الثورة قضت علي الخرس الزوجي
كتبت-ماجي الحكيم:

158  

منذ ثورة يناير حدث تحول جوهري في اهتمامات الشعب ظهر بوضوح في الأسرة المصرية فالخرس الزوجي الذي تشكو منه أغلب المتزوجات انتهي ليحل محله مناقشات حامية يشترك فيها حتي الأطفال.

فالثورة أصبحت الحاضر الغائب طوال الوقت والحديث عن الشباب والإنتماءات الحزبية والإنجازات والآمال لمرشحي الرئاسة وتوجيهاتهم لا تنتهي ومعظم السيدات اللاتي كن يقسمن اهتماماتهن بين رعاية الأسرة والنجاح في العمل ومتابعة حياتهن الاجتماعية بالاضافة الي العناية بمظهرهن وجمالهن أصبحت السياسة همهن بعدما كانت لا تشغل أي حيز يذكر في حياتهن, ولم تعد المثقفات والناشطات فقط هن المهتمات بمتابعة هذه الأمور وبدأت الأسرة بكل أفرادها تسهر مجتمعة لمتابعة التوك شو السياسي للتعرف علي آراء الخبراء وهذا التغير يراه د. طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس منطقيا فخلال فترة الحكم الشمولي الذي شهدته مصر قبل الثورة, لم يكن هناك أي شكل من أشكال الممارسة السياسة في الجامعات أو النوادي أو النقابات, ولا في أي مكان آخر فانصب اهتمام السيدات علي المسلسلات, بينما أهتم الرجال بمباريات الكرة وتشجيع النوادي الرياضية.. لكن مع اندلاع الثورة بدأوا يقلقون علي مستقبل أبنائهم ومسقبلهم هم أنفسهم فوجدوا أنفسهم يتابعون ويسألون ويقرأون ليتعرفوا علي مصطلحات جديدة عليهم مثل الدستور, الديمقراطية, التوافق الوطني, التحالفات والائتلافات, ومجلس رئاسي.. كما أجبرهم هذا الخوف والأوضاع التي مرت بها مصر علي متابعة الأحداث والتطورات في محاولة لاختيار المرشح الذي سيحقق آمالهم, سواء في انتخابات مجلسي الشعب والشوري أو انتخابات الرئاسة.
ساعد علي ذلك ما قدمته برامج التليفزيون من حوارات سياسية, ولقاءات واختفاء كل الوجوه التي اعتادها المشاهد في السنوات الماضية سواء من ممثلين ورياضيين ومتخصصين في مجالات بعيدة تماما عن السياسة وظهور وجوه أخري مهتمة بالشأن الداخلي والسياسة وتحليل الاحداث بالاضافة الي نواب الشعب ومرشحو الرئاسة, كل ذلك لتهئية البيئة المناسبة للتحول الجديد نحو السياسة.
يضيف د. طارق: هذا التحول الإيجابي لأن السياسة تتعلق بالاقتصاد والصحة والتعليم وسوق العمل وغيرها من الأمور مما يؤدي بالتالي الي الحقوق والواجبات, لقد كنا مغيبين لعقود فاذا أردنا أن ننهض بمصر ونتقدم مثل دول العالم المتحضر, علينا بالاهتمام بالسياسة.. لذا نجد ان الانشغال بالسياسة مؤخرا أصبح حال جميع أفراد الأسرة المصرية دون تفريق.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 116 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,747,622