زوجك بخيل.. في 8 خطوات "هيتعالج"
أنا متزوجة منذ 12 عاما من رجل ميسور الحال وعندي منه طفلان , ولكن زوجي مريض بداء البخل الشديد, فهو ينفق علينا ما يجعلنا نعيش بالكاد بما لا يتفق ومستوانا المادي والاجتماعي المرتفع.. فهو يرفض دخول الأبناء مدارس خاصة أو إعطائهم دروس خصوصية أو حتى الاشتراك في أوتوبيس المدرسة الذي يعتبره تبذيرا ترفضه الشرائع والأديان.
بل وصل به الأمر عندما تعرض ابني لحادث وكسر ذراعه أن رفض ذهابه لمستشفي خاص وإنتظر للصباح ليذهب به لمستشفي حكومي..!
ناهيك عن تقتيره الشديد في المصروفات اليومية الذي حول حياتي وحياة أولادي لجحيم لا يطاق.. كيف أتصرف مع هذا الزوج وجميع محاولاتي لحماية أبنائي من بخله باءت معه بالفشل, خاصة وأن الأولاد يكبرون واحتياجاتهم تزداد وهو يرفض الاعتراف بذلك ويصر على عدم زيادة ما خصصه لهم من مصروفات مهما كانت الظروف ؟
طماع وأناني
أكدت الدكتورة فيروز عمر ،الأخصائي النفسي والإجتماعي، أن البخل مرض نفسي وتربوي يعتبر نوعاً من افتقاد الإحساس بالأمن والأمان، ولهذا المرض بواعث عدة أهمها الحرمان في الصغر أوالوارثة من أحد الوالدين أو أن يكون البخيل بالفطرة إنسانا أنانيا يكره العطاء والإنفاق على أهل بيته.
وأوضحت أن البخل مرض ليس له علاج ومن علامات البخيل أنه طماع أناني ، يريد زيادة كل شيء عن حده لصالح نفسه فقط ، لكن إذا كان في موقف عطاء أو منح للآخرين فهو يبخسهم حقهم معتقدا بذلك الظلم أنه إنسان عبقري أو أنه أذكى من الناس المحيطين به .
والبخيل ،كما تصفه د. فيروز ،ليس شحيحا في المال فقط ولكنه شحيح في مشاعره أيضا، وفي إظهار الحب لزوجته وأولاده وكل من حوله، وفي الترفيه عن أسرته أو عن نفسه، بالإضافة أنه لا يحب الخير للآخرين و يحبه لنفسه فقط ، ويحقد على أي شخص يصيبه خير أو نعمة من الله الكريم ، ويعلم من حوله البخل بل و يأمرهم أحيانا به، و يكتم عن الناس وعن زوجته دخله مما يجعله مكروها من عائلته ومن الناس. وللأسف البخيل في نهاية حياته يشعر بندم على بخله وبالوحدة لأن لا أحد يطيق التعامل معه.
وأكدت أن هناك نوعا من البخل استشرى عند بعض الرجال بعد أن خرجت المرأة للعمل وأصبح لها دخلها الثابت، وفي هذه الحالة يمتنع بعض الأزواج عن الإنفاق على الأسرة حتى تضطر زوجته للصرف بدلاً منه. وفي كل الأحوال هذه صورة- مرضية وتخالف أسس الحياة وتقاليد مجتمعنا. . خاصة وأن الدين اختص الرجل بالإنفاق وميزه بذلك عن المرأة حتى لو كان عندها راتب تستطيع أن تنفق منه على نفسها .
خطة للعلاج
من ناحية أخرى أكدت سمر عبده ،مستشارة العلاقات الأسرية ، أن الرجل البخيل هو إنسان واقعي وليس خيالياً لذلك يجب التعامل معه بواقعية شديدة وبالصبر على المدى الطويل حتى يتم تعديل بعض من سلوكه, وليس تحويله بالكلية كما تحلم الزوجة.
ونصحتها أن تعمل على تحويل زوجها من رجل شحيح إلى رجل حريص, مؤكدة أن هناك فرقا شاسعا بين البخيل والحريص علي مستقبله ومستقبل زوجته وأولاده..وذلك من خلال اتباع الآتي:
- لا تتهميه بالبخل مطلقا.. لأنه في هذه الحالة سوف يزداد سوءاً.
- عوديه على العطاء بأن تعطي أولادك ومن حولك من أهل وجيران وأصدقاء بدون مقابل حتى يتعلم منك.
- إمتنعي عن طلباتك أثناء غضبه، وحاولي إضفاء جو من السعادة ولا تقدمي طلبك إلا عندما تشعرين أن عدوى المرح انتقلت إليه.
- في حال رفضه طلبك إياك والنكد حتى لا يصر على عناده، توقفي فقط عن الكلام وبنفس حزينة وبإبتسامة خيبة أمل أخبريه بأنك تعلمين أن ظروفه لا تسمح، وتعلمين جيدا أنه لو كان يملك سوف يعطيك لأنه رجل كريم وشهم كما أخبرك أهلك.
- أشعريه بسعادتك وأولادك عندما يشتري لكم مستلزمات للمنزل.
- أظهري له دوما احتقارك الشديد للمال وأنه يجلب الشقاء لأصحابه إذا اعتقدو أنه غاية وليس وسيلة.
- أوضحي له أن الإسلام دين وسطي وأن كلا من المبذر والبخيل لا يحبه الله.
- ذكريه بأن الله لم يخلق في الأرض كائنا حيا إلا وكتب رزقه، وأن جمع المال والتقتير والتضييق لن يزيدها بل إن الصدقة تنمي المال وتزيده وخير النفقة النفقة على أهل البيت.
واخيرا تنصح عبده الفتاة المقبلة علي الزواج بعدم الإرتباط برجل بخيل لأنه سوف يحول حياتها إلى جحيم ، وموضحة أن الزواج من رجل فقير كريم أفضل مئات المرات من الزواج ببخيل غني.
خذي بالمعروف
ويلفت الشيخ أبراهيم البديوي ،أستاذ التفسير والقرءات بالأزهر الشريف، أن من حقّ الزوجة على زوجها أن ينفق عليها بالمعروف، وإذا امتنع من الإنفاق الواجب مع قدرته فمن حق زوجته أن تأخذ من ماله قدر حاجتها وأولادها بغير علمه، بشرط ألا تأخذ زيادة على الواجب لها.
قال ابن قدامة: فإن منع النفقة من يساره وقدرت له على مال، أخذت منه قدر كفايتها بالمعروف، لما روي: أن هندًا بنت عتبه جاءت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ـ متفق عليه.
ويوجه حديثه للسائلة: وعليه، فإن كان زوجك لا ينفق عليكم بالمعروف فمن حقك أن تأخذي قدر الكفاية بغير علمه، أما إذا كان ينفق عليكم بالمعروف فلا يجوز لك أن تأخذي شيئا من ماله بدون علمه ، وإذا فعلت ذلك كنت آثمة وخائنة للأمانة.
موضوعات ذات صلة:
رغم ثرائه..عايزني أصرف على البيت
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - زوجك بخيل.. في 8 خطوات "هيتعالج"
ساحة النقاش