التليف الكبدي المتأخر بالخلايا الجذعية
كتب: حاتم صدقي 145
نظمت الجمعية المصرية لزرع الخلايا الجذعية مؤتمرها السنوي الخامس بالتعاون مع كلية طب قصر العيني ولجنة الخلايا الجذعية بوزارة الصحة, حيث نوقشت العديد من الأبحاث والتطبيقات العلمية للخلايا الجذعية في فروع الطب المختلفة.
, أبرزها نتائج دراسة مصرية لعلاج الحالات المتأخرة من التليف والفشل الكبدي بالخلايا الجذعية.
فقد عرض الدكتور حسني سلامة استاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب القاهرة ورئيس الفريق البحثي موجزا للابحاث التي أجريت علي مدي5 سنوات لعلاج180 مصابا بتليف وفشل كبدي بالخلايا الجذعية, بالاشتراك مع فريق من المعهد القومي للأورام برئاسة الدكتور عبد الرحمن ذكري استاذ البيولوجيا الجزيئية بالمعهد القومي الأورام, موضحا أن الدراسة تمت علي3 مراحل باستخدام الخلايا الجذعية الذاتية التي تم الحصول عليها من نفس المرضي ليعاد حقنها بعد إكثارها وتحويلها لخلايا كبدية لدعم الكبد وتحسين وظائفه, وأكد أن نسبة الاستجابة تراوحت بين60 و70% تبعا لحالة كل مريض وحجم الكبد ومدي نشاط الفيروس ودرجة السيولة عند المريض, وقد نشرت هذه الابحاث في المجلة الأمريكية لزرع الخلايا الجذعية والمجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد في الصين, وأعتبرتها الأوساط العلمية تجارب مشجعة أدت إلي تحسن نوعية حياة المرضي وزيادة درجة وعيهم, وانخفاض نسبة الصفراء, وزيادة مستوي الألبيومين, مع تحسن حالة الاستسقاء. ويأمل الباحثون ان تصبح هذه التقنية مستقبلا بديلا عن عمليات زرع الأعضاء. ويبدأ علاج حالات التليف المتأخر والفشل الكبدي- كما أوضح الدكتور عبد الرحمن ذكري المسئول عن الجانب المعملي في الدراسة ـ بالحصول علي الخلايا الجذعية من النخاع العظمي لنفس المريض, ثم تحويلها معمليا إلي خلايا بيضاوية( قبل كبدية), وحقنها للمرضي مباشرة عبر الوريد الباب الكبدي, مع حقن المريض علي مدي خمسة أيام بحقن يومية من المحفزات المناعية, ثم تسحب الخلايا من نخاع العظام وتقسم إلي نوعين من الخلايا الجذعية, ليعاد حقن الجزء الأول منها في نفس اليوم, ويتم تربية الجزء الثاني في وسط غذائي خاص لمدة تتراوح بين5 و7 أيام لكي يتحول إلي خلايا بيضاوية قبل كبدية ويتم حقنه وريديا بشكل مباشر لتبدأ عملها في إصلاح الجزء المناعي الخاص بالكبد وإصلاح الوظائف التخليقية للكبد, وقد أكدت النتائج نجاح هذه التقنية بنسبة80%, وتحسن نسبة الاستسقاء.
وعن حاجة مصر لبنوك دم الحبل السري وأهميتها, أوضحت الدكتورة نعمت قاسم أستاذ ورئيس المعامل بمركز علاج الأورام بجامعة القاهرة أن في مصر بنكا واحدا خاص يعمل منذ عام2008, وبه700 وحدة جاهزة للاستخدام, في حين تمتلك الأردن وحدها6 بنوك, وفي الإمارات العربية بنك واحد رغم قلة عدد سكانها, وتصل أعداد البنوك المماثلة في دول العالم المختلفة إلي50 بنكا تحتوي علي أكثر من نصف مليون وحدة جاهزة للاستخدام, سواء في عمليات زرع النخاع أو ما يسمي بالطب التخليقي الذي يمثل صيحة عالمية الآن.
وأضافت الدكتورة نعمت أن قصر العيني يتم به أكثر من40 عملية ولادة يوميا في المتوسط ولا يستفاد بدماء الحبل السري فيها بشكل فعال, لذلك تدعو إلي ضرورة استكمال مشروع بنك لدم الحبل السري, وهو أمر يتطلب ثقافة كاملة بروح الفريق يشارك فيها تخصصات طبية مختلفة تضم أطباء النساء والتوليد والأطفال والقلب والجهاز الهضمي والكبد والمعامل وأطباء زرع النخاع, ودعت للاهتمام بأبحاث الخلايا الجذعية اعتمادا علي دم الحبل السري باعتباره أداة فعالة لإنقاذ حياة مئات الأطفال ممن يعانون من أمراض الدم المختلفة مثل الأنيميا الحادة ونقص المناعة الحاد وبعض أنواع سرطان الدم, كما أن هناك نحو60 ألف مريض بالغ قد يستفيدون منها, لذا تدعو إلي إنشاء بنك لدم الحبل السري بكل مستشفي كبري للولادة في مصر.
ساحة النقاش