ذي القرنين أول وأقوى رحالة منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها ( 2 )
بقلم: حسنى كمال

56 

بعد أن فهموا معنى سترا من الشمس ، وعرفوا وتعلموا بناء البيوت التي تحميهم من الشمس، امتلأت قلوبهم بلذة التوحيد والإيمان، غادرهم معلنا القيام برحلته الثالثة وهي إلى مكان في أقصى الشمال،

 

هذا المكان يوجد فيه يأجوج ومأجوج، بها جبال وعرة، عند بلاد الترك بالتحديد بين أرمينيا وأذربيجان، " سيبريا" ووجد أمة متخلفة، لا يعرفوا شيئا عن الحضارات ولايجيدوا لغات، وسبق أن ذي القرنين تعلم اللغات كلها، ومع ذلك لم يفهم ماذا يقولوا؟ فاستعان بترجمان، وبدأ يتحدث معهم، فقال هؤلاء القوم إننا نعيش الآن في مأساة حقيقية،  فسألهم ذي القرنين، ماهي هذه المأساة ؟ قالوا له: "هناك أمة تأتي من خلف الجبال تدعى (يأجوج ومأجوج) أي أن هناك نوعين من البشر أحداهما من يأجوج والآخر من مأجوج، أعدادهم لاتخطر على قلب بشر، (يذكر أن بعض الناس في هذا العصر اعتقدوا أنهم الصينيين، وذلك نسبة لأعدادهم المكونة من مليارات)، وأضافوا قائلين: إنها أمة متوحشة نزرع ويقضون على الزراعة ونربي الماشية وينهبوها، فإذا دخل الليل تهجم علينا هاتان الأمتان فيأكلوا الثمار ويسلبوا الأموال ويقضوا على المياه، ونحن لا نعرف كيف نعيش؟ فقرر ذي القرنين أو الملك الفارسي (كورش) "كما ذكرت الكتب اليونانية القديمة"، الوقوف بجوار هؤلاء القوم الضعفاء، الذين لا حيلة لهم، فاشترط عليهم الإيمان حتى يساعدهم قائلا: " أن تؤمنوا بالله"، فآمنوا جميعا، وكانوا أغنياء، لقوله تعالى "قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا"، أي أنهم عرضوا على ذي القرنين أموالا لأنهم أغنياء في مقابل بناء هذا السد الذي يحجز بيننا وبينهم، فقالوا له: اطلب ماتريد في مقابل بناء هذا السد، ولكنه رد عليهم بكل عفة وزهد قائلا: "مامكني فيه ربي خير، فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما"، ما أعطاني الله إياه أحسن من كنوز الدنيا، فهذا ردما، ليخلق سدا بينهم، لأن كلمة سد في الحقيقة ربما يكون له أبوابا، أو ربما يكون سدا وهميا، مثلما حدث أثناء الهجرة النبوية فقال لهم "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا"، ولكن ذي القرنين كان واضحا فقال ردما، وهو ماحدث بالفعل، وفي الخرائط القديمة أمثال شريف الإدريسي والمستوفي حددت هذه الخرائط مكان يأجوج ومأجوج أقصى الشمال في مناطق شمال سيبيريا خرائط عمرها ألف سنة، "والعجيب أن هناك من كان ينقب عن البترول وسمعوا أصوات ناس يعذبون تحت الأرض، وأقروا بذلك، وإذا فكر أحد بأن هذه الأصوات هي للموتى في قبورهم، فإن الله حكم على العباد ألا يسمعوا الموتى في قبورهم، وأطرح سؤالا؟ لماذا هذه المنطقة بالتحديد التي ظهرت فيها تلك الأصوات؟ ، كما أنها أصوات غير عادية، كما أقر بذلك عدد كبير من الباحثين من دول كثيرة، وفي أطلس تاريخ الإسلام للمؤرخ حسين مؤنس، وأكدوا أنها قريبة جدا من إقليم منغوليا، وقالوا أنه البقعة الواقعة بين بحر الخرز "قزوين" و "البحر الأسود" حيث توجد سلسلة جبال القوقاز بينهما، و تكاد تفصل بين الشمال و الجنوب إلا في ممر كان يهبط منه المغيرون من الشمال للجنوب، و في هذا الممر بني ذي القرنين سده،  والمعجزة هي هذا الارتحال أنها بوسائل خارقة ، لم تكن فيها مواصلات لقطع هذه المسافات الشاسعة، ومنذ عدة سنوات قرأت عن الخبر الذي انتشر في مواقع عديدة علي شبكة الإنترنت كانتشار النار في الهشيم حول ما ذكرته محطة ( TBN) في أحد البرامج عن الاكتشاف الجديد وهو أن فريق من علماء الجيولوجيا - طبقات الأرض- كانوا يقومون بدراسة طبقات الأرض في إحدى مناطق سيبيريا بجمهورية روسيا الاتحادية فقاموا بحفر بئر عميق في سطح القشرة الأرضية بلغ عمقه 12,262 كيلومتر إلي أن وصلوا إلي الطبقة الثانية التي بعد القشرة الأرضية مباشرة ثم أنزلوا ميكروفون متطور مصمم لتسجيل أصوات تحرك طبقات الأرض وكيف تتحرك وصهير المعادن وما هي أصواتها ولكن بدلا ً من سماع أصوات تحرك طبقات الأرض ، سمعوا أصواتا بشرية علي شكل صياح عالي لرجال ونساء في البداية كانوا يعتقدون بأن هذه الأصوات ناتجة عن الآلات ولكن بعد عمل ضبط للأجهزة والآلات اتضح لهم أن ما سمعوه هو عبارة عن أصوات صياح عالي لملايين من البشر تحت سطح الأرض..!! ومنعت المخابرات الروسية تكملة الحفر، لأسباب عديدة، والشواهد تؤكد أن هذه المنطقة ليست قبوراً كما كتب التقرير آنذاك، بل وجدوا فيها ذهبا ومعادن وأشياء تعين على الحياة، وأن أهل يأجوج ومأجوج بالفعل كانوا يسرقون الذهب والمعادن وكل مايجدوه، أما القبور فصوتها لايصل إلى الأحياء، مهما حدث، لايسمعها إلا "الجن والحيوانات"، وبالفعل هي منطقة تواجد يأجوج ومأجوج .. "الموضوع شيق جدا"، وكنت أتمنى أن أواصل، ولكن نكمل في الحلقة القادمة ونكشف عن يأجوج ومأجوج وخباياهم إن شاء الله:
"ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا".
[email protected]

 

المزيد من مقالات حسنى كمال
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,618,785