحق به من أهله.
ساحة النقاش