وزارة التربية والتعليم

مكتب مشروع المركز الوطني للتوجيه المهني

 

 

 

 

 

 

 

الأساليب التربوية الحديثة في التقويم وعلاقتها بالتربية المهنية

 

 

 

الدورة التدريبية الرابعة لإعداد فريق تدريب أخصائيي التوجيه المهني

إعداد : هاشم بن حمد الشامســـــي

 

2007 م

  الأساليب التربوية الحديثة في التقويم وعلاقتها بالتربية المهنية

 

ملخص الورقة

 

 

الأساليب التربوية الحديثة في التقويم وعلاقتها بالتربية المهنية

 

تأتي هذه الورقة لتقدم مدخلا للأساليب الحديثة في التقويم التربوي ومدى ارتباطها بالتربية المهنية ، ولذلك فإن البيئة التعليمية التعلمية في التربية المهنية مميزة عن غيرها ، لكون التربية المهنية ترتبط بمهارات عملية بشكل مميز ،ولهذا فان التقويم في مجال التربية المهنية لا ينحصر في تقويم النتاجات التعليمية للطلبة وحسب ، إنما ينبغي أن يطال جميع المدخلات التي تؤثر في تلك النتاجات كالمنهاج والمعلم والإمكانات المادية والتسهيلات المتاحة والطلبة أنفسهم ، وبذلك كان التحول في التقويم التربوي حيث ظهر مؤخرا اتجاه قوي يركز على أهداف تربوية تبنى على معايير عالية المستوى تتضمن الكفايات المهمة للحياة وخاصة سوق العمل والتفكير الإبداعي واتخاذ القرار وحل المشكلات والتعلم الذاتي وقد صاحب التحول في أغراض التعلم تحولا في فلسفة الممارسات التقويمية وأساليبها حيث برز التركيز على ربط التقويم بالحياة وذلك من خلال تبني التقويم الحقيقي وهو العملية التي يتم من خلالها جمع الشواهد حول تعلم الطالب ونموه في سياق حقيقي ، والحقيقة أن التقويم التربوي البديل يعد من المفاهيم المتسعة حيث يشمل أنوعا مختلفة من أساليب التقويم التي تتطلب من المتعلم أن يظهر كفاءته ومعارفه ، كما أوضحت الورقة الفروق الأساسية بين الاختبارات التقليدية ومهام التقويم الحقيقي ، وركزت الورقة على المشروع كنموذج للتقويم البديل من خلال التعرف على خصائصه ومميزات استخدامه كأداة للتقويم ، حيث تساعد المشاريع على زيادة الدافعية للطلبة وزيادة التحصيل ، كما يتميز المشروع بالربط التكاملي بين المواد الدراسية ومساعدته على الربط التكاملي بين الحياة الواقعية والمادة الأكاديمية . واختتمت الورقة بتوضيح دور أولياء الأمور لتفعيل المشاريع الجماعية من خلال عملية التواصل مع أبنائهم ومع بقية أولياء الأمور ومع المدرسين والتنسيق مع مجموعة ابنه / ابنته لإنجاز المشروع والتعاون والمشاركة في تقديم الدعم المادي والمعنوي والذي يساعد على انجاح المشروع .

المقدمة :

 

تعتبر البيئة التعليمية التعلمية في التربية المهنية مميزة عن غيرها ،لكون التربية المهنية ترتبط بمهارات عملية بشكل مميز ، ولهذا تعد المهمة الرئيسة لمعلمي التربية المهنية هي :توفير البيئة التعليمية التعلمية الخاصة ، إضافة لتوافر نظام تقويمي وسجلات معينة تبين مدى تقدم الطلاب في إتقان مهارات المهنة الأساسية ،لهذا لابد أن يكون المعلم ملما بأساليب التعلم والتعليم المتنوعة وبطرق التقويم ونماذجها المختلفة وأدواتها المتنوعة .

وفي النظم التربوية المتطورة يبحث العاملون في الحقل التربوي من معلمين وإداريين عن الاستراتيجيات التي تعمل على تحسين تقويم الطلاب الذين هم في حاجة ماسة للتقويم الشامل لإنجازهم ومدى تقدم أدائهم ،وقد بدأ الاتجاه حاليا نحو تطبيق نظم التقويم الحقيقي مثل : الأعمال الشفوية والتحريرية والمشاريع ، وعمل الطلاب التعاوني ، بالإضافة إلى الاختبارات التقليدية الفترية والنهائية ، ان استخدام استراتيجيات تقويم متنوعة من شأنه أن يدفع الطلاب نحو ابتكار صورة واضحة ومعبرة حول ما يمكنهم تعلمه أو أداءه( الكندي ( 2005 ونتيجة للثورة المعرفية والتكنولوجية التي بدأت مع نهاية الألفية الماضية حرصت العديد من دول العالم على إحداث نقلة نوعية في نظام تقويم تعلم الطلاب بمدارسها حيث تبنت نظاما جديدا يتسم بالتنوع والاستمرارية والشمول ، ويقوم على استخدام طرق وأدوات تقويمية متنوعة . ولم تكن سلطنة عمان بعيدة عما يحدث في كثير من دول العالم من تطوير في انظمتها التربوية ، فقد شرعت وزارة التربية والتعليم بتطوير نظام التعليم بمختلف جوانبه ليواكب عصر العولمة والثورة التكنولوجية والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد .

 

 

 

أهداف الورقة :

1 – التعرف على بعض الأساليب الحديثة في التقويم .

2 – التعرف على العلاقة بين التقويم والتربية المهنية .

3 – اكتساب معارف ومهارات التقويم في التربية المهنية .

4 – توظيف أساليب التقويم الحديثة في التربية المهنية

 

مبررات الأخذ بنظام التقويم الحديث :

 

-تفعيل توصيات مؤتمر الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020 ، التي أكدت على أن التحديات الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية التي تواجه المتعلم اليوم تتطلب تزويده بمجموعة من الكفايات والمهارات الضرورية لمواجهة هذه التحديات ، مما يستدعي التنويع في أدوات التقويم والأخذ بنظام التقويم المستمر لتقويم هذه الكفايات ، وعدم الاعتماد على الامتحانات الفصلية فقط .

-تفعيل التوصيات التي خرجت بها الكثير من المؤتمرات الدولية ، والندوات الوطنية ، والملتقيات التربوية ، والدراسات العلمية ، مثل : دراسة إصلاح وتطوير التعليم 1995 التي أعدتها الوزارة مع بيت خبرة كندي ، والدراسة التي أعدها مجلس الامتحانات الاسكتلندي 1996م حول نظام التقويم في الثانوية العامة (سابقا ) ، والدراسة التقويمية لمشروع تطوير تقويم أداء الطلبة التي أجريت بموجب القرار الوزاري رقم (46/2002م) ، والندوة الوطنية لتطوير التعليم الثانوي ( ابريل 2002م) والمؤتمر الدولي لتطوير التعليم الثانوي ( ديسمبر 2002م ) وندوة التقويم التربوي المنعقدة في ابريل 2004م ، حيث دعت جميعها إلى تطوير نظام التقويم التربوي .

-التأكيد على مبدأ الإتقان في عملية التعلم ، وذلك بمعالجة جوانب الضعف وتعزيز جوانب القوة في تعلم الطلبة .

- الارتقاء بأداء الطلبة وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم مما يتطلب تعدد أدوات التقويم .

-تفعيل مبدأ "المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية " ، والتأكيد على ضرورة مشاركة المتعلم في عملية تعلمه وتقويم ذلك التعلم .

-التركيز على جميع جوانب عملية التعلم وليس الجانب المعرفي ، وذلك من خلال تكامل المهارات والمعارف والمعلومات وتطبيقاتها المتعددة .

-تنمية القدرات العقلية العليا للمتعلم ، وتزويده بمجموعة من الكفايات والمهارات التي لايمكن تقويمها بالامتحانات النهائية فقط ؛ وانما تتطلب تقويما مستمرا .

-مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة .

-تدعيم المهارات الأساسية لمتطلبات التنمية الشاملة في البلاد ( سوق العمل ومؤسسات التعليم العالي ) .

-تفعيل العلاقة بين المدرسة والأسرة والمجتمع (وزارة التربية والتعليم 2005 ) .

أهمية التقويم في التربية المهنية :

 

يهدف التقويم التربوي بعامة إلى تجديد فاعلية الأنشطة الموجهة وتعزيز العمل التربوي إلى أفضل مستوى ممكن ، ويتضمن التقويم معنى شمولياً يشتمل على جميع مكونات النظام التربوي وعناصره وعليه ،فإن التقويم في مجال التربية المهنية لا ينحصر في تقويم النتاجات التعليمية للطلبة وحسب ، إنما ينبغي أن يطال جميع المدخلات التي تؤثر في تلك النتاجات كالمنهاج والمعلم والإمكانات المادية والتسهيلات المتاحة والطلبة أنفسهم (تعرف حاجاتهم وخصائصهم واستعداداتهم ) وأن يطال أيضا الطرائق المختلفة واستراتيجيات التعليم والتعلم والأساليب المتصلة بها والطرائق المناسبة في تعليم وتعلم موضوعات التربية المهنية والاستراتيجيات المتصلة بها ،

( بدرخان 2006 ) .ومن المجالات الأساسية للتقويم تلك التي يستخدم فيها القياس النفسي المجال المهني أو الصناعي فالمقاييس والإختبارات النفسية تطبق في التوجيه المهني والإختيار المهني والتدريب المهني والتأهيل المهني ، وذلك من أجل وضع ذلك المبدأ المهم موضع التنفيذ وهو :وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

ولاينبغي أن يتخذ التوجيه شكلا روتينيا أو إداريا محضا ، بحيث تتحول عملية التوجيه الى المهن المختلفة إلى عملية إدارية صرفة . بل إنها لابد أن تقوم على أساس من دراسة شخصية الفرد باستخدام كثير من الوسائل كالإختبارات والمقابلات الشخصية والملاحظة ، وما إلى ذلك بحيث نحصل على صورة حقيقية وشاملة لشخص الفرد، كذلك يتطلب التوجيه السليم دراسة فرص العمل المختلفة وتحليل العمل ومعرفة ظروفه وملابساته وتطلباته والمؤهلات والخبرات والقدرات اللازمة لأدائه على أطيب الوجوه وأكملها .(أبوحويج وآخرون 2002) .

 

التحول في التقويم التربوي :

 

برزت في العقدين الماضيين الحاجة إلى إجراء تعديلات أساسية في ممارسات التقويم التربوي على المستوى الوطني وعلى مستوى ممارسات التقويم الصفي ، حيث نما مؤخرا اتجاه قوي يركزعلى أهداف تربوية تبنى على معايير عالية المستوى تتضمن الكفايات المهمة للحياة (وخاصة سوق العمل ) ، ومنها التفكير الإبداعي ، واتخاذ القرار ، وحل المشكلات ، والتعلم الذاتي ،والتعلم التعاوني ، وإدارة الذات . فالتركيز على هذه الكفايات وعدم الاقتصار على أهداف المحتوى للمواد أدى إلى الاتجاه لتحديد نواتج تعلم نهائية أكثر شمولية وتركز على الأهداف التالية :

• أن يطبق الطالب مهارات الاتصال والمهارات الرياضية الأساسية في أوضاع تحاكي ما سيقابله في حياته المهنية .

• أن يطبق الطالب المفاهيم الأساسية في الرياضيات والعلوم والعلوم الاجتماعية والآداب والتربية المهنية في مواقف مشابهة لما سيقابله في حياته .

• أن يظهر الطالب الكفاية الذاتية .

• أن يظهر الطالب المواطنة المسئولة .

• أن يفكر الطالب ويحل المشكلات .

• أن يحقق التكامل بين التخصصات المختلفة .

 

إن هذا التغير في الأهداف التربوية جاء بحيث يشمل إلى جانب الكفايات المعرفية التخصصية مهارات الحياة والكفاية الشخصية قد وجه الاهتمام إلى أهمية التحول من أساليب التقويم التقليدية ، التي تعتمد على الاختبارات التي تتطلب تذكر معلومات جزئية متناثرة ، ولا تتطلب تطبيق الطلاب للمعلومات التي تعلموها أو إظهار مهارات التفكير العليا ، إلى أساليب بديلة تركز على تقويم أداء الطالب في سياق حقيقي يناسب الأهداف ونواتج التعلم ذات العلاقة بالتعلم مدى الحياة .

 

أبرز التحولات في التقويم :

 

إن هذه المتغيرات في مجال الأهداف والأساليب أدت إلى حدوث تغير في الوجهة في التقويم ، ويوضح الجدول التالي رقم (1) أبرز هذه التحولات :

 

مجال التحول....................... التحول من..............................................ال تحول إلى

 

أغراض التقويم التربوي......الاقتصار على التقويم للمحاسبية..............التقويم للتعلم

 

علاقة التقويم بالواقع..........التقويم البعيد عن السياق الواقعي ........التقويم الحقيقي

 

والتركيز على استخدام المهارات في سياق واقعي

أبعاد التعليم ومعاييره........بعد مفرد واحد...........................أبعاد تعلم متعددة ومتداخلة

أبعاد الذكاء ............... أبعاد قليلة (مهارات عددية ونقطية ).........أبعاد متعددة (

الذكاءالمتعدد )

ما هو التقويم البديل ؟

يتضمن التقويم البديل استخدام استراتيجيات متنوعة مثل تقويم الأداء واستخدام بنود في الاختبارات تتطلب بناء استجابات ، وتقويم ملف الطالب بديلا عن الاقتصار على اختبارات الاختيار من متعدد إن أساليب التقويم البديلة أكثر كفاية في تقويم الكثير من المخرجات التعليمية التي بقيت خارج إمكانات ومجال ما تقيسه الاختبارات التحصيلية ، فأصبح المعلمون بحاجة إلى أساليب أخرى لا تركز على استدعاء المعلومات ، ولا تستعمل في مواقف افتراضية وبحدود الورقة والقلم ، وأن يكون بدلا من ذلك اختبار قدرة الطالب وكفايته في استعمال المفاهيم والمعلومات والمهارات التي يمتلكها في مواقف حياتية حقيقية (كاظم 2005 ) . كما أن التقويم البديل هو تقويم متعدد الأبعاد لمدى متسع من القدرات والمهارات ، ولا يقتصر على اختبارات الورقة والقلم، وإنما يشمل أيضا على أساليب أخرى متنوعة مثل : ملاحظة أداء المتعلم ، التعليق على نتاجاته ، إجراء مقابلات شخصية معه ، مراجعة إنجازاته السابقة .

والحقيقة أن التقويم التربوي البديل يعد من المفاهيم المتسعة ، حيث يشمل أنواعا مختلفة من أساليب التقويم التي تتطلب من المتعلم أن يظهر كفاءاته ومعارفه بتكوين أو إنشاء استجابات ، أو ابتكار نتاجات . لذلك يفضل النظر إلى التقويم البديل على أنه مجموعة من الأساليب أو الصيغ التي تتراوح بين استجابات بسيطة مفتوحة يكتسبها المتعلم ، وتوضيحات شاملة ،وتجمعات من الأعمال المتكاملة للمتعلم عبر الزمن ، ونظرا لحداثة مفهوم التقويم البديل فقد تعددت المصطلحات التي تشير إليه . وبالرجوع إلى أدبيات القياس والتقويم التربوي نلاحظ كثيرا من المصطلحات أو المفاهيم المرادفة لهذا المفهوم مثل :

- التقويم الأصيل أو الواقعي

- التقويم القائم على الأداء

- التقويم البنائي

- التقويم الوثائقي

- التقويم الكيفي

- التقويم المبحثي

- تقويم الكفاءة

- التقويم المتوازن

- التقويم المتضمن في المنهج

- التقويم المباشر

- التقويم الطبيعي

ولعل أكثر هذه المفاهيم شيوعاً : التقويم البديل ،التقويم الأصيل أو الواقعي ، التقويم القائم على الأداء . حيث أنها تجمع بين ثناياها مضامين المفاهيم الأخرى ، غير أن مفهوم التقويم البديل يعد أكثر عمومية (حبيب 2005 ) .

 

 

 

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 675 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,704