دراسة إسرائيلية: التصعيد فى غزة قادم لا محالة
توقعت دراسة إسرائيلية جديدة لمركز "سيكور ميموكاد" (تغطية مركزة) أعدها الباحثان "ألون لفين" و"يوفال بوستان" أن تتجدد موجة العنف الإسرائيلية في غزة في أي وقت اعتباراً من الآن حتى يناير 2013، وتحديداً في شهور الصيف الحالي، مؤكدين أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤجل العملية الإسرائيلية في غزة هو إقدام إسرائيل على عملية في إيران على المدى القريب.
وأشار الباحثان إلى أن جولة القتال الأخيرة في غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 فلسطينياً في حين لم يكن هناك أي خسائر في الأرواح لدى الجانب الإسرائيلي، تمثل مقدمة لجولة قتال أكثر شراسة خلال بضعة أشهر، مؤكدين أن اللاعب الرئيسي في الساحة (مصر) يعمل في اتجاهات مختلفة من أجل الحيلولة دون عملية جديدة في غزة إلا أن هذا الوضع لن يستمر طويلاً.
وأضاف الباحثان الإسرائيليان أن هناك اتجاهين رئيسيين في إسرائيل حالياً بخصوص غزة: الاتجاه الأول ويتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، ووزير دفاعه "إيهود باراك"، يؤكد على ضرورة الامتناع عن القيام بأي عملية كبيرة في غزة والاعتماد على منظومة القبة الحديدية وأنشطة ردع محددة الهدف.
ويرى أصحاب هذا التوجه أن هناك عدة أسباب تدفعهم لذلك، منها رغبة الحكومة الإسرائيلية في التركيز على إيران في ضوء المخاوف من أن تؤدي عملية إسرائيلية في غزة إلى صرف الانتباه الدولي عن البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن استعداد "نتنياهو" و"باراك" للانتخابات العامة الإسرائيلية مع الأخذ في الاعتبار أن عملية عسكرية فاشلة ستلحق بهما أضرار انتخابية، ناهيك عن إثارة المنطقة بأسرها ضد إسرائيل على خلفية عدم استقرار الأنظمة العربية والضغوط الأمريكية لعدم المساس بالوضع الراهن الدقيق.
فيما يرى الاتجاه الثاني، والذي يتزعمه رئيس أركان إسرائيل وقائد المنطقة الجنوبية بجيش إسرائيل وعناصر أمنية أخرى، أن هناك حاجة ماسة لاجتياح غزة الآن، حيث أن الانتظار سيزيد من تعقيد الأوضاع.
ويزعم أصحاب هذا الاتجاه أن سقوط نظام "القذافي" فى ليبيا أدى إلى تدفق كميات كبيرة من السلاح، بما فيها أسلحة متقدمة جداً، والتي وصلت لأيدي حماس ولأماكن أخرى مثل مالي في أفريقيا، والتي استخدمت السلاح للقيام بانقلاب على الحكم، مشيرين إلى خطورة تكرار هذا السيناريو في غزة.
وأكد الباحثان الإسرائيليان أنه كلما اقتربت الانتخابات كلما تغيرت الاعتبارات لدى قادة إسرائيل.
وتابع الباحثان بأن الأمريكيين من جانبهم لا يريدون أي عملية عسكرية إسرائيلية لا في إيران ولا غزة ولا في أي مكان آخر، حيث أن الرئيس الامريكى "باراك أوباما" الآن في خضم معركة انتخابية مصيرية ويطمع في الفوز بفترة ولاية ثانية.
وأضاف الباحثان أن فرص العملية الجديدة كبيرة، لاسيما وأن هناك عدة عناصر وعوامل من شأنها زيادة فرص واحتمالات قيام إسرائيل بعملية في غزة، من بينها الوضع الراهن في سوريا.
وبحسب الباحثين، كلما زاد الشعور في سوريا بقرب نهاية النظام، كلما كانت هناك محاولات للقيام بعمليات إرهابية كبيرة ضد إسرائيل.
وأضاف الباحثان أن زيادة وتيرة بناء الجدار الأمني الإسرائيلي على الحدود مع مصر، من شأنه مضاعفة احتمالات تصعيد العنف على الحدود الإسرائيلية- الغزاوية.
وأكد الباحثان أن خسارة "أوباما "في الانتخابات، ونشوء وضع مماثل للوضع الذي كان سائداً خلال عملية الرصاص المصبوب (وهو تداول للسلطة في الولايات المتحدة) هي الظرف الأمثل للعملية الإسرائيلية، نظراً لأن ثمة أحدا لن يستطيع منع إسرائيل
ساحة النقاش