كتبت : مني الشرقاوي 345
من الأمور التي اعتدنا عليها في مجتمعاتنا الشرقية هي أن الأب يحاول قدر الإمكان الظهور بصورة الوقور بالنسبة لابنائه, خاصة البنات.
ظنا منه أن هذا ضرورة لترسيخ الهيبة والاحترام التي يحرص علي زرعها في نفوس الأبناء,غير أن هذا السلوك يتحول مع الوقت الي نوع من الجفاء يحرم الأب من الاستمتاع بوقته مع زوجته وأطفاله.
يقول د. السيد حنفي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق إن الأب يستطيع أن يوجد الفرصة لكي يستمتع مع أطفاله ويجلب السعادة إلي عائلته بدلا من تمضية الوقت أمام شاشة التليفزيون مثلا, لأن هذا الوقت يعتبر من أثمن الأوقات التي تضيع منه دون أن يدري. فالأب لو جرب مرة أن يبتعد عن تلك الأجهزة لعرف الفرق الذي يمكن أن يحدث في حياته, حيث سيجد الوقت لكي يشارك عائلته في القيام بنشاط يساعد علي تعزيز العلاقات بينه وبينهم مما يضفي متعة إلي الوقت الذي سيقضيه معهم.
ويضيف أن بعض الرجال يجدون صعوبة في التمتع بأوقاتهم مع أطفالهم, خصوصا في بداية حياتهم ويكونوا بذلك قد خسروا الكثير من السعادة التي يمكن أن يحققوها لو كان لهم دور مع أطفالهم منذ البداية خاصة البنات, لأن الرجل الأول في حياة أي فتاة هو والدها, والصور التي تكونها الفتاة عن الرجل تعتمد في المقام الأول علي علاقتها به, لذا يجب ان تعتمد هذه العلاقة علي الصراحة وكسر الأنماط التي نشأ معظمنا عليها في مجتمعاتنا الشرقية والتي شيدت الأسوار بين البنت ووالدها وجعلت الأم فقط هي مصدر الحنان والارشاد والتوجيه, وهذا خطأ كبير خاصة عندما تنضج الفتاة وتحتاج إلي نصائح لا يستطيع أن يقدمها سوي الأب وذلك عندما تبدأ الخوض في الأمور المصيرية مثل اختيار شريك الحياة, أو التصرف مع الخطيب أو الزوج أو غيرها من الخبرات.
لذا ينصح د. السيد حنفي الأب بأن يفتح الأبواب المغلقة بينه وبين ابنته, وأن يبادر بالتقرب منها والحوار معها في مراحل عمرها المبكرة, وأن يكون مشجعا لها وأن يكسر الشعور بالخوف والرهبة التي تؤثر علي علاقتهما وأن يجعلها تأمن مصارحته فيما تريد وينمي فيها روح الطاعة الناجمة عن المحبة لا الخوف فهذا يضمن سلامة نموها النفسي وأمانها في المستقبل.
ساحة النقاش