دراسة: التدخين السلبى لمدة ٣٠ دقيقة قد يتلف الشرايين
ألقت دراسة أميركية حديثة الضوء على ضرر جديد يضاف إلى مضار التدخين السلبي على صحة الإنسان؛ إذ كشفت أن التدخين السلبي أو تعرض غير المدخنين لكميات قليلة من دخان السجائر لمدة ٣٠ دقيقة يومياً قد يؤدى الى تلف ملحوظ فى بطانة الأوعية الدموية والشرايين.
وبحسب الدراسة، الصادرة عن الكلية الأمريكية لأمراض القلب والمنشورة على الموقع الإلكترونى لدورية "the Journal of the American College of Cardiology" الأمريكية منتصف مايو الماضي، فإن خطورة التدخين السلبي اليومي على الصحة العامة للإنسان تكمن فى تعجيل إضعاف وظائف الأوعية الدموية والإصابة بتصلب الشرايين، ورفع فرص الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعدما استخدموا آلة لإنتاج دخان السجائر بتركيزات محددة، وقاموا بقياس تأثيرها على ٣٣ شخصا من غير المدخنين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 عاما، ولاحظوا كذلك أن التعرض لكميات قليلة من دخان السجائر لأوقات قصيرة وعلى فترات متقطعة له ضرر أكبر على الصحة من التعرض لدخان السجائر لفترة واحدة طويلة.
ويعرف د. مدحت خليل، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والتغذية العلاجية في كلية الطب في جامعة القاهرة، التدخين السلبي أو غير المباشر أو اللا إرادي بأنه تعرض الشخص غير المدخن لمزيج الدخان الناتج عن احتراق التبغ في سيجارة المدخن، بالإضافة إلى الدخان الخارج من زفير المدخن.
ويوضح خليل أن التدخين يتسبب في الكثير من المشكلات الصحية للآخرين، فالمدخن يستنشق نحو 15 في المئة من دخان السيجارة، بينما ينفث نحو 85 في المئة من طرفها المحترق إلى الهواء ليستنشقه الآخرون. ويضيف أنالأطفال هم أكثر الفئات حساسية للأضرار الصحية الناجمة عن العيش في بيئات ملوثة بدخان التبغ. كما أن نسبة كبيرة من الأطفال معرضة لمخاطر التدخين السلبي خلال مراحل النمو المختلفة، بدءاً من نقص الوزن عند الولادة ومشكلات الجهاز التنفسي والالتهابات المتكررة في الأذن الوسطى، وانتهاء بالصعوبات السلوكية واضطرابات النمو.
قانون معطل!
وللحفاظ على صحة غير المدخنين من أخطار التدخين السلبي، صدر القانون 154 لعام 2007م حول التدخين في الأماكن المغلقة العامة، أي المنشآت الصحية و الأندية ومراكز الشباب و المنشآت التعليمية والمباني الحكومية ووسائل المواصلات العامة. ونص القانون على فرض غرامة تصل إلى 100 جنيه على المدخن المخالف و20 ألف جنيه على المسؤول عن المنشأة.
وهذا القانون يطبق فى أماكن العمل والمؤسسات الحكومية، لكنه معطل فى كثير من الورش و المصانع الصغيرة بحسب رامى حسين (20 عاما) الذي يعمل فى ورشة ميكانيك. ويضيف أن رئيسه فى الورشة "لا يعرف شيئا عن مثل هذه القوانين ويدخن السجائر فى أي وقت وكيفما يشاء، لأن الورشة لا تخصص مكانا للتدخين كما تفعل الشركات والمؤسسسات الحكومية".
ليس أصحاب المهن وحدهم من يعاني أخطار التدخين السلبي، بل كذلك الكثير من الأطفال والأمهات داخل المنازل. سميرة إبراهيم ربة منزل تقول إن زوجها وابنها الأكبر يدخنان السجائر داخل البيت، وتتعرض هى وباقى أطفالها الصغار لأذى الدخان، لكنها "مجبرة على الجلوس معهم وهم لا يعترفون بأضرار التدخين السلبي".
تامر إبراهيم طالب فى الثانوية العامة يؤكد أن والده يدخن داخل المنزل وسط إخوته ووالدته، "لأنه ربما لا يعرف الأضرار التى قد تلحق بالعائلة نتيجة التدخين السلبي". ويضيف أن تدخين والده السجائر دفعه إلى التدخين، "لان السجائر متوفرة في المنزل وهذا ما دفعني إلى التجربة ومن ثم الاحتراف".
170 وفاة سنويا
أكد تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية لمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين فى 31 مايو الماضي أن تعاطي التبغ يقتل نحو 6 ملايين شخص سنوياً فى العالم، منهم 600 ألف ممن يتعرّضون للتدخين السلبي. وإذا استمر هذا الاتجاه على حاله، فإن تعاطي التبغ سيقتل نحو 8 ملايين شخص سنوياً حتى سنة 2030، منهم أكثر من 80% من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل التي يدخل في نطاقها أغلب بلدان إقليم شرق المتوسط، وفق التقرير.
وقال الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إنه من الممكن الوقاية من حالات الوفيات والأمراض التي يسببها تعاطي التبغ والتعرّض لدخانه. فالدلائل الإرشادية حول تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ هي المنطلق، وهي تتضمن مجموعة من التوصيات المحددة بوضوح للتصدّي لتدخلات شركات صناعة التبغ في سياسات الصحة العمومية.
حثت منظمة الصحة العالمية البلدان في شتي بقاع شرق المتوسط علي إقرار وتنفيذ قوانين وتدابير مكافحة التبغ بصرامة من أجل مقاومة التدخل الذي تقوم به شركات صناعة التبغ، إذ تواصل هذه الشركات مساعيها للتصدي لمبادرات وأنشطة مكافحة التبغ والتقليل من تأثيراتها.
ومن هذه التوصيات بحسب علوان إقرار وتنفيذ قوانين وتدابير مكافحة التبغ بصرامة من أجل مقاومة التدخل الذي تقوم به شركات صناعة التبغ، وإصدار القوانين وإقرار التدابير الملائمة من أجل حظر الإعلان عن منتجات التبغ، وزيادة الضرائب علي منتجاته، ووضع التحذيرات الصحية المصورة علي علب السجائر، وحظر التدخين في الأماكن العامة.
ويقتل تعاطي التبغ ما يقرب من 6 ملايين شخص سنويا بينهم 600 ألف ممن يتعرضون للتدخين السلبي، وإذا استمر هذا الاتجاه علي ما هو عليه الآن، فإن تعاطي التبغ سيقتل ما يقرب من 8 ملايين شخص كل عام خلال الفترة القادمة حتي عام 2030 منهم أكثر من 80% من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل التي يدخل في نطاقها أغلب بلدان إقليم شرق المتوسط.
وفى مصر، كشف بحث أجرته المنظمة بالتعاون مع وزارة الصحة أواخر إبريل الماضي أن عدد الوفيات الناجمة عن التدخين تقدر بنحو 170 ألفاً سنويا، وأن مصر تنفق نحو 3.4 مليارات جنيه سنويا على علاج أمراض متعلقة باستهلاك التبغ.
وأشار البحث إلى أن التدخين يعتبر من الأسباب الرئيسية وراء حدوث قصور وظائف الشرايين الطرفية فيؤدي إلى حدوث قرح الساق وبطء التئام الجروح في القدم والرجل وحدوث غرغرينة القدم.
وأوضح البحث أن زيادة الضرائب على مبيعات السجائر بنسبة تصل إلى 71 % من سعر التجزئة خلال عام من شأنه دفع أكثر من مليون مدخن حالي إلى الإقلاع عن التدخين، ومنع ما يزيد على مليون شاب من الشروع في التدخين . ومن شأنه كذلك منع وقوع نحو 600 ألف حالة وفاة مبكرة بين المدخنين الحاليين والمستقبليين ، إضافة إلى زيادة العائدات الضريبية للسجائر إلى 5.2 مليارات جنيه سنويا.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - دراسة: التدخين السلبى لمدة ٣٠ دقيقة قد يتلف الشرايين
ساحة النقاش