في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسكر الذي يسعي إلي زيادة الوعي العالمي بمرض السكر، وبمعدلات وقوعه التي أصبحت تزداد بصورة كبيرة في شتي أنحاء العالم..
وحسب تقديرات المنظمة يصيب السكر أكثر من 220 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم.. ومن المرجّح أن يزداد العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك.. والجدير بالذكر أن نحو 80% من وفيات السكر تحدث في البلدان منخفضة الدخل.
وحمل الاحتفال باليوم العالمي للسكر هذا العام بشري طيبة للمرضي وهي انتهاء الأبحاث العلمية الخاصة بمجموعة جديدة من العقارات تعمل علي الإنزيم الخاص بتنشيط البنكرياس، هذا الإنزيم الذي يحد في نفس الوقت من شهية المريض ولا يسبب انخفاض السكر في الدم وبذلك يكون العلاج لأول مرة لا يعمل علي تنشيط البنكرياس ولكن يعمل علي تنشيط مادة طبيعية في الجسم هي بدورها تحفز إفراز الأنسولين وتحتفظ به عند المعدل الطبيعي، وبالتالي تقي المريض شر ارتفاع السكر والأهم أنها تقيه شر انخفاضه المفاجئ أيضاً، هذا العلاج الجديد طرحته شركة نوفارتس السويسرية، في الندوة الطبية التي عقدت مؤخرا لمناقشة أهم أساليب مواجهة مرض السكر وحضرها نخبة كبيرة من كبار الأطباء.
أشار الدكتور إبراهيم الإبراشي - أستاذ الغدد الصماء والسكر وعضو اللجنة القومية لمكافحة مرض السكر - إلي أن هذه الحملات تقوم بالتحذير من هذا المرض ومخاطره وكيفية تجنبه وتفادي مضاعفاته.. وخطورة هذا المرض أنه لا يوجد أي عضو في جسم مريض السكر، إلا ويتأثر بهذا الداء، نظرا لأن المرض يصيب الشرايين التي تحمل الدم لجميع أعضاء الجسم.
وأشار إلي أن مرضي السكري هم الأكثر إصابة بأمراض الجلطات الدماغية، والجلطات القلبية، ونقص التغذية في الأقدام، ما يؤدي إلي «الغرغرينا» التي تؤدي في بعض الأحيان إلي «البتر»، أما عن الآثار التي تصيب حامل هذا المرض فهي «الاكتئاب، وفقدان الذاكرة، بالإضافة إلي المشاكل الإدراكية».
وعن أهم العوامل التي تؤدي إلي الإصابة بهذا المرض فتتمثل في اتباع أسلوب حياة غير صحية عن طريق تكديس طاقة سكرية كبيرة بالجسم، بسبب السمنة، أو تناول وجبات دسمة بكميات كبيرة، بالإضافة إلي عدم القيام بأي نشاط حركي، فضلاً عن العامل الوراثي الذي يلعب الدور الأكبر في الإصابة بالسكري.
كما أشار الدكتور خليفة عبدالله - الأستاذ بطب الإسكندرية - إلي أن أفضل طريقة لتجنب مضاعفات هذا المرض هو مصادقته عن طريق المحافظة باستمرار علي أخذ قياساته، وتناول دوائه، واتباع نظام غذائي مفيد للمريض، أما في حالة إهماله فإنه سيعادي ويحارب المريض في أغلي ما يملك وهو صحته.
أما الدكتور مجاهد أبوالمجد -الأستاذ بطب المنصورة - فأجاب رداً علي أسئلة الصحفيين بأن ربط الإصابة بالسكر بالغضب أو النرفزة من الأخطاء الشائعة جداً في المجتمع، فالعوامل النفسية قد ترفع نسبة السكر في دم المريض أصلاً لكنها لا تسبب الإصابة.
وحول اختلاف بروتوكول العلاج من طبيب إلي آخر أجاب الدكتور شريف حافظ، الأستاذ بطب القاهرة وعضو اللجنة القومية لمكافحة مرض السكر: أن علاج السكر ليس علاجاً ثابتاً لأن المرض يتطور من وقت لآخر، فليس هناك بروتوكول ثابت للعلاج ولكن الطبيب المتخصص يقوم بتفصيل العلاج علي المريض وليس العكس.
وحول انتشار داء السكر في سنوات المراهقة والشباب قال الأطباء: تعتبر سنوات المراهقة من أهم وأصعب الفترات في متابعة وعلاج المرضي المصابين بالسكر لما يصاحب هذه الفترة من تغيرات في النمو الجسمي للمريض ناتجة عن إفراز هرمونات مختلفة، بالإضافة إلي التغييرات النفسية وتطلع الشاب أو الشابة إلي خلق شخصية ذاتية والميل إلي الاستقلالية وعدم الاستماع بسهولة إلي إرشادات ونصائح الوالدين، وحب الخروج بكثرة من المنزل والميل إلي قضاء أوقات أطول وسهر مع الزملاء وتناول الوجبات خارج المنزل وعدم التقيد بالإرشادات الغذائية وعدم الحضور بانتظام لعيادة الطبيب، ونسيان أو رفض أخذ جرعات الأنسولين ويؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلي صعوبة تنظيم السكر خلال هذه الفترة.. ومن ثم حدوث مضاعفات مثل الهبوط السكري وارتفاع السكري.. وربما البدء في ظهور بعض المضاعفات المزمنة كتأثر العين والكلي.
وأكثر ما يخيف في تقديرات منظمة الصحة العالمية، أنه يوجد 183 مليون مصاب بمرض السكري لا يدركون أنهم مصابون به أصلاً، بالإضافة إلي أنه من بين كل 10 أشخاص بالغين يكون بينهم مصاب واحد بالسكري.. ومن الجدير بالذكر أن 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان منخفضة الدخل، كما أن مصر تعتبر من الدول ذات الإصابة المرتفعة بالمرض، ومن المتوقع أن تحقق زيادة في عام 2030 تتخطي بها المعدل العالمي ليصل عدد الحالات المصابة بمرض السكر إلي نحو 8 ملايين و600 ألف حالة، أي ما يعادل زيادة بنحو 83% علي عدد الحالات في عام 2010، وذلك بحسب إحصائيات الاتحاد الفيدرالي الدولي لمرض السكر في أواخر العقد الماضي، كما أن 66% من أسباب الوفيات في مصر ترجع إلي الأمراض غير المعدية التي يمكن الوقاية منها باتباع العادات الغذائية السليمة وممارسة رياضة معتدلة والامتناع عن التدخين والكحوليات ومكافحة السمنة.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - مؤتمر يكشف: العلاج بالإنزيمات طفرة جديدة في مرض السكر
ساحة النقاش