هل يستمر علاج السكر بالأنسولين مدي الحياة؟
د. محسن خالد
من الأسئلة المألوفة لدي الكثير من مرضي السكر الذين يعالجون بالأنسولين: هل يستمر العلاج بالأنسولين مدي الحياة أم أنه يمكن التوقف عن استعماله واستبداله بالأقراص؟
يوضح الدكتور محسن خالد أستاذ السكر والغدد الصماء بالمعهد القومي للسكر والغدد الصماء، أنه يوجد نوعان رئيسيان من مرض السكر، النوع الأول «أو السكر المعتمد علي الأنسولين» وهو عادة يصيب الأطفال ويحتاج إلي العلاج بالأنسولين مدي الحياة لضبط مستوي السكر في الدم، ولا يمكن الاستغناء عنه، وفي حالة توقف المريض عن استخدام الأنسولين يتعرض لحدوث مضاعفات شديدة مثل غيبوبة السكر، ونطمئن هؤلاء بأنه يوجد الكثير من الوسائل التي تخفف من ألم الوخز بإبر الأنسولين مثل استخدام الأقلام المعدة لذلك، كما أنه تجري العديد من الأبحاث التي من شأنها إيجاد علاج نهائي لمرض السكر في المستقبل القريب كالعلاج الجيني والخلايا الجذعية.. أما النوع الثاني «أو السكر غير معتمد علي الأنسولين» وهو عادة يصيب الكبار ويعالج بالأقراص ولا يحتاج إلي الأنسولين لضبط مستوي السكر في الدم، ولكن في بعض الحالات يضطر الطبيب إلي استخدام الأنسولين في علاج مرض السكر من النوع الثاني لفترة مؤقتة في حالة وجود التهابات شديدة بالجسم أو إجراء المريض لعملية جراحية أو فقدان الأقراص لفاعليتها نتيجة حدوث ارتفاع شديد لمستوي السكر في الدم لفترات طويلة مما يؤدي لحدوث تسمم سكري يؤثر علي قدرة خلايا البنكرياس علي إفراز الأنسولين وفي هذه الحالة يحتاج الطبيب إلي علاج المريض بالأنسولين لفترة قصيرة وحتي يزول التسمم السكري وتتحسن قدرة الخلايا علي إفراز الأنسولين وبعد هذه الفترة القصيرة يمكن الرجوع إلي علاج السكر بالأقراص مرة ثانية، كما أنه في حالة الإصابة بسكر الحمل يكون العلاج بالأنسولين خلال فترة الحمل فقط خوفاً من حدوث تشوهات بالجنين نتيجة استخدام الأقراص ويمكن للعلاج بالأقراص بعد انتهاء فترة الحمل والرضاعة الطبيعية.
يضيف الدكتور محسن خالد أن المتابعة السليمة لمرض السكر تشمل العديد من الفحوصات الطبية منها ما يجب عمله كل شهر مثل قياس مستوي السكر في الدم «صائم وبعد الأكل بساعتين» ومنها ما يتم عمله كل 3 - 6 أشهر مثل قياس نسبة الهيموجلوبين السكري التي تعبر عن مستوي السكر في الدم خلال الـ 6 - 8 أسابيع السابقة للتحليل ومنها ما يتم عمله كل سنة مثل وظائف الكلي وفحص قاع العين وفحص الأوعية الدموية الطرفية، لتجنب حدوث مضاعفات مرض السكر واكتشافها مبكراً في حالة حدوثها مما يسهل من علاجها، وفي النهاية أتمني للجميع دوام الصحة والعافية ولمرضي السكر أن يتمكنوا من التحكم في مستوي السكر في الدم، وتجنب حدوث أي مضاعفات للمرضي من خلال التزامهم بالنظام الغذائي السليم والمحافظة علي وزنهم المثالي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والالتزام بالعلاج الدوائي الذي يقرره الطبيب.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - هل يستمر علاج السكر بالأنسولين مدي الحياة؟
ساحة النقاش